طهران - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - أكد العراقوايران انهما يريدان "التطلع الى المستقبل" وقررا البدء في ذلك باستئناف الرحلات الجوية المباشرة بعد توقف استمر 20 عاماً لنقل الايرانيين الراغبين في زيارة الأماكن الدينية في العراق. وأعلن وزير الخارجية العراقي ناجي صبري الحديثي في طهران أمس ان على البلدين تنسيق مواقفهما في شأن التوسع الاميركي في المنطقة وتجاه اسرائيل، فيما دعا الرئيس محمد خاتمي الى تسوية الخلافات بين البلدين على قاعدة "التوافق المتبادل". ولا تبالغ الأوساط الايرانية في التوقعات في شأن مستقبل العلاقات الايرانية - العراقية. وحسب معلومات "الحياة" فإن الجانب الايراني ركز على موضوعين أساسيين احدهما انساني والثاني أمني، فيما ركز الجانب العراقي على الملف السياسي في ظل الضغوط التي تتعرض لها بغداد من جانب واشنطن والحظر على العراق. وتمحور الملف الانساني في وضع حل جذري لقضية الأسرى والمفقودين والمعتقلين، وضرورة وضع نهاية لهذا الملف أو التحرك في الطريقة الموصلة الى نهاية ايجابية له. وأثارت ايران موضوع نشاط المعارضة الايرانية المسلحة التي تتخذ من العراق مقراً. وطرح هذا الموضوع في لقاء خاتمي وناجي صبري فوعد العراق بالعمل على الحد من نشاط تلك المعارضة ووضعها تحت السيطرة. وتلقى العراق وعداً ايرانياً بمساندته سياسياً وانسانياً في رفض أي ضربة اميركية ضده الأمر الذي اكده خاتمي. وأثار الجانب العراقي موضوع الطائرات العراقية التي هربت الى ايران اثناء حرب الخليج الثانية فقلل الطرف الايراني من أهمية قيمتها المادية نظراً لأن كثيراً منها اسقطته المقاتلات الاميركية فوق ايران وان معظم الباقي اصابه التلف. وفي المقابل أثار الجانب الايراني موضوع خسائر الحرب التي اصابته جراء الهجمات العراقية عليه، وضرورة التعويض عنها، علماً ان ما يطلب به الايرانيون يصل الى 97 بليون دولار. "التوسع الاميركي" وأعلن وزير الخارجية العراقي ناجي صبري امس ان على طهرانوبغداد "تنسيق مواقفهما" في شأن "التوسع الاميركي" واسرائيل في المنطقة. ونقلت وكالة الانباء الايرانية عن صبري قوله في مشهد شمال شرقي ايران "يمكن لايرانوالعراق الدولتين المسلمتين الأقوى في المنطقة تنسيق مواقفهما للتصدي للمشكلات الدولية الحالية". واضاف ان "وجهات النظر المشتركة في شأن تطور الصهيونية في المنطقة وحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال ... والمقاومة أمام التوسع الاميركي في المنطقة ... طرحت على بساط البحث" خلال المحادثات مع المسؤولين الايرانيين في اليومين الماضيين. وزاد: "من المحتمل وجود خلافات بين البلدين الا ان التقارب التاريخي والجغرافي والثقافي والديني يقلل من أهمية النقاط السلبية". واعلن صبري من مدينة مشهد، ان الرحلات الجوية المباشرة التي تربط بين طهرانوبغداد والمتوقفة مع بدء الحرب بين البلدين في ايلول سبتمبر 1980، ستستأنف قريباً. وستتم حركة نقل الزوار الايرانيين بواسطة رحلات "مستأجرة"، ما يسمح بتفادي احتمال منعها من جانب الاممالمتحدة، كما اوضحت شركة الطيران الايرانية "ايران اير". ويقوم حالياً ما بين 30 و50 الف ايراني سنوياً بزيارة ابرز العتبات الشيعية في النجف وكربلاء جنوبالعراق بواسطة السيارات ويترتب عليهم دفع مبالغ مرتفعة جدا لشركات سياحية عراقية. واعلن صبري ان محادثاته السياسية التي اجراها مساء الاحد مع الرئيس محمد خاتمي كانت "مثمرة جدا". واثناء هذا اللقاء، دعا خاتمي البلدين الى "التطلع نحو المستقبل وتسوية مشاكلهما، خصوصا المشاكل ذات الطابع الانساني، عبر مناقشات ومفاوضات وتفاهم". وقال خاتمي ان "اللقاءات وتبادل وجهات النظر اخيرا بين المسؤولين في البلدين مشجعة ويجب ان تستمر". وشدد ايضا على نقاط التوافق بين البلدين لا سيما في ظل الظروف الدولية الحالية الخطيرة، داعيا الى "احترام وحدة اراضي" العراق المهدد، مثل طهران، من احتمال هجوم اميركي ضده في اطار "الحرب ضد الارهاب" التي تشنها الولاياتالمتحدة. واضاف الرئيس الايراني "يجب ان نواجه جميعا التهديدات المشتركة وخصوصا تلك الصادرة عن النظام الصهيوني". وأيد الوزير العراقي امس كلام خاتمي في شأن التقارب. ولا تزال العلاقات الديبلوماسية بين العراقوايران على مستوى القائم بالأعمال. وتعتبر بغداد انه لا يزال في ايران 29 الف اسير حرب عراقي، وهذا ما تنفيه طهران التي تؤكد من جهتها انه لا يزال في العراق 3206 اسرى ايرانيين، ما تنفيه بغداد. واختتم وزير الخارجية العراقي امس زيارته التي استمرت ثلاثة ايام لايران.