أنقرة - "الحياة" - تظاهر مئات من القبارصة الأتراك امام مبنى البرلمان شمال الجزيرة، مطالبين باستقالة زعيمهم رؤوف دنكطاش لمواقفه المتشددة ازاء خطة الحل الدولي في الجزيرة. ورفع المتظاهرون يافطات كتبوا عليها: "نريد الحل والسلام الآن وفوراً" و"قبرص ليست تركية ولا يونانية". وفي المقابل اعرب دنكطاش عن استعداده لمواصلة المفاوضات مع القبارصة اليونانيين حول مسودة الحل الدولي التي تفترض توصل الجانبين الى اتفاق على توحيد الجزيرة في 28 شباط فبراير المقبل. لكن زعيم القبارصة الاتراك جدد رفضه وضع أطر زمنية للتفاوض، قائلاً إنه لا يفهم منطق الأممالمتحدة التي تحاول حل قضية معلقة منذ 40 عاماً، في غضون شهرين. وأكد انه لا توجد بينه وبين انقرة وحكومة العدالة والتنمية اي خلافات حول الموقف من القضية القبرصية، إلا انه اشار الى ان هذه الحكومة كانت مترددة في البداية. غير ان القمة التي شارك فيها مساء الأربعاء الماضي في القصر الجمهوري في أنقرة، وحضرها الرئيس احمد نجدت سيزر ورئيس الأركان حلمي اوركوك ورئيس الوزراء عبدالله غل ووزير الخارجية يشار ياكش ودنكطاش، أنهت هذا التردد وخرجت بقرار تقديم الدعم الكامل لموقف دنكطاش. وتزامنت التظاهرات المؤيدة للحل الدولي مع جلسة طارئة عقدها البرلمان القبرصي التركي، للبحث في الموقف من مسودة الحل المعدّلة التي قدمها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان في العاشر من الشهر الجاري، والتي رفض دنكطاش التوقيع عليها بحجة انها لا تلبي المطالب التركية. وطالبت احزاب المعارضة بإقصاء دنكطاش عن منصبه بحجة انه يعرقل التوصل الى حل للمسألة القبرصية، وبإجراء انتخابات رئاسية عاجلة الشهر المقبل، من اجل انتخاب رئيس جديد لجمهورية قبرص التركية يوقع على الحل الدولي. وقالت احزاب المعارضة ان هذه الانتخابات تمثل استفتاء عاماً على سياسات دنكطاش والحل المطروح، فيما عرضت احزاب اخرى تشكيل لجنة متابعة تشارك دنكطاش في مفاوضاته المقبلة من اجل الحيلولة دون انفراده بالرأي. ورأت احزاب المعارضة القبرصية التركية ان الفرصة سانحة لحل القضية القبرصية، مشيرة الى خطورة الوضع في شمال قبرص بعد اصابة القبارصة الأتراك بخيبة الأمل، نتيجة قبول الاتحاد الأوروبي عضوية قبرص اليونانية وحدها. وكانت حكومة قبرص اليونانية اعلنت انها ستقدم مساعدات مالية للقبارصة الأتراك وستسهل حصولهم على جوازات سفر قبرصية - يونانية ودخولهم مناطق جنوبقبرص، ما اعتبره دنكطاش رشوة سياسية من اجل قلب التوازن السكاني. ويذكر ان قبرص اليونانية تستعد لانتخابات رئاسية في 17 شباط فبراير المقبل لن يرشح الرئيس الحالي غلافكوس كلاريدس نفسه اليها، وتخشى بعض الأوساط القبرصية ان تسفر عن انتخاب رئيس جديد يرفض التعامل مع دنكطاش او التوقيع على اتفاق الحل الدولي.