تحصن نحو مئة عنصر من "قوات المهدي"، التابعة للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر، في جامع المخيم في محيط الروضة الحسينية في كربلاء، رافضين دعوات الاستسلام وإنهاء المشكلة التي اختصرها شهود بأن جماعة مقتدى تريد السيطرة على الروضة. وقال الشهود أن أفراد المجموعة أدوا صلاة الشهادة تأكيداً لعزمهم على مواصلة الاعتصام، وقالت أوساط مطلعة ل "الحياة" ان "القضية تعقدت ولا يمكن ان تحل إلا بأمر من السيد مقتدى الصدر الذي يقيم في مدينة النجف، أو بعمل عسكري غير مضمون النتائج". وفرضت قوات "التحالف" طوقاً حول المسجد، وسدّت الطرق المؤدية اليه، وسط إجراءات أمنية شديدة شملت مداخل المدينة ومخارجها. وقال السيد احمد الصافي إمام جمعة كربلاء، في اتصال هاتفي، ان ما يجري في كربلاء هو "محاولة من جانب غرباء غير معروفين للاستيلاء عن مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس عليهما السلام وبالتالي على كربلاء". واضاف ان "القضية محصورة الآن بين إدارة المحافظة وهذه المجموعة التي لم تجد أي مساعدة من اهالي كربلاء". وشدد على ان المراجع الشيعية "لا علاقة لها بالموضوع". وقال شهود نجفيون قدموا الى بغداد ان رجال حماية السيستاني رفضوا السماح للسيد مقتدى الصدر بدخول مكتب المرجع قبل ان تجرد حمايته من السلاح، وبعد جدل ونقاش اتصل الصدر بمكتب السيستاني عن طريق الهاتف في بداية الزقاق الذي يقع فيه مكتب المرجع، وتحدث مع السيد محمد رضا نجل السيستاني وطلب منه التدخل لمنع "إراقة الدماء"، فأجيب بأن "مكتب السيستاني لا علاقة له بما جرى ويجري في كربلاء وان من يقف وراء ذلك هو من يتحمل المسؤولية أمام الله". وفي مدينة الصدر في بغداد، التي لا تزال قوات "التحالف" تفرض طوقاً أمنياً عليها، شهدت تجمعات في جو ترقب مشوب بالحذر والقلق، وسط مخاوف من ان تؤدي هذه الأعمال إلى فتنة بين الشيعة أنفسهم "مما يهدد بمخاطر قد تنسحب على العراق كله" بحسب السيد عبد المهدي صالح الحيدري، رئيس جمعية الهداية الإسلامية في مدينة الصدر الذي اضاف ان "الاحتكام للسلاح أمر غير مسموح به بين المسلمين عموماً فكيف بين أبناء المذهب الواحد".