أعلن المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم يونيسكو كويشيرو ماتسورا أمس في باريس انشاء "صندوق خاص للتراث العراقي". واقترح اتخاذ "تدابير عاجلة" لحماية هذا التراث الذي تعرضت أماكن حفظه لعمليات نهب منظمة وصفها الرئيس جاك شيراك بأنها "جريمة حقيقية ضد الانسانية". واوضح ماتسورا لدى افتتاح مؤتمر يجمع نحو ثلاثين خبيرا دوليا، ان هذا الصندوق الخاص ستغذيه اشتراكات العديد من الدول، منها ايطاليا التي قدمت مساهمة بقيمة 400 الف دولار، وكذلك دول اخرى تكبر لائحتها يوما بعد يوم، مثل قطر وفرنسا والمانيا وبريطانيا ومصر اضافة الى مؤسسات مختلفة. وطالب ب"تدابير عاجلة تفرض نفسها مثل انشاء السلطات المحلية وعلى كل الاراضي العراقية شرطة للتراث تكلف السهر على المواقع والمؤسسات الثقافية بما في ذلك المكتبات والمباني التي تضم المحفوظات". ويأتي اجتماع اليوم الخميس في مقر "يونيسكو" في باريس بعد اسبوع من عمليات نهب طاولت خصوصا متحفي بغداد والموصل. وذكر انه اجرى "اتصالات عدة مع السلطات الاميركية والبريطانية لكي تتخذ على الفور تدابير لمراقبة المواقع الاثرية والمؤسسات الثقافية في العراق. وبغية منع تصدير وتهريب الاعمال المسروقة نبهنا سلطات الدول المجاورة وكذلك سلطات الشرطة والجمارك الدولية مثل الانتربول والمنظمة العالمية للجمارك، مشيراً الى انه سيطلب من الأمين العام للامم المتحدة كوفي أنان "طرح مسألة الاتجار غير المشروع على مجلس الأمن بغية تبني قرار يفرض حظرا لفترة محددة على اقتناء اي قطعة ثقافية آتية من العراق وان يطلب في حال حصول عمليات اقتناء او تصدير كهذه اعادة مثل هذه الممتلكات الثقافية الى العراق"، على أن "يطبق هذا القرار على الدول ال191 الاعضاء في الاممالمتحدة وليس فقط على الدول ال97 الموقعة على اتفاق 1970". وفي أثينا، أعرب الرئيس الفرنسي عن "حزنه" لعمليات نهب المتاحف في بغداد والموصل معتبرا انها تشكل "جريمة حقيقية ضد الانسانية". وقال في تصريح صحافي على هامش القمة الاوروبية في اثينا، ان عمليات النهب التي تعرض لها متحف ومكتبة بغداد وكذلك المتحف في الموصل تعني "انهيار واختفاء قسم كبير من تراثنا".