دعا الرئيس الإيراني محمد خاتمي إلى انسحاب القوات الأميركية والبريطانية من العراق فوراً، معلناً رفض بلاده التهديدات والاتهامات الأميركية لسورية، فيما أكد الناطق باسم الحكومة الإيرانية عبدالله رمضان زاده في تصريح إلى "الحياة" أن سياسة إيران المحايدة في الأزمة العراقية لن تكون كذلك بالنسبة إلى سورية، رافضاً أي تهديد لها. وجاءت المواقف الإيرانية لتشكل دعماً سريعاً لدمشق، الحليف الاستراتيجي لطهران، خصوصاً بعدما رأت أوساط إيرانية أن أي هجوم على سورية سيعني أنه مقدمة لاستهداف إيران. وقال خاتمي، بعد اجتماع للحكومة الإيرانية في طهران، إن "الاتهامات الأميركية لسورية واهية، لا تستند إلى دليل"، معرباً عن الأمل ب"أن تبقى في دائرة الدعاية الإعلامية". وشدد على أن "إيران تدافع عن سورية لكن هذا لا يعني اننا نريد خوض نزاع عسكري مع الولاياتالمتحدة، وندعو الإدارة الأميركية إلى الكف عن اتباع هذه الأساليب". واعتبر أن سياسة واشنطن "تثير التوتر في المنطقة". ودعا الإدارة الأميركية إلى سحب قواتها من الأراضي العراقية فوراً، مؤكداً أن "للشعب العراقي وحده الحق في تقرير مصيره، وعلى الأممالمتحدة أن تبذل جهوداً فاعلة في هذا المجال". وحذر من خطورة التغيير الذي يحصل بواسطة القوات الأجنبية، وانتهاك القرارات الدولية. وقال: "لو حصل هذا التغيير بواسطة الشعب العراقي لشهدنا أكبر مهرجان في إيران احتفالاً". وتعزز الحملة الإعلامية والسياسية الأميركية على سورية اقتناع الإيرانيين بأن لدى واشنطن خطة تستهدف دولاً في المنطقة، على رغم نفي وزير الخارجية الأميركي كولن باول وجود خطة لضرب إيران وسورية. وأكدت الحكومة الإيرانية على لسان الناطق باسمها عبدالله رمضان زاده، رفضها أي تهديد لسورية، وقال زاده ل"الحياة": "نرفض هذا التهديد لأن الحكومة السورية تلتزم القوانين والقرارات الدولية". وشدد على أن موقف الحياد الذي التزمته طهران في الأزمة بين العراقوالولاياتالمتحدة لن يكون كذلك بالنسبة إلى سورية. وقال: "كانت في العراق حكومة ديكتاتورية تعاملت مع شعبها بغاية العنف، كما شنت حرباً شعواء علينا وعلى الكويت، وكان النظام العراقي لا يعير القوانين الدولية اهتماماً، ولم يكن باستطاعتنا الدفاع عنه. أما بالنسبة إلى سورية، فالأمر مختلف. إذ أن حكومتها صديقة، ونرفض أي تهديد لها". ونبه إلى أن موقف بلاده لن يتغير تجاه إسرائيل. وقال عن مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون بنزع سلاح "حزب الله"، ان الحزب "سياسي قاوم الاحتلال، وسيبقى محل تأييدنا طالما بقي في لبنان يقاوم الاحتلال الإسرائيلي لأرضه".