دعا المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني الى ضرورة تحسين علاقات العراق مع الدول العربية والاسلامية، فيما اكد نجل المرجع بشير النجفي ان انفتاح العراق على محيطه العربي والاسلامي يصب في مصلحة الجميع. وأعلن مصدر مقرب من السيستاني، بعد لقاء السفير المصري لدى العراق شريف شاهين المرجع في مكتبه في النجف ان «المرجعية الدينية اكدت هوية العراق العربية والاسلامية وضرورة تحسين العلاقات بين العراق ومحيطة العربي والاسلامي لا سيما الشقيقة مصر واهمية توثيق العلاقات التاريخية والعلميه بين حوزة النجف والازهر». من جهته، قال شاهين للصحافين بعد اللقاء «نقلت تحيات الرئيس حسني مبارك والسيد احمد ابو الغيط وزير الخارجية الى المرجع السيد السيستاني وتم تناول الموضوعات التي تكفل ضمان امن واستقرار العراق والجهود التي يبذلها سماحته في هذا المجال والتي هي محل تقدير الجميع». وأضاف ان «السيستاني عبر خلال اللقاء عن تقديره لدور مصر في العراق نظراً الى ما تمثله من ثقل حضاري وسياسي في المنطقة كما حملني السيد رسالة تحية وتقدير الى الرئيس مبارك». الى ذلك، قال الشيخ علي النجفي نجل المرجع الديني اية الله الشيخ بشير النجفي ل «الحياة» انه «يجب ان تنفتح جميع الدول العربية والاسلامية على العراق لان ابقاءه في عزلته لا مبرر له». وأضاف ان «انفتاح العراق على محيطه العربي يصب في مصلحة الجميع»، وأشار الى انه «يجب ان تكون للعراق علاقات طيبة مع دول الجوار ومحيطه العربي والعالم الاسلامي». ولفت الى ضرورة «مد جسور التعاون وانشاء محطة مشتركة بين الازهر والحوزة العلمية في النجف». وقال الناطق باسم الزعيم الشيعي السيد مقتدى الصدر الشيخ صلاح العبيدي ل «الحياة» انه «على مدى السنوات السبع الفائتة كنا جاهدين من خلال علاقتنا الوثيقة بالمرجعية ان نحمل رسالة مراجع الشيعة الى الدول العربية. بحب انفتاح العراق على محيطه العربي ومد قنوات الاتصال والتعاون بين الحوزة والازهر». وأضاف «نقلنا خلال زيارتنا الاخيرة لمصر ولقائنا رئيس المجمع العلمي وشيخ الازهر السابق تحيات مراجع الدين وتوصيتهم ان يكون هنالك تعاون وانفتاح بين الجانبين». وزاد ان «وفداً من التيار الصدري سيزور مصر ويلتقي شيخ الازهر الجديد والقيادة السياسية للجمهورية العربية». ونفى العبيدي ان «يكون الصدر على رأس الوفد الذي يزور مصر». يذكر أن العلاقات العراقية مع عدد من الدول العربية شهدت تدهوراً كبيراً خلال السنوات الماضية، بعد الاتهامات التي وجهتها الحكومة العراقية الى سورية بأنها توفر ملاذاً آمناً للبعثيين الضالعين في التفجيرات. الى ذلك، حذر ممثل المرجع السيستاني في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة «من تراخي وتماهل الاجهزة الامنية بعد العلميات التي اثمرت عن مقتل قادة تنظيم القاعدة». وقال: «نود ان ننبه الى ضرورة عدم الاطمئنان الى ان العمليات الارهابية ستتحجم كثيراً من خلال هذا الانجاز الامني ومن الممكن ان يولد الاطمئنان حالة من التراخي وعدم التدقيق والانتباه الذي قد يسبب خرقاً امنياً من قبل الجماعات الارهابية ولا بد من ابقاء حال الحذر والحيطة بصورة مستمرة وتنبه الاجهزة الامنية الى امكان حصول بعض العمليات الارهابية». وعن الجانب السياسي قال الكربلائي: «بعد قرار الهيئة التمييزية القضائية اعادة العد والفرز يدوياً لاوراق الاقتراع في محافظة بغداد فاننا نأمل من الكتل السياسية وبعد ان تستكمل العمليات ان تكون النتائج مقبولة وان يتولد الاطمئنان لديها لكي تبدأ مرحلة جدية وسريعة من الحوارات والتفاهمات». واكد «ضرورة مشاركة كل المكونات السياسية الرئيسة في هذه الحوارات للوصول الى تفاهمات تؤدي الى اشتراك الجميع في السلطتين التشريعية والتنفيذية».