رغم انشغال رئيس المجلس الوطني العراقي المعارض أحمد الجلبي يوم امس في معسكره معسكر تحرير العراق بالاعداد لمؤتمر المعارضة العراقية الذي سيعقد اليوم في منطقة الناصرية جنوبالعراق إلا أنه لن يحضر الاجتماع، وفقاً للشيخ طالب حربي الركابي احد زعماء العشائر المعارضين الذي وصل الى الناصرية امس لحضور المؤتمر، الذي أكد ان ممثلاً عن الجلبي سيحضر الاجتماعات. لكن مصادر أميركية في قاعدة السيلية في قطر أكدت أن اجتماع الناصرية سيعقد في وقته المحدد "اذا ساعد الطقس على ذلك"، موحية بأمكان تأجيله إذا حال سوء الاحوال الجوية دون وصول الوفد الاميركي الذي يترأسه السفير زلماي خليل زاد ويضم الجنرال جاي غارنر. وشاهدت "الحياة" أمس في المعسكر قرب قاعدة الامام علي بن ابي طالب الجوية جنوب الناصرية أعواناً للجلبي يوزعون صوره على "زعماء عشائر"، كما وُصفوا، جاؤوا لاعلان تأييدهم للمؤتمر الذي سيعقد اليوم. لكن مكبرات صوت في الناصرية دعت الى الخروج بتظاهرة حاشدة صباح اليوم للتعبير عن معارضة اجتماع المعارضة. وأبلغ كاظم جابر الصافي مهندس البترول العامل في شركة نفط الجنوب الى "الحياة" ان القوى الشعبية في المنطقة نظمت هذه التظاهرة احتجاجاً على "مؤتمر من يسمون انفسهم ممثلي الشعب العراقي وهم ليسوا بممثليه ولا يعبرون عنه". وسألته "الحياة" من يمثل الشعب العراقي في نظره فأجاب "ان ثمانين في المئة من الشعب هم شيعة وهؤلاء يرون ان الحوزة العلمية في النجف هي ممثلهم وهي القادرة على انتخاب الممثلين للعراقيين". وسألناه عن اي طرف من الشيعة وأي اشخاص من مرجعيات النجف يمثلون الشعب العراقي، وهل هو السيد علي السيستاني ام السيد مقتدى الصدر؟ قال: "نحن نرى ان الحوزة العلمية في النجف يمثلها جميع الائمة والعلماء ولا نفرق بين احد منهم، ووراء الخلافات التي نسمع عنها الآن جهات هدفها تدمير الحوزة العلمية وشق صف الشيعة". ويشكك منظمو تظاهرة الاحتجاج على مؤتمر اليوم في الناصرية في تمثيل زعماء العشائر. ويقول المهندس كاظم الصافي "ان العديد من زعماء العشائر في الداخل الذين يقولون انهم معارضون كانوا من انصار النظام السابق، اما الذين كانوا في الخارج وعادوا فهؤلاء كانوا فارين من النظام البعثي لاسباب مختلفة ولكنهم لم يفعلوا شيئاً للشعب العراقي". وكانت "الحياة" التقت امس الشيخ طالب الحربي الركابي، احد زعماء العشائر المعارضين، وشهدت احتفالاً باستقباله لمناسبة عودته الى العراق بعد خمسة وثلاثين عاماً في المنفى شارك فيه نحو ثلاثمئة شخص قالوا انهم زعماء قبيلة الركاب العراقية الممتدة من الكوت حتى الناصرية. وقال الشيخ الركابي ل "الحياة" انه قدم من الكويت عائداً الى العراق من منفاه في لندن منذ ان هرب الى سورية مع والده قبل خمسة وثلاثين عاماً ليعيش وسط عشيرته واهله. واعلن انه سيشارك اليوم في مؤتمر المعارضة في الناصرية الذي دعاه مسؤولون اميركيون الى حضوره. واوضح ان ما يعرفه عن المؤتمر هو ان الجنرال غارنر والسفير خليل زاد والسيد برهم صالح ممثل الاكراد سيتحدثون الى الحاضرين وان الموضوع الرئيسي المطروح على المؤتمر هو سبل العمل لإعادة الامن والاستقرار في العراق. خطوة أولى من جهة اخرى، أفاد مسؤول اميركي رفيع في قاعدة السيلية في قطر أن مؤتمر الناصرية المقرر عقده بمشاركة سياسيين عراقيين من الخارج والداخل ولمدة يوم واحد هو "خطوة أولى في سلسلة مؤتمرات إقليمية ستعقد في العراق تمهيداً لمؤتمر وطني شامل سيؤدي الى تشكيل حكومة انتقالية". وأكدت مصادر أن السفير خليل زاد الذي كان امس في الدوحة، سيرأس الوفد الأميركي الى الاجتماع. وقال المسؤول الاميركي في لقاء حضرته "الحياة" في قاعدة السيلية أمس أن مؤتمر الناصرية سيكون فرصة للتعارف بين قيادات عراقية والجنرال غارنر الذي سيكون مسؤولاً عن كثير من عمليات إعادة الأعمار. وأوضح ان الاجتماع لن يكون على مستوى قيادات أحزاب المعارضة وسيشارك فيه أشخاص عاديون ومواطنون من اجل الحوار حول مستقبل العراق ولإبراز قيادات جديدة أيضاً. وسئل المسؤول عن الدعم الأميركي لأحمد الجلبي فقال أن الاخير "واحد من القيادات المعروفة في المعارضة منذ سنوات عدة، ولنا معه علاقات كما مع قادة آخرين للمعارضة قبل بدء العملية العسكرية"، وفيما أقرّ المسؤول بدعم أميركي خاص للجلبي ووصفه بأنه "شجاع" و"يسعى الى الديموقراطية" إلا انه قال إن اختيار القيادة العراقية "قرار يعود الى العراقيين أنفسهم".