قال وزير الخارجية المصري أحمد ماهر إن القمة المصرية - الاردنية التي جمعت في القاهرة امس الرئيس حسني مبارك والملك عبدالله الثاني تناولت الوضع في العراق والقضية الفلسطينية. وأوضح في مؤتمر صحافي مع نظيره الاردني مروان المعشر ان الزعيمين بحثا في "الموقف الذي يمكن أن تتخذه الامة العربية لضمان تمكن الشعب العراقي من اختيار حكومته والحفاظ على استقلاله وسيادة اراضيه ووحدته، وكذلك الاسلوب الذي يمكن أن نساعد به في تحقيق ذلك، مؤكداً أن الامر يقتضي انسحاب القوات الأجنبية من العراق وتشكيل حكومة يختارها الشعب العراقي". وأضاف: "سنجري اتصالات مع الدول العربية حتى يمكن الخروج بموقف يساعد في تحقيق تلك الاهداف، ويساعد الشعب العراقي من الناحية السياسية والانسانية". وأشار ماهر إلى أن مبارك والملك عبدالله "رحبا بالتزام الولاياتالمتحدة وبريطانيا طرح خريطة الطريق وصولاً الى تحقيق التسوية السلمية واقامة الدولة الفلسطينية بحلول عام 2005، وأكدا اهمية وجود آلية للتنفيذ، والتزام بالمواعيد من الطرفين" الفلسطيني والاسرائيلي. وكان الرئيس المصري والعاهل الاردني اجريا خلال قمتهما اتصالاً بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وصرح المعشر بأن الملك عبدالله قرر ان يبدأ اتصالاته العربية بزيارة القاهرة والتشاور مع مبارك "انطلاقاً من الرغبة في ايجاد دور عربي فاعل والا نترك الساحة في العراق من دون دور عربي يؤدي الى قيام حكومة عراقية ممثلة للشعب العراقي، وانسحاب كل القوات الاجنبية من البلد، وقيام حكومة تستطيع ان تحافظ على وحدة اراضي العراق وسلامتها، وتستطيع ان تكون ممثلة لكل فئات الشعب". وشدد على ضرورة "عدم الاكتفاء بالمواقف الكلامية، بل يجب التفاعل الايجابي مع كل الفرقاء حتى يكون لنا دور عربي يساعد الشعب العراقي في هذه المحنة، ويؤدي الى استقلال العراق وانسحاب كل القوات الاجنبية". واشار الى "اعلان مرتقب لخريطة الطريق، وهذا مرحب به، خصوصاً انها ستعلن من دون اي تعديلات لا سيما العناصر الرئيسية لحل يضمن اقامة الدولة الفلسطينية على اساس حدود 1967 خلال ثلاثة اعوام". ولفت الى اهمية "بدء التنفيذ الامين لخريطة الطريق، وحشد كل طاقات المجتمع الدولي، خصوصاً ان هناك توافقاً دولياً واسعاً على حمل كل الفئات، بينها الولاياتالمتحدة واسرائيل، على تحمّل مسؤولياتها". ورفض المعشر تحميل الدول العربية مسؤولية الفشل في تفادي الحرب على العراق، وقال ان "كل مؤسسات المجتمع الدولي وبينها الاممالمتحدة لم تنجح في منع الحرب". وزاد ان "العمل العربي يحتاج الى تطوير وليس فقط مخاطبة المشاعر الآنية". وعن الاجتماع الذي يعقد اليوم بين الادارة الاميركية وفصائل عراقية، والموقف المصري والاردني في التعامل مع الادارة الموقتة المزمع انشاؤها، قال ماهر: "نرغب في ان تكون في العراق حكومة تمثل شعبه بمختلف فئاته تمثيلاً حقيقياً، وهذا هو المعيار". وحول الموقف من احتمال تكرار سيناريو العراق مع سورية، قال ماهر ان هذا الموضوع "سيناقش مع الاشقاء في سورية والدول الاخرى العربية، ويجب تجنب ما نراه من اخطار على الامة العربية". واكد الدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري عقب انتهاء القمة ان مصر والاردن تؤمنان بضرورة "بذل جهد عربي واوروبي ومن كل الاطراف المهتمة، للعمل من اجل اخراج العراق من الوضع السيء الذي يعيشه شعبه". وذكر ان "الاهتمام العربي منصب على ضرورة ايجاد حكومة عراقية وليست حكومة اميركية، وربما يكون هناك وجود اميركي ولكن لا بد ان يترك الأمر للشعب العراقي لاختيار الحكومة التي ستحكم كل البلد". وحول اتهام اميركا لسورية بامتلاك اسلحة كيماوية قال الباز ان ذلك ليس صحيحاً، و"اذا كانت لأي طرف اتهامات فعليه ان يثبتها، واعتقد ان سورية سترحّب بمحاولة التأكد من خلوها من تلك الاسلحة. هناك فارق كبير بين سورية وبين العراق تحت حكم صدام حسين، ومحاولة الولاياتالمتحدة استهداف دولة عربية بعد الاخرى ستضر الصورة الاميركية خصوصاً سورية بعدما هدأت الامور قليلاً في العراق. وتابع الباز ان الاتهامات الموجهة الى سورية ستوحي للعرب بأنهم "مستهدفون دولة بعد الاخرى، وان العراق ليس وحده المقصود".