بدأت المخرجة اللبنانية ميرنا خياط حياتها المهنية مقدمة برامج وانتقلت الى التمثيل في تجربتين: الأولى في مسلسل "مشاوير" والثانية في الفيلم اللبناني "الفجر" الذي يحكي قصة استقلال لبنان، ومن شدة حبها للكاميرا لازمتها وعُرف اسمها من خلالها كمخرجة متخصصة في الفيديو كليب، ووقعت اسمها على أهم أعمال المطربين اللبنانيين والعرب. "الحياة" حاورتها في تجربتها وفي شؤون مهنتها. واستهلت حديثها بالقول: "كانت بدايتي مع التمثيل خلال دراستي الجامعية، أما حياتي المهنية فبدأتها عبر تقديم البرامج، ثم انتقلت الى خلف الكاميرا في برنامج "الكاميرا وين"، وأول تجربة تمثيل لي كانت في مسلسل "مشاوير" عام 1997 والتجربة الثانية كانت عام 1999 في الفيلم اللبناني "الفجر" مع عماد فريد عن الاستقلال اللبناني كما مثلت أخيراً حلقة تلفزيوية عن حياة الشاعر نزار قباني". لماذا انتقلت من التمثيل الى الاخراج؟ - لقد تخصصت في الاخراج، وهذه الدراسة تتطلب ان يتدرب العامل فيها على كل الأدوار المتوافرة في العمل، الا أنني أحب التمثيل لهذا أديت أدواراً أحببتها كثيراً، ولكن حبي الشديد للكاميرا جعلني أتفرغ للإخراج الذي أجد فيه متعة مختلفة. ماذا قدم لك فيلم "الفجر"؟ - في ذلك الوقت لم يقدم لي الكثير، لكنه سيفعل على المدى الطويل لأن هدف المنتج محمد ياسين وفريق العمل توضيح فكرة ذكرى الاستقلال عبر قصة تشرح ما حصل خلال فترة من الزمن بأسلوب مختصر، ولم يكن الهدف من الفيلم تجارياً بل ايصال رسالة الى المجتمع عن تاريخ لبنان. ما هو أول فيديو كليب قمت بتصويره؟ - أول تجربة اخراجية في الأغاني المصورة كانت فيديو كليب للمطربة ألين خلف عام 1994 وفي الأسبوع نفسه صورت فيديو كليب ثانياً للمطرب سيمون حدشيتي لأغنية "معذب سواكم". هل الفيديو كليب قادر على صناعة نجم؟ - قد يصح هذا القول، ولكنه يكون نجماً موقتاً ذلك لأن الفيديو كليب يقدم الإبهار في لحظة بثه والاستمرارية تحتاج الى مقومات مختلفة، فلا يستطيع الفنان المواظبة والاستمرار إذا لم تكن لديه أسس معينة ويرسم خطة عمل مسقبلية. كيف تنظرين الى تطور الفيديو كليب؟ - نشاط الفيديو كليب في الشرق الأوسط في حال تطور دائمة من النواحي كافة فنحن نستعمل معدات متطورة مثل الغرب وأفكار جديدة وأماكن تصوير رائعة، وبات الفيديو كليب يشكل هوساً عند الناس فيتابعونه وينتظرون كل جديد، ما دفع بالفنان الى منافسة أكبر مع زملائه، وهذا ما حرك عجلة الصراع بينهم وبين شركات الانتاج التي باتت ترصد موازنات ضخمة لتقديم الفيديو كليب الأفضل. ما هي أبرز كليباتك حتى اليوم؟ - لا أفضل عملاً على غيره لأن لكل فيديو كليب ميزة خاصة به، فكل أغنية مصورة تكون ضمن موازنة معينة وسقف معين ووقت معين وأفكار مختلفة، وكل كليب كان جميلاً في وقته، إلا أنني في الأعمال التي تليه أسعى الى تقديم الأغنية في شكل أجمل، وأؤكد ان كل فيديو كليب قابل للانتقاد، وأنا أول من ينتقد أعمالي، فعندما أنتهي من التصوير وأشاهد العمل انتقد نفسي، وهذا النقد يكون حافزاً لي من أجل عمل الأفضل، وهناك الكثير من الكليبات صورتها وأحبها الناس مثل "قلبي دق" لنوال الزغبي و"أنا آسف" لجورج وسوف و"عليك عيني" لجوانا ملاح و"شبكة" لنيللي مقدسي وغيرهم. إذا رصدنا الفيديو كليب العربي نرى فيه تقليداً لأعمال المطربين الأجانب، الى أي مدى يفيد التقليد أو يضر؟ - التقليد يضر كثيراً، ولكنني أعتقد أن لا مانع من أخذ فكرة ما وتطبيقها بأسلوب خاص لأن في النهاية الفنان يستوحي من شيء، يمكن أن يستوحي من الحبيبة أو من الشخص الذي أمامه أو من أي عمل آخر، ولكنني ضد النسخ والتقليد، لأن فيهما جموداً وعدم ابتكار وأنا مع تطوير الأفكار وتقديمها بقالب خاص. من هي الفنانة التي كانت لك الحصة الأكبر في تصويرها؟ - باسكال مشعلاني التي صورت لها أكبر عدد من الكليبات، ولكن أنا وزوجي طوني أبو الياس صورنا معاً لنوال الزغبي عدداً كبيراً من الأغاني. معظم كليبات نوال الزغبي حملت توقيعك، لكن البعض أشاع أن ميرنا خياط لم تعد لديها أفكار جديدة لنوال، لهذا صورت مع غيرك أغانيها الأخيرة، فما هو ردك؟ - ما أقوله انه كان على نوال أن تجرب مع غيرنا منذ زمن، فعلى الفنان أن يجرب وينوّع. لقد تعاملنا مع نوال على مدى ثماني سنوات، وأعتبر ان نوال أخطأت وكان عليها أن تجرب من قبل مع غيرنا لترى صورتها مختلفة وهذا ما تفعله الآن، وبغض النظر على انتقاد البعض لتلك الكليبات إلا أنني أحبها وأراها جميلة أينما كانت. هناك من يقول ان كليبات ميرنا خياط تعتمد على الراقصين، ولكننا رأينا كليب المطربة شيرين وجدي ولا ليلة مغايراً تماماً، فهل للمال دور في التصوير؟ - صوّرت مع طوني حتى الآن نحو مئة كليب بينها 65 كليباً ليست فيها أي رقصة، ولكن عرض في فترة واحدة ثلاثة كليبات تتضمن رقصاً فأتهمنا بذلك. وأنا لست ضد الرقص إذا كان ضرورياً في العمل، ولكنني لا أبرز الراقصين على حساب وجود الفنان، بل ليكونوا تكملة أو تابعاً للمشهد الملون الذي أرسمه في الكاميرا، أي أن يكون الرقص مرافقاً للمطرب في عمله الفني. ثانياً المال يلعب دوراً كبيراً في تصوير الكليب، فعندما تحتاج الفكرة الى غرافيك وسفر الى الخارج مثل كليب شيرين وجدي يجب تأمين المال للسفر الى اسبانيا مع فريق عمل كامل واستئجار الأماكن للتصوير. لذلك يلعب المال دوراً في التصوير وهناك أقول ان الرقص لا يكلف مالاً ولكنه يأتي في معظم الأحيان لتعبئة الفراغ "فراغ المال وليس الأفكار". يقول البعض ان ميرنا خياط أظهرت نيللي مقدسي في كليب "شبكه شانوحا" كراقصة أكثر منها مطربة، لماذا؟ - عندما يكون لدى المطرب امكانات مميزة ويستطيع ان يقدم للعمل حاجته، يجب أن يفعل، وأنا لم أرَ مطربة من قبل ترقص في هذا الشكل الجيد مثل نيللي، فالأغنية هي في الأساس ايقاعية وقدمت ليرقص الناس على أنغامها في النايت كلوب وفي الديسكو وفي المطاعم وأي مكان آخر، وخلال التصوير استطاعت نيللي أن تعطي صورة جميلة عن الرقص، برأيي انها تجيد الرقص لهذا صورتها بالصورة التي ظهرت فيها واقتنعت برقصها في الكليب. الفيديو كليب عمل فني يحتاج الى الاحتراف، هل تعتبرين ان في هذا المجال دخلاء؟ - في كل مجال في الحياة يوجد دخلاء، وهذه سنّة الحياة، ففي الفن مثلاً هناك أشخاص يعتبرون أنفسهم مطربين وهم مجرد مؤدين للأغنية، وبالنسبة الى الإخراج يجرب المطرب عملاً مع مخرج أو مخرجة وعندما يسمع ردة فعل الناس يعرف أين وضع نفسه. هل تتنافسين مع زوجك طوني أبو الياس؟ - أنا في منافسة مع الكل ومن يعتبر أن لا منافس له ولا يتنافس مع أحد وأنه في القمة يجب أن يعتزل ويجلس في منزله ويأخذ معاشاً تقاعدياً. أنا وزوجي في منافسة دائمة وتعاون مستمر لأننا موجودان في منزل واحد وأحياناً نفكر بصوت عال وننصح بعضنا لعمل الأفضل، ويبقى لكل واحد منا أفكاره التي ينفذها وفق شخصيته ورؤيته الاخراجية.