أعربت طهران عن ارتيابها من موقف واشنطن المؤيد "للحوار بين البرلمانين الايراني والاميركي لدعم موقف الاصلاحيين"، واتهمت الاميركيين بالعمل على بث الفرقة بين القادة الايرانيين، وب"ايجاد القاعدة وطالبان" رداً على اعلان الاستخبارات الاميركية انها لا تستبعد احتمال ضلوع العراقوايران في هجمات 11 ايلول سبتمبر. اتهم الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي أمس الاميركيين بالسعي "عبثاً الى بث الفرقة" بين القادة الايرانيين الاصلاحيين والمحافظين، عبر اقتراحهم اجراء حوار بين برلماني البلدين. وقال: "أثبتنا على أرض الواقع ان ليس ثمة خلاف داخل ايران في شأن تعاملنا مع التهديدات الاميركية والحفاظ على مصالح بلادنا". وكانت الخارجية الاميركية أيدت الفكرة التي تقدم بها احد اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي بدعوة نواب ايرانيين لزيارة واشنطن معتبرة ان ذلك قد يدعم موقف الاصلاحيين في طهران. وقال الناطق باسم الخارجية ريتشارد باوتشر ان "هذا النوع من الدعوات مثل تبادل زيارات النواب يمكن ان يكون مفيداً ومهماً ومشجعاً على اجراء اصلاحات". وأضاف ان رغبة الشعب الايراني بالاصلاحات تصطدم بارادة "بعض الاشخاص غير المنتخبين في السلطة الايرانية" في اشارة الى المحافظين. وتشكل المراهنة العلنية للادارة الاميركية على التيار الاصلاحي ومهاجمتها التيار المحافظ، أحد التعقيدات المهمة التي تقف حائلاً أمام احداث اختراق بين واشنطنوطهران، اذ ترى فيها القوى المحافظة ما يشبه المؤامرة وهذا ما يؤدي الى ازدياد حدة تشدد المحافظين تجاه اي دعوة للحوار. وكانت حكومة الرئيس محمد خاتمي أعلنت عدم ممانعتها لقيام حوار بين البرلمانين الايراني والاميركي، الا ان مرشد الجمهورية اية الله علي خامنئي سارع الى رفض اي حوار من دون ان يفصح عن موقفه في شأن الحوار البرلماني تحديداً. وأعلنت الخارجية الايرانية موقفاً جديداً بعد موقف خامنئي تجاه اقتراح جوزف بيدن حيث دعت السيناتور الاميركي الى اتخاذ موقف تجاه "سياسة العداء التي تمارسها الادارة والكونغرس الاميركيان تجاه ايران". وفهم هذا الموقف على أنه يشبه التراجع غير المعلن عن تأييد الحكومة لدعوة الحوار. وفي مقابل ذلك عادت الخارجية الايرانية الى اتهام الادارة الاميركية باتخاد سياسة مزدوجة تجاه طهران، واتهمت الولاياتالمتحدة بأنها "عملت على ايجاد القاعدة وطالبان" وبأنها تغير سياستها ازاءهما "بحسب ما تمليه مصالحها يومياً". وقال آصفي ان "سياسة ايران ازاء القاعدة وطالبان لم تتغير سواء عندما كانت الولاياتالمتحدة تسعى الى انشائهما او خلال الفترة التي ساندتهما فيها او اليوم". واضاف انه في المقابل "مارست الولاياتالمتحدة باستمرار سياسة مزدوجة ... وهي تغير سياستها وفق ما تمليه مصالحها اليومية". وجاء الموقف الايراني بعدما أعلن رئيس وكالة الاستخبارات الاميركية جورج تينيت في شهادة امام لجنة الخدمات العسكرية في مجلس الشيوخ عن وجود اتصالات بين ايران وتنظيم "القاعدة" بزعامة اسامة بن لادن. وقال تينيت ان الاستخبارات الاميركية لا تستبعد احتمال ضلوع العراقوايران في هجمات 11 ايلول الماضي في الولاياتالمتحدة.