عرضت بغداد على الولاياتالمتحدة ان توفد خبراء لزيارة مواقع تشتبه في انتاجها أسلحة دمار شامل، لكنها حذّرتها من "درس لا ينسى" اذا "ارتكبت حماقة" ووجهت ضربة عسكرية الى العراق. وقصفت الطائرات الاميركية والبريطانية امس راداراً عراقياً وبطارية صواريخ للدفاع الجوي في منطقة البصرةجنوبالعراق، ودمرت الرادار. حذر نائب رئيس الوزراء العراقي وزير التصنيع العسكري عبد التواب الملا حويش الولاياتالمتحدة من توجيه ضربة الى بلاده، وقال في مؤتمر صحافي عقده في بغداد أمس "اذا ارتكب الأميركيون حماقة جديدة ضد بلادنا سنلقنهم درساً لن ينسوه". وأضاف المسؤول العراقي الأول عن برنامج السلاح في بلاده، ان "الولاياتالمتحدة قوة كبيرة وتمتلك اسلحة هي الاكثر تطوراً في العالم واستخدمت ضدنا منذ العام 1991 كل الوسائل المتاحة لديها، وألحقت اضراراً جسيمة بالبنية التحتية لبلادنا، ولديها التفوق في الطائرات والصواريخ العابرة للقارات… لكننا ما زلنا على رغم كل ذلك موجودين". ورفض كشف طبيعة الخطط العسكرية العراقية لمواجهة الهجوم الاميركي المتوقع، مكتفياً بالقول "ان خططنا العسكرية متروكة لنا" مشيراً الى ان تحذير واشنطنبغداد من استخدام اسلحة دمار شامل في الحرب يدخل ضمن "الاكاذيب الاميركية"، ومؤكداً ان العراق "خال تماماً" من هذه الاسلحة. وتساءل: "اذا كانت الادارة الاميركية ستستخدم القنابل النووية ضد العراق مرتكبة بذلك حماقة جديدة مثلما فعلت في اليابان". وزاد ان معلوماته تشير الى ان "الاميركيين سيركزون على القصف الجوي وتدمير البنى التحتية للبلاد مرة اخرى، اما على الارض فلن يستطيعوا ان يتقدموا شبراً". وتابع ان العراقيين "يريدون السلام، لكنهم سيقاتلون بشراسة دفاعاً عن وجودهم ومستقبلهم". وقال الملا حويش انه، من خلال مسؤوليته المباشرة عن البرنامج التسليحي العراقي، يؤكد ان ليست لدى بلاده اسلحة دمار شامل، كما "ليست لديها برامج ولا توجهات لانتاجها، ولم تخالف قرارات مجلس الامن حتى في ظل غياب المفتشين" منذ نهاية عام 1998، موضحاً ان "المواقع التي زعمت الادارة الاميركية انها تنتج اسلحة محظورة دمرت بالقصف الجوي الاميركي او من المفتشين، واعيد بناؤها للاستخدامات المدنية". واضاف انها "لا تنتج الآن سوى هياكل حديد ومسابك والعراق ما زال يقدم تقارير نصف سنوية عنها الى مجلس الامن". ووجه المسؤول العراقي دعوة الى الادارة الاميركية لارسال خبراء لزيارة منشأتي "النصر العظيم" و"الفرات" اللتين "زعمت انهما تنتجان اسلحة دمار شامل"، مشيراً الى انهما تستخدمان الآن لمركز البحوث الالكترونية بعدما اعيد بناؤهما. وزاد: "اذا كانت الادارة تريد ان تتأكد من صحة اتهاماتها فلتترك المفتشين الدوليين ليؤدوا مهمتهم ويفتشوا المواقع التي تشك فيها". واعرب عن امله بأن تنفذ عمليات لجنة "انموفيك" في شكل "مهني ونزيه ومحايد، وفي هذه الحال سيكون العراق مطمئناً الى انها ستقدم تقريراً ايجابياً عن خلوه من اسلحة الدمار" الشامل. ورداً على سؤال عما تردد عن احتمال استجواب اللجنة العلماء العراقيين خارج بلادهم، قال المسؤول العراقي ان ليست لديه معلومات. ونظمت السلطات العراقية لعدد من الصحافيين الغربيين والعرب زيارة لموقعي "النصر العظيم" و"الفرات" ليطلعوا على واقع العمل فيهما. في الوقت ذاته أ ف ب اعلن الجيش الاميركي ان الطائرات الاميركية والبريطانية قصفت امس راداراً للدفاع الجوي وبطارية صواريخ في منطقة البصرة. وأوضحت وزارة الدفاع الاميركية ان الطائرات قصفت الرادار في مطار قريب الى ميناء البصرة 395 كيلومتراً جنوب شرقي بغداد، بعدما "تعرضت لصواريخ ارض - جو ونيران المدافع المضادة للطائرات". واكدت الوزارة ان الطائرات الاميركية والبريطانية قصفت ايضاً بطارية صواريخ للدفاع الجوي في المنطقة ذاتها التي تخضع لحظر جوي على بعد نحو 260 كيلومتراً جنوب شرقي بغداد. وكان الجيش الاميركي أعلن أول من أمس ان طائرات اميركية وبريطانية هاجمت موقعاً عراقياً للصواريخ المضادة للطائرات في منطقة الحظر الجوي شمال البلاد، رداً على "تعرض الطائرات لتهديدات". واعلن العراق ان الطائرات هاجمت "اهدافاً مدنية وخدمية" في محافظة نينوى 396 كيلومتراً شمال بغداد ما أسفر عن مقتل اربعة مدنيين وجرح عشرة.