أكد الامين العام لتجمع علماء المسلمين الشيعة في الكويت محمد باقر الموسوي المهري ان المسلحين الذين حاصروا الاحد منزل المرجع الاسلامي الشيعي العراقي آية الله علي السيستاني في النجف جنوببغداد وأنذروه بضرورة مغادرة العراق في غضون 48 ساعة انسحبوا من محيط المنزل اثر تدخل شيوخ القبائل. فيما نفى السيد علي الشوقي إمام مسجد الرسول في بغداد وجود خلافات بين السيستاني وزعماء دينيين في مدينة النجف، مشيراً الى وجود "تلاعب" محبوك في الخارج، فيما شهدت النجف تظاهرات تستنكر الفتنة. وكان المهري اتهم مجموعة مسلحة بمحاصرة منزل السيستاني و"هددته" وطلبت منه "مغادرة العراق خلال 48 ساعة". واتهم أنصار مقتدى الصدر 22 عاماً نجل محمد صادق الصدر المرجع الشيعي الذي اغتيل سنة 1999 بتوجيه هذا التهديد. وقال الشوقي: "هذه اكاذيب مصدرها الخارج تستهدف الشعب العراقي. العراقيون فهموا ذلك، وهم يحمون رجال الدين". وكشف المهري ان السيستاني نقل الى مكان آخر في النجف من دون ان يحدد هذا المكان. وقال: "انه السيستاني لن يغادر النجف ابداً. لقد أقسم على البقاء فيها" خصوصاً بعد سقوط النظام في العراق. واوضح "ان العديد من شيوخ القبائل دخلوا بعد ظهر امس الاحد النجف ... وان تدخل زعماء العشائر، خصوصاً ابناء منطقة الفرات الأوسط التي تضم كربلاء والشامية والحلة، وضع حداً لوجود خمسين مسلحاً كانوا يحاصرون منزل الامام السيستاني ... الذي لم يكن في منزله وقت الحصار لكن ابنه كان موجوداً". وذكر ان المسلحين الذين كانوا يحاصرون منزل السيستاني اختفوا عند وصول زعماء القبائل الى المدينة الليلة قبل الماضية، مضيفاً انهم يريدون حماية كافة المراجع الدينية في النجف خصوصاً السيستاني ومحمد سعيد الحكيم. واضاف المهري "انهم يديرون المدينة الآن بالتعاون مع المراجع". وقال: "سنطلب من القوات المتحالفة توفير حماية ملائمة للسيستاني ... فهي مسؤولة عن أمنه". وكشف المهري ان مقتدى الصدر بعث اليه برسالة ينفي فيها ضلوعه في الازمة التي نشبت في النجف بمقتل عبدالمجيد الخوئي. ونفى ممثل مقتدى الصدر ان يكون مناصرو الصدر قد هددوا السيستاني وطلبوا منه مغادرة العراق خلال 48 ساعة. كما نفى رياض النوري، المشرف على الحوزة العلمية في النجف ان يكون مكتب مقتدى الصدر قد وجه انذاراً الى السيستاني لمغادرة العراق. واضاف "اذا كان ثمة انذار فهو من احزاب اخرى لم يسمها تريد ان تخلق الفتنة". إلى ذلك، أكدت مصادر في "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق" ان العشائر العراقية، خصوصاً من الفرات الأوسط، استطاعت انهاء الحصار على منزل السيستاني، وتمكنت من مطاردة العناصر المسلحة التي كانت تحاصر المنزل، مشيرة الى ان "الأوضاع ما زالت متوترة في المدينة، فيما تم تشكيل لجنة ضمت عدداً من رجال الدين للسيطرة على الأوضاع واعادة الاستقرار الى المدينة". ورحب عمار الحكيم احد زعماء "المجلس الاعلى" بانهاء الحصار على السيستاني، وعبر عن "الأسف لتحرك الجماعات المتطرفة بهذا الشكل وإضرارها بالأماكن المقدسة وايذائها اشخاصاً مقدسين. هذه الجماعات المتطرفة تزيد المشاكل في العراق وتضر بوحدة الشعب العراقي". وفي ايران حمل حجة الاسلام جواد شهرستاني، الناطق باسم السيستاني في ايران، قوات "التحالف الاميركي - البريطاني مسؤولية اي اذى يتعرض له السيستاني". وقال في بيان "يتوجب على قوات التحالف الاميركي - البريطاني حفظ الأمن في المدن العراقية وهي مسؤولة عن كل ما يمكن أن يصيب السيستاني". وانتقد "حال الفوضى العارمة التي تجتاح مدينة النجف". وفي بيروت، دعا نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الشيخ عبدالأمير قبلان "أهلنا في النجف الى الدفاع عن مرجعية الأمة ومرجعية السيد السيستاني والسيد محمد سعيد الحكيم وكل المراجع الآخرين ... ونقول لهؤلاء المندسين والغوغائيين ان غوغائيتكم تضرّ بكم قبل غيركم". وقال في اجتماع عقد امس في مقرّ المجلس بحضور حشد من العلماء بينهم المرجع الشيعي في سورية السيد علي حسين مكي ومدير مكتب السيستاني الحاج حامد الخفاف وممثل السيد محمد سعيد الحكيم السيد حيدر الحكيم ووكيل مرشد الثورة الاسلامية السيد علي خامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك حزب الله: "ان ارتباطنا في لبنان وثيق بالنجف ولن نتخلّى عنه وسنبقى نعتبرها مركز الثقل ونقول لعلمائنا فيها أنتم القادة وأنتم تعطون الأوامر ونحن نمتثل، كونوا في الميدان ولا تخافوا". الى ذلك، طلب رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري من وزير الخارجية محمود حمود الاتصال بالأمم المتحدة ومنظمة اليونيسكو و"الطلب منهما التدخل لدى المحتلين لتأمين حماية النجف والدفاع عنها وعن مرجعياتها". ودعا الاقتصادي السعودي البارز والشخصية الشيعية المعروفة احسان بو حليقة القوات الاميركية والبريطانية الى توفير الحماية للسيستاني، وقال بو حليقة، وهو عضو في مجلس الشورى السعودي، في بيان ان "الكثير من التجاوزات حدث في العراق ومنها تهديد حياة الإمام السيستاني".