وقعت الدول ال15 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي وعشر دول غالبيتها من الكتلة الشيوعية الاوروبية السابقة في اثينا امس، معاهدة تاريخية تتيح توسيع الاتحاد الاوروبي ليضم 25 عضواً اعتباراً من الاول من ايار مايو 2004. وكانت من ابرز الدول الجديدة الموقعة على المعاهدة الجمهورية القبرصية المتمثلة بحكومة القبارصة اليونانيين وحدهم، فيما ظل الشطر القبرصي التركي خارج هذه المعاهدة. وغاب عن مراسم التوقيع ممثل تركيا وزير خارجيتها عبدالله غل، وذلك لتفادي ترجمة حضوره بمثابة اعتراف بشرعية الحكومة القبرصية اليونانية. كذلك وقعت على المعاهدة الدول التسع الباقية وهي: بولونيا وهنغاريا وتشيخيا وسلوفاكيا وسلوفينيا وليتوانيا ولاتفيا واستونيا ومالطا. وستعرض الدول العشر الى جانب الدول ال15 التي يتشكل منها الاتحاد اساساً، المعاهدة على برلماناتها للمصادقة عليها قبل ان تصبح سارية. ومعلوم ان رفض دولة واحدة من الدول ال15 المعاهدة، يجعلها لاغية. وحضر مراسم التوقيع التي أجريت وسط اجراءات امنية مشددة لا سابق لها، حوالى 220 من الممثلين الرسميين ورؤساء الدول والحكومات والوزراء وسفراء الدول ال25 الاعضاء في الاتحاد الموسع وثلاث دول مرشحة للانضمام اليه بلغاريا ورومانيا وتركيا. ومثل تركيا سفيرها في اثينا محمت يغيت البوغان. كما شارك في مراسم التوقيع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان. لكن غل حضر حفلة العشاء التي اقيمت في اثينا للمناسبة الى جانب قادة دول الاتحاد والدول المرشحة للعضوية. وكانت انقرة ترددت في شأن حضور وزير خارجيتها حفلة التوقيع، بعد تحذير زعيم "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى انقرة، من ان القبارصة اليونانيين قد يحاولون تصوير حضور غل لحفلة التوقيع على انه اعتراف تركي بحكومتهم. دنكطاش يرفض دعوة من أثينا وأعلن دنكطاش امس، انه رفض دعوة لاجراء محادثات في الشطر الجنوبي من قبرص، وجهها اليه من اثينا رئيس الوزراء اليوناني كوستاس سيميتيس. لكن دنكطاش الذي حمّله ديبلوماسيون اوروبيون مسؤولية انهيار محادثات لاعادة توحيد الجزيرة برعاية الاممالمتحدة، قال ان احزاب المعارضة في شمال قبرص الذي تسكنه غالبية تركية، سيشاركون في الاجتماع المقرر عقده السبت المقبل. وقال دنكطاش للصحافيين في مدينة بورصة التركية ان "الدعوة تشمل قادة كل الاحزاب السياسية في قبرص التركية ولكن جماعات المعارضة فقط هي التي ستحضر". وقالت مصادر قبرصية تركية ان الاجتماع سيعقد يوم السبت والارجح انه سيعقد في السفارة اليونانية في نيقوسيا. وأرسلت الحكومة اليونانية خطابات الدعوة لقادة القبارصة الاتراك عبر السفارة السلوفاكية في قبرص. وكانت احزاب المعارضة القبرصية -التركية انتقدت دنكطاش بشدة بعدما رفض الموافقة على خطة الاممالمتحدة ونظمت تظاهرات حاشدة وقاطعت جلسات البرلمان. وتسيطر الاحزاب المتحالفة مع دنكطاش على غالبية مقاعد البرلمان. والجزيرة القبرصية مقسمة على اسس عرقية منذ عام 1974 عندما دخل الجيش التركي الى شطرها الشمالي رداً على انقلاب عسكري استمر لفترة قصيرة قام به القبارصة اليونانيون بدعم من الحكومة العسكرية التي كانت تحكم اثينا آنذاك.