قال زعيم "المؤتمر الوطني العراقي" احمد الجلبي ان الولاياتالمتحدة اختارت نحو 43 سياسياً عراقياً، بينهم 14 معارضاً في الخارج، للمشاركة في اجتماع يعقد غداً السبت في جنوبالعراق للبحث في المستقبل السياسي للبلاد. وتضاربت المعلومات الاميركية في شأن اجتماع الناصرية مما يعكس استمرار الخلافات الاميركية بين وزارتي الدفاع والخارجية في التعاطي مع المعارضة العراقية. وفيما أكد نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ان الاجتماع سيعقد السبت، عاد مكتبه وأوضح في وقت لاحق ان الاجتماع قد يعقد بعد ذلك الموعد حسب حال الامن على الارض، فيما شككت وزارة الخارجية بامكان عقد المؤتمر غداً. وأعلن وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد ان الجنرال جيه غارنر سينتقل الى بغداد عند ضمان الامن فيها. من جهته أعلن وزير الدفاع البريطاني جيفري هون "عدم وجود خطط أولية من اجل عقد مؤتمر وطني حول مستقبل العراق"، وتضاربت أيضاً مواقف أطراف المعارضة العراقية في شأن اجتماع الناصرية خصوصاً "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق". قال وزير الدفاع البريطاني جيفري هون ان ادارة اميركية موقتة سيتم تشكيلها في العراق خلال ايام، نافياً وجود خطط أولية من اجل عقد مؤتمر وطني في شأن مستقبل العراق. وابلغ الوزير البريطاني هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي ان قوات التحالف ستقوم بدلاً من ذلك بالعمل مع الجماعات الدينية المحلية، مثلما فعل البريطانيون في جنوبالعراق، موضحاً انه يجري حالياً اتخاذ الترتيبات العملية لإقامة سلطة، مشيراً الى ان العناصر الاولية لهذه الادارة ستكون موجودة في العراق خلال ايام قليلة، ويتم حالياً البحث عن المكان المناسب. وقال هون ان هذه الادارة ستقام في جنوبالعراقي "وسيتم البناء في هذا الصدد على العمل الرائع الذي قامت به القوات البريطانية" في المنطقة. وعن المؤتمر المقترح قال ان التفاصيل المحددة الخاصة بذلك تتم مناقشتها حالياً، مشيراً الى انه من الممكن ان "تعقد اولاً مؤتمرات صغيرة نسبياً ولا يشارك فيها بالضرورة ممثلون من كل انحاء العراق". وأكد نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ان اجتماعاً للمعارضة العراقية سيعقد غداً في الناصرية، لكن مكتبه أوضح في وقت لاحق ان الاجتماع قد يعقد بعد ذلك الموعد حسب حال الامن على الارض. وأعلن مساء أول من أمس امام اعضاء الجمعية الاميركية لرؤساء تحرير الصحف في نيو اورليانز ان الاجتماع سيعنى ببدء التخطيط لتشكيل حكومة عراقية موقتة، وقال: "سنعقد اجتماعاً في 12 نيسان ابريل في تليل قرب الناصرية في جنوبالعراق، سنجمع في اطاره ممثلين عن مجموعات من كل العراق للبدء في التخطيط لمستقبل هذه السلطة العراقية الموقتة وتهيئتها للعمل". ومن جهته، أعرب وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد عن اسفه للاتهامات التي صدرت عن بعض اعضاء المعارضة العراقية ومفادها ان الولاياتالمتحدة تحابي زعيم "المؤتمر الوطني العراقي" احمد الجلبي في التحضيرات لما بعد الحرب في العراق. وشدد رامسفيلد امام الصحافيين على ان واشنطن تدعم عدداً من ممثلي المعارضة المتواجدين في العراق وفي المنفى، بمن فيهم مجموعات كردية في الشمال واعضاء في المقاومة الشيعية في الجنوب وكذلك عناصر عراقية دربتهم الولاياتالمتحدة في المجر. واضاف "نساعد بعض الاشخاص على العودة الى العراق". وقال رامسفيلد ان الجنرال المتقاعد جيه غارنر مسؤول الادارة المدنية الموقتة المقبل في العراق سيتوجه الى بغداد قريباً ما ان يتم ضمان الامن في العاصمة العراقية ومطارها. وأوضح ان غارنر وفريقه باشروا العمل في واشنطن ومن ثم انتقلوا الى الكويت قبل اسابيع قليلة موضحاً انه "من الافضل انتظار يوم او يومين للتأكد من ان منطقة بغداد آمنة بما فيه الكفاية لينتقلوا اليها". وأضاف "سينتقلون الى منطقة بغداد ما ان يتم ضمان الامن في المطار بما فيه الكفاية لاستقبال عدد من المدنيين غير المقاتلين". أما الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر فقال ان مكان عقد الاجتماع غير مؤكد ايضاً، و"انه يتوقف على ظروف الامن والقتال وما يحدث داخل العراق"، مؤكداً "ان الأمر لم يتقرر بعد". وحرص باوتشر على التأكيد ان هذا الاجتماع لن يكون "تتويجاً" لأي سياسي عراقي، في اشارة الى الجلبي، وانه لن يختار الحكومة العراقية المقبلة، واضاف ان الولاياتالمتحدة تعتبر الاجتماع فاتحة سلسلة اجتماعات على مستوى المناطق ستبلغ ذروتها في مؤتمر يعقد في بغداد لتشكيل السلطة الموقتة. ويكتسب هذا الاجتماع أهمية لأنه يأتي بعد غياب للحياة الحزبية داخل العراق منذ اكثر من 30 عاماً، كما انه يمكن ان يشكل سابقة للتمثيل في السلطة الموقتة. وقال زعيم "المؤتمر الوطني العراقي" احمد الجلبي ان الولاياتالمتحدة اختارت نحو 43 سياسياً عراقياً، بينهم 14 معارضاً في الخارج و29 من داخل العراق، للمشاركة في اجتماع يعقد في جنوبالعراق للبحث في المستقبل السياسي للبلاد، وأضاف ان الاجتماع سيعقد غداً السبت في قاعدة علي ابن ابي طالب الجوية خارج مدينة الناصرية، موضحاً ان ثلاثة مسؤولين اميركيين، هم مبعوث البيت الابيض زلماي خليل زاد ونائب مساعد وزير الخارجية ريان كروكر ومستشار خاص لوزير الدفاع لم يذكر اسمه، سيرأسون الاجتماع الذي يستمر يوماً واحداً. وأكد انه لا يتوقع ان يتخذ هذا الاجتماع اي قرار مهم. واضاف "هناك اعلان عام للنوايا في شأن السلطة العراقية الموقتة تريد الولاياتالمتحدة الكشف عنه للناس". واشتكى الجلبي، الذي وصل الى الناصرية الاحد الماضي مع قوات اميركية خاصة، من ان قائمة المشاركين في الاجتماع يغلب عليها زعماء قبائل وأعيان من مناطق ريفية. وقال: "زعماء القبائل مهمون جداً من دون شك. لكن العراق مجتمع حضري في معظمه، واعتقد انه يجب ان يكون هناك تمثيل اكبر لسكان الحضر"، ولفت الى ان "بغداد ليست ممثلة تمثيلاً كافياً في الاجتماع واعتقد انه يمكن اجراء بعض التغييرات في أسماء الذين اختيروا من المناطق المختلفة"، ووصف "القائمة الحالية وكأنها سفينة نوح. لكن لا بأس في ذلك في هذه المرحلة". على صعيد آخر، اتهم الجلبي في مقابلة مع شبكة تلفزيون "سي.ان.ان" الاخبارية الاميركية، الولاياتالمتحدة بالتقاعس عن تعزيز الامن وتخفيف المعاناة الانسانية في العراق. وتساءل الجلبي: "اين الجنرال جيه غارنر الآن؟". وغارنر جنرال اميركي متقاعد كلف الادارة المدنية الموقتة في العراق بعد انتهاء الحرب. وقال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد للصحافيين ان غارنر وفريقه باشروا العمل في واشنطن ومن ثم انتقلوا الى الكويت قبل اسابيع قليلة موضحا انه "من الافضل انتظار يوم او يومين للتأكد من ان منطقة بغداد آمنة بما فيه الكفاية لينتقلوا اليها". واتهم الجلبي المسؤولين الاميركيين بأنهم يخطئون في اولوياتهم عبر التشديد على الامن. وقال: "هنا في الناصرية الناس بحاجة الى مساعدة. لماذا ليسوا هنا؟ لماذا لا يعملون على اعادة التيار الكهربائي والمياه؟ لماذا هم في الكويت في حين ان المنطقة تعاني هنا؟ الناس جياع ومؤنهم تنفد". واوضح الجلبي ان اعضاء حزب البعث و"فدائيي صدام" هجروا المدن الى القرى حيث يظنون ان بامكانهم الحصول على مساندة العشائر. وقال انهم يملكون "اسلحة واموالا ويستمرون في تخويف السكان ... ويحاولون ايضاً ان يغيروا ولاءهم وان يكسبوا رضا المسؤولين العسكريين الاميركيين عبر التعاون معهم". لكن الجلبي شدد في الختام على ان "الوقت لم يحن لاعادتهم الى مراكز مسؤولية". وقال الجلبي ان القوات الاميركية في الناصرية ليست على اتصال منتظم مع السكان، وهو ما يثير "هاجساً امنياً حقيقياً" بعدما تخلى الكثير من افراد الشرطة عن مواقعهم. ورداً على تعليقات الجلبي قال البيت الابيض: "يجب عليه وعلى باقي العالم ان يتفهموا انه ما زالت هناك حرب مستمرة، وان الجنرال تومي فرانكس ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد والرئيس جورج بوش سيقررون ما هي الخطوات التي ينبغي اتخاذها ومتى". ودعت الخارجية الإيرانية الى قيام حكومة منتخبة من جانب الشعب العراقي وباشراف الأممالمتحدة. ورأى وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي أن "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" في العراق بات حقيقة واقعة، وينبغي أن يضطلع بدور مهم للغاية في الحكومة المستقبلية، لأنه يمثل جانباً من الشعب العراقي. ولم يتضح موقف "المجلس الأعلى" الذي تضاربت تصريحات بعض مسؤوليه. وقال محسن الحكيم أحد مساعدي زعيم "المجلس" محمد باقر الحكيم: "اننا نبحث ذلك المشاركة لأنه يتعين ان نعرف المشاركين وأهداف الاجتماع وخططه. وعندئذ سنتخذ قراراً"، مضيفاً "أشك في ان المجلس سيقاطع الاجتماع". وهذا يتناقض مع تصريحات الناطق باسم "المجلس" في لندن حامد البياتي الذي أعلن مساء أول من أمس ان "المجلس لن يشارك في الاجتماع احتجاجاً على الوجود العسكري الاميركي في العراق". وأضاف "نعتقد ان هذا جزءاً من حكم الجنرال جيه غارنر للعراق، ولن نكون جزءاً من ذلك المشروع على الاطلاق". وأوضح البياتي ان "المجلس" لا يعرف تفاصيل عن الاجتماع. واضاف "اذا كان الاجتماع جزءاً من خطة تشكيل مجلس استشاري لجيه غارنر فنحن غير مستعدين ان نكون جزءاً من ادارة اميركية". وأوضح البياتي ان اعتراض "المجلس الأعلى" على الخطط الاميركية سببه ان واشنطن تتصور سلطة موقتة من دون ان تكون لها سيادة كاملة على البلاد. واضاف "يمكننا ان نكون جزءاً من حكومة عراقية لكننا لا يمكن ان نكون جزءاً من حكم عسكري يفرض على البلاد". وقال: "ما نفهمه مما يفعلونه الآن هو انه ستكون هناك ادارة مدنية عراقية تحت اشراف الجنرال غارنر لمدة ثلاثة شهور وربما ستة شهور تعقبها سلطة عراقية انتقالية ثم حكومة موقتة. هذه ليست سلطة عراقية لها سيادة كاملة". وقال البياتي ان العراقيين مستعدون لاعطاء الولاياتالمتحدة فترة قصيرة جداً لتسليم السلطة الكاملة الى العراقيين. واضاف "الشعب العراقي يريد ان يرى حكومة عراقية في اقرب وقت ممكن، وهو يتوقع ان ترحل القوات العسكرية عندما تستقر الاوضاع. الموقف الذي اتفقنا عليه في لندن العام الماضي هو انه يجب ان تنشأ حكومة عراقية فور سقوط صدام. ولهذا عليهم ان يرحلوا في اقرب وقت ممكن. انني اتحدث عن اسابيع وليس عن شهور". واعلن المعارض العراقي غسان العطية ان الولاياتالمتحدة تحضر لعقد اجتماع للمعارضة العراقية في جنوبالعراق لاظهار انها لا تؤيد طرفاً واحداً على حساب آخرين. وقال العطية ان "الاجتماع سيكون خطوة لاظهار تواجد المعارضة العراقية على الارض، وان ادارة التحالف تتعامل مع كل المعارضة من دون انحياز لاي طرف". واضاف "بعد ذهاب بعض قادة المعارضة الى الناصرية، اراد التحالف اشراك الآخرين".