أعلن عدد من الزعماء الدينيين في مدينة كربلاء الشيعية أمس الاثنين ان معارضة الاحتلال الاميركي يجب ان تتم بالطرق السلمية، واستبعدوا اقامة جمهورية اسلامية على غرار الجمهورية الايرانية، على الأقل في الوقت الراهن. وقال الشيخ كاظم الناصري، ممثل سيد مقتدى الصدر في كربلاء، لوكالة "فرانس برس": "من المؤكد ان معارضتنا للاحتلال الاجنبي ستكون في البداية بالطرق السلمية". وأصبح مقتدى الصدر، وهو نجل آية الله محمد باقر الصدر المرجع الشيعي الذي اغتيل على يدي النظام المخلوع، على رغم حداثة سنه 29 عاماً، من زعماء الشيعة العراقيين بعد انهيار النظام عقب سيطرة القوات الاميركية على بغداد في التاسع من نيسان ابريل. وقال الناصري في كربلاء، التي تبعد 80 كيلومتراً جنوب غربي بغداد، ان "الناس لا يملكون سوى الاسلحة الصغيرة وهي لا شيء مقارنة مع القوة العسكرية للقوات الاميركية. واذا لم تأت السبل السلمية ثمارها بعد فترة فإننا سنقرر ما سنفعله بعد ذلك". وقال الشيخ عبدالمهدي كربلائي، ممثل المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني، ان النضال السلمي ضد الأميركيين لا ينبغي ان يبدأ الا بعد تشكيل حكومة جديدة تمثل كل طوائف الشعب وفئاته. وأضاف: "نحن نرى انه يجب تشكيل حكومة تمثل كل فئات الشعب ومجموعاته العرقية، وان تعمل بالطرق السلمية على ضمان انسحاب القوات الاجنبية في اسرع وقت ممكن". ويتخذ كل من السيستاني والصدر مقراً في النجف المدينة التي تضم ضريح الامام علي ومقر الحوزة والتي تقع على بعد 100 كيلومتر من كربلاء. وفيما تدعو تنظيمات شيعية الى اقامة جمهورية اسلامية في العراق، اكد ممثلا السيستاني والصدر ان ذلك ليس وارداً بسبب التنوع الديني والسياسي والعرقي في العراق. وقال كربلائي "ان بلادنا تختلف عن ايران، وعلينا ان نأخذ في الاعتبار التركيبة الدينية والعرقية وان نشكل حكومة تمثل كل الفئات". وركز الناصري على الوجود الاميركي والتنوع السياسي في العراق، إذ تتطلع الفئات المختلفة الى ان تمثل في الحكومة العراقية المقبلة. وقال الناصري: "في الوقت الراهن يبدو احتمال اقامة جمهورية اسلامية بعيداً لسببين، اولهما ان المستعمرين لن يسمحوا للعراق بأن يصبح ايران ثانية، وثانيهما وجود العديد من الاحزاب السياسية المتنافسة". وقالت القوات الأميركية أمس انها تتوقع ان تجري الاحتفالات بذكرى الإمام الحسين بهدوء الثلثاء والأربعاء. وقال الكولونيل أندرو بولدنغ بعد معاينته الطرقات المكتظة بالشيعة المتوجهين الى كربلاء: "الكل يتوقع ان تكون الاحتفالات سلمية بالكامل". وأوضح ان قواته التي تتكوّن من خمسة آلاف جندي ستتفادى قلب المدينة حيث سيحتشد ملايين الشيعة خلال الاحتفالات.