سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القوات الأميركية والبريطانية في الكويت تتخذ مواقع متقدمة في المنطقة المنزوعة السلاح : 3 آلاف قذيفة موجهة بالأقمار الاصطناعية تنهمر على المواقع الحيوية ... ولشل الجيش العراقي
قبل ساعات من نهاية فترة الانذار التي حددها الرئيس جورج بوش للرئيس صدام حسين لمغادرة العراق الساعة الواحدة فجر اليوم بتوقيت غرينتش، اتخذت القوات البرية الأميركية والبريطانية في الكويت مواقع متقدمة في اتجاه المنطقة المنزوعة السلاح. وفيما باتت طائرات سلاح الجو الأميركي جاهزة، سواء تلك الموجودة على حاملات الطائرات أو في قواعدها البرية، للانطلاق في غاراتها على المواقع العراقية فور تلقي الأوامر، أكد الناطق باسم البيت الأبيض آري فلايشر أن مهلة الانذار للرئيس العراقي على حالها، من دون أن يوضح ماذا سيحصل بعد انقضائها، وأبلغ بوش اعضاء الكونغرس عزمه على شن حرب على العراق من أجل نزع أسلحته. ونفى مسؤولون عسكريون أميركيون في الكويت أمس ان تكون القوات المتحالفة عبرت إلى المنطقة المنزوعة السلاح، لكنهم أكدوا أن هذه القوات اتخذت "مواقع متقدمة" في المنطقة. وقالت مصادر إنه خلال الأسبوع الماضي تسلل أفراد من سلاح المهندسين إلى المنطقة لفتح ثغرات في السياج تسمح بمرور الدبابات وعربات مدرعة أخرى، والآن تتمركز وحدات قتالية في المنطقة. ولم يتضح عدد القوات الموجودة فيها. وقال عدد من المراسلين والصحافيين يرافقون قوات الغزو إنهم لا يزالون على بعد نحو 30 كيلومتراً من الجبهة العراقية. وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية إن الجيش الأميركي يعتزم، فور صدور أمر بشن الحرب، بدء يومين من القصف الجوي الشديد لقناع الجيش العراقي بأنه لا جدوى من المقاومة. وقال الجنرال المتقاعد من السلاح الجوي الأميركي توماس ماكينيرني إن حرب العراق "ستكون أكثر الحملات الجوية شمولاً في تاريخ الحروب. ستستهدف الرئيس العراقي صدام حسين وقيادته وأسلحة الدمار الشامل ومناطق الدفاع الجوي والقصور ووحدات الحرس الجمهوري التي تقاوم، أو أي وحدات جيش تقاوم". وفيما يصفه مسؤولو الدفاع الأميركيون بأنه فاتحة تحدث "صدمة وحالة من الرعب" ستسقط القوات الأميركية ما يصل إلى 3000 قذيفة موجهة بالأقمار الاصطناعية تحملها الطائرات وصواريخ كروز من البحر والجو ضد الأهداف العسكرية والسياسية العراقية التي لها أهمية حيوية. وقال مسؤول من الدفاع، طلب عدم نشر اسمه: "اعتقد بأنه ستكون هناك قوة نيران هائلة تكون معها مقاومة الجيش العراقي غير مجدية. ستكون سريعة وشديدة لدرجة أنهم لن يعرفوا ماذا أصابهم". وتوقع محللون بدء الهجوم الأميركي على العراق بزخة من صواريخ "توماهوك" تطلق من السفن الحربية الأميركية المحتشدة قرب العراق، وبصواريخ "كروز" تسقطها من الجو "قاذفات بي 52" وقنابل موجهة بالأقمار الاصطناعية تسقطها قاذفات "الشبح - بي 2" تنطلق من قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي. واختار المخططون العسكريون بالفعل آلاف الأهداف في العراق، من بينها عدد كبير داخل العاصمة العراقيةبغداد وحولها. وأعلن الجنرال ريتشارد مايرز، رئيس هيئة الأركان المشتركة، وعدد كبير من القادة العسكريين الأميركيين، ان الحرب لن تكون تكراراً لما حدث العام 1991 حين قادت الولاياتالمتحدة تحالفاً لطرد القوات العراقية التي غزت الكويت العام 1990. وقال محلل الدفاع لورن تومسون ان أعداداً كبيرة من القوات البرية قد تبدأ اختراق الحدود العراقية بعد ثلاثة أيام فقط من بدء الحملة الجوية، وأنه في ذلك الوقت ستتغير طبيعة الحملة الجوية لتوفر حماية للقوات البرية المتقدمة. ورجح تومسون أيضاً أن يكون لبعض القوات البرية نشاط داخل العراق خلال الثلاثة أيام الأولى هذه. وصرح بأن عدد القوات الخاصة، وبعضها متمركز بالفعل في بعض المناطق، سيكون كبيراً إلى حد بعيد في اليوم الأول الرسمي للحرب. وضربت عاصفة رملية شديدة القوات الاميركية، وقلصت الرؤية الى بضعة امتار. وافاد مراسلون يرافقون وحدة مشاة اميركية في شمال الكويت: "لا يمكنك الرؤية سوى لبضعة امتار. انها ليست بسوء العاصفة الرملية التي شهدناها الاسبوع الماضي لكنها شديدة". وقال قادة اميركيون ان الطقس قد يلعب دورا في توقيت الهجوم. وتقلص العواصف الرملية الرؤية وتعطل معدات تتأثر بدخول الرمل الى محتوياتها الا انها ايضا توفر غطاء للتخفي.