خرج مفتشو الأممالمتحدة من العراق قبل يوم واحد من بدء العدوان الأميركي ضد شعبنا العربي في العراق، بعد أن يئسوا تماماً، ويئست معهم المعدات كافة التي جلبوها معهم، بما في ذلك طائرات - البوم -، وطائرات الميراج، وبقية كاشفات ما يمكن إخفاؤه تحت الأرض وفوقها، وبعد مرور أكثر من مئة يوم قضوها متنقلين، في كل مكان، بحثاً عما سمته الإدارة الأميركية "أسلحة الدمار الشامل العراقية". ولم يبلغ مفتشو الأسلحة الإدارة الأميركية، ولا مجلس الأمن الدولي، أن نوعاً من تلك الأسلحة المحظورة كانوا يسمعونه يومياً خمس مرات، ويشاهدون يومياً من يقوم علناً منذ الفجر والى ساعة متقدمة من الليل، في كل مدن وشوارع وقرى وبوادي العراق، يصدP بنداء "الله أكبر". وهو نداء تبينت فاعليته كسلاح دمر، ولا يزال يدمر صواريخ التوماهوك - كروز - وقنابل البي - 52، وما في حكمها، قبل أن تصل الى أهدافها. ذلك السلاح المدمر الرائع يصدح "الله أكبر" مع تسبيحات المؤمنين الصابرين المجاهدين، من أبناء بغداد والناصرية والموصل والفاو وأم القصر والسليمانية وغيرها، ويلتقي طلقات المدفعية المضادة، صواريخ وقنابل الأعداء، في الجو، وتفشل عن هدفها ومفعولها قبل أن تصل. فمن يصدق أن صواريخ - التوماهوك - كروز المحظورة، وطالما سمعنا عن فاعليتها ودقتها في إصابة الهدف ونطاق تدميرها، قبل الحرب، لم ينفجر منها، ولم يصل منها الى أهدافها المرسومة لها سوى بضع عشرات. وتكفلت الدفاعات الجوية العراقية بإسقاط العشرات منها قبل أن تصل. وتكفلت عناية الله تعالى، قبل كل ذلك، بسلاح الدمار الشامل نداء "الله أكبر" بإفشال ما تبقى منها. فلم تكن نتائجها بمثل ما كنا وكان العالم يتصوره. إنه فعلاً سلاح مدمر ذلك الذي واجه جنود الغزو وصواريخهم وطائراتهم، لم تكن أميركا، ولا مفتشو الأممالمتحدة يعرفون عنه شيئاً. إن هذا السلاح هو نفسه الذي أهلك ودمر جنود هولاكو، الذي تجاسر على غزو بغداد، وفعل فيها ما فعل في العام 1258م. وهو الجيش الذي كان، قبل ذلك، دمر آسيا بكاملها. وهو السلاح الذي أخرج من بين الأنقاض القائد المملوكي سيف الدين قطز وجنده، بعد ذلك بعامين، ليقهر المغول ويدمرهم في عين جالوت، فصاح بجنده "وا إسلاماه"، فتقهقر المغول، ولم تقم لهم قائمة بعد ذلك الى الأبد. القاهرة - فطين أحمد