أفاد مصدر أميركي ل "الحياة" أن اجتماعاً تحضيرياً أولياً كان مقرراً عقده غداً السبت بين أطراف المعارضة العراقية في الداخل والخارج ارجئ الى 15 الجاري، وعلم أن زلماي خليل زاد مبعوث الرئيس الأميركي الخاص الى "العراقيين الأحرار" سيرأس الجانب الأميركي الى الاجتماع الذي يفترض ان يُعقد تحت شعار "تحرير العراق". وفيما رشّح المصدر قاعدة عسكرية قرب الناصرية مكاناً لهذا الاجتماع، قال إن الهدف الأميركي من الاجتماع هو"تحقيق التواصل" بين عراقيي الداخل والخارج تمهيداً لمرحلة الثانية تمثل "بداية الاتفاق على سلطة عراقية موقتة"، وهذه "تحتاج الى مفاوضات عراقية - عراقية". وأضاف: "عندما يتفقون المعارضة ستشكل حكومة انتقالية وسيكون بين مهماتها التحضير للدستور وإجراء انتخابات عامة وصولاً الى حكومة منتخبة"، موضحاً ان اجتماع 15 نيسان ستعقبه سلسلة مؤتمرات في العراق "ولا يُعرف متى سيحصل اتفاق بشأن تشكيل الحكومة العراقية". وأكد أن واشنطن "لن تقترح أسماء، وانما ستكون حاضرة في الاجتماعات للمساعدة وإعطاء خبرات، وكل ما يهمها أن تشكل حكومة تمثل العراقيين في الداخل والخارج". في المقابل أشارت مصادر مطلعة في لندن الى وجود ميل الى عقد المؤتمر الموسع في بغداد بدلاً من الناصرية، والى أن يكون عدد المشاركين 100 بدلاً من خمسين ضماناً لمشاركة مختلف التيارات. وعزت رغبة جهات معارضة في تغيير مكان الاجتماع الى محاولة "المؤتمر الوطني العراقي" بزعامة احمد الجلبي التركيز على عقده في الناصرية، وقالت ان جهات المعارضة تسعى الى "تخفيف التأثير الذي قد يمارسه الجلبي انطلاقاً من المدينة الجنوبية التي اتخذها مقراً وكذلك تدخل الجهات الاميركية الداعمة له التي قد تصرّ على عقد المؤتمر في الناصرية بحجة أن بغداد غير آمنة". وبدا تدخل جهات في الادارة الإميركية، ومنها وزارة الخارجية ومجلس الامن القومي، في الاتصالات لتنظيم المؤتمر وتسمية الجهة الداعية له رسمياً والمشرفة على أعماله، "عاملاً مشجعاً" عند اطراف في المعارضة كانت "تتخوف" من سيطرة جهة واحدة البنتاغون تميل الى فرض "اتجاه يناسب المؤتمر الوطني". وفي السياق نفسه اعلن حامد البياتي ممثل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ان المجلس لن يشارك في اجتماع الناصرية، وقال: "نعتقد ان هذا جزء من حكم الجنرال غارنر للعراق ونحن لن نكون جزءاً من ذلك المشروع على الاطلاق". وعلمت "الحياة" ان مناقشات يجريها معارضون مع وزارة الخارجية الاميركية، وعبر السفير خليل زاد، يمكن ان تسفر عن رؤية مشتركة يحملها المندوب الأميركي لدى "العراقيين الأحرار" الى ادارته لتكون اساساً لأعمال "المؤتمر الموسع" الذي سيناقش خططاً لملء الفراغ الناشىء عن غياب السلطة في المدن العراقية، وتلافياً لما نجم عن ذلك من "تجاوزات على المال العام والممتلكات الحكومية"، في اشارة الى عجز قوات "التحالف" عن سد فراغ غياب السلطة العراقية وتصاعد عمليات "سلب ونهب" طاولت مؤسسات حكومية تعتمد عليها "السلطة الجديدة" في البدء بأعمالها ومد الجسور بينها وبين العراقيين. وتشير مصادر المعارضة الى ان اللجان السياسية والإقتصادية والعسكرية والإعلامية التي كان عراقيون معارضون انتظموا فيها ضمن خطة "مستقبل العراق" التي تولتها وزارة الخارجية الأميركية خلال الشهور الستة السابقة للحرب ستكون حاضرة في أي ترتيب يستهدف بناء "السلطة الجديدة" في العراقيين، منوهة بأن أي حديث عن تسمية وزراء هو "سابق لأوانه". الى ذلك ا ف ب اعلنت مجموعة غير معروفة وتطلق على نفسها "المجموعة الجمهورية العراقية" أنها ادت "دورا رئيسياً في سقوط نظام صدام" وعملت "بشكل سري خلال ثمانية أعوام". ودعت الى ارجاء اجتماع الناصرية حتى "تتجمع عناصر المعارضة الداخلية" وطالبت بانعقاد الاجتماع في العاصمة الأردنية. وأكدت مصادر المعارضة في عمان عدم معرفتها بهذه المجموعة، وقالت أن "غياب السلطة في العراق يشجع على ظهور ادعاءات بالعمل ضد نظام صدام". وزادت رداً على بيان "المجموعة الجمهورية" ان "كل عمل المعارضة العراقية كان سرياً فأين كان اصحاب المجموعة".