شهدت العاصمة السعودية امس محادثات ومشاورات عربية للبحث في الجهود المبذولة لايجاد حل سلمي للأزمة العراقية على ضوء الاقتراح التركي لعقد لقاء اقليمي خاص بالأزمة تحضره السعودية ومصر وسورية والاردن وإيران اضافة إلى تركيا. وفي الاطار نفسه اعلن وزير الخارجية المصري احمد ماهر، ان وفداً وزارياً سعودياً سيزور القاهرة غداً. وكان ماهر عقد اجتماعاً مع السفير الاميركي في القاهرة ديفيد وولش ناقشا فيه الاجتماع الاقليمي السداسي المرتقب في شأن العراق. عقد ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز اجتماعين أمس في الرياض، الأول كان مع رئيس وزراء الأردن المهندس علي أبو الراغب الذي رافقه وزير الخارجية الدكتور مروان المعشر. والثاني كان مع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع الذي نقل رسالة من الرئيس بشار الاسد للأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وعلمت "الحياة" أن الاتجاه الذي ظهر خلال المحادثات الموافقة على الدعوة التركية لمؤتمر اقليمي عن العراق، والاتفاق على عقد المؤتمر على مستوى وزراء خارجية الدول الست المدعوة للقاء. ولكن مكان اللقاء وموعد انعقاده سيتقرر خلال اليومين المقبلين بعد اتصالات مع العاصمة التركية. وذكرت مصادر مطلعة ل"الحياة" أن وزير الخارجية المصري أحمد ماهر أجرى بدوره اتصالاً أمس مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل بهدف ضمان نجاح المؤتمر الاقليمي وايجاد حل سلمي للأزمة العراقية وفق قرار مجلس الأمن الأخير الرقم 1441. وأكدت المصادر العربية على أهمية عقد هذا المؤتمر الاقليمي للتعبير عن موقف قوي لدول المنطقة تجاه الأزمة العراقية قبل موعد اجتماع مجلس الأمن الاثنين المقبل والذي سيناقش تقرير المفتشين الدوليين. وكان الوزير المعشر صرح ل"الحياة" أول أمس معرباً عن أمله في أن يكون هناك موقف عربي جماعي من الدعوة التركية للمؤتمر الاقليمي. وكان من المقرر ان ترد الدول المدعوة للمؤتمر الاقليمي اليوم على الدعوة التركية ولكن يبدو أن الرد الرسمي والنهائي سيتأخر حتى غد لحين استكمال المشاورات. وبعد لقاء ولي العهد السعودي رئيس الوزراء الاردني عقد لقاء آخر بين الوزيرين الفيصل والمعشر انضم إليه رئيس الحكومة الاردني، وقال مصدر أردني ان المحادثات السعودية - الاردنية تناولت أيضاً الأوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتملة والعلاقات الثنائية بين البلدين. ولم تتوفر أي معلومات رسمية عن نتائج المحادثات السعودية مع الوزير السوري فاروق الشرع، لكن مصدراً مطلعاً قال ل"الحياة" "إن الجانبين شددا على ضرورة تطبيق قرارات الشرعية الدولية على جميع الدول من دون استثناء والعمل على التوصل إلى حل سملي للأزمة العراقية وفق قرار مجلس الأمن الأخير الرقم 1441". وعن المبادرة التركية أ ف ب، افادت صحيفة "حرييت" التركية أمس ان رئيس الوزراء التركي عبدالله غل وجه رسالة الى الرئيس جورج بوش شرح فيها جهود الحكومة التركية الهادفة الى ايجاد حل سلمي للازمة العراقية. موضحة ان الرسالة التي وجهت "أخيراً" تشرح بالتفاصيل المبادرة التركية لتنظيم اجتماع يضم ست دول، تركيا وسورية وايران ومصر والاردن والسعودية، في تركيا الاسبوع المقبل للبحث في النزاع العراقي. واكد غل على اهمية العلاقات التركية - الاميركية في فترة تمارس فيها الولاياتالمتحدة ضغوطاً على حلفائها الاتراك من اجل استخدام القواعد والمرافئ التركية خلال عملية عسكرية محتملة ضد العراق. وقالت الصحيفة ان غل ذكّر ايضاً بموقف انقرة التي تعتبر بأن قراراً ثانياً من مجلس الأمن ضروري قبل اي استخدام للقوة ضد نظام بغداد المتهم بامتلاك اسلحة دمار شامل. وكانت مصر اول دولة تعلن رسمياً موافقتها على المشاركة في الاجتماع لكنها لم تحدد مستوى تمثيلها. وفد سعودي يزور القاهرة وفي القاهرة، أعلن وزير الخارجية المصري السيد أحمد ماهر أن وفداً وزارياً سعودياً سيزور القاهرة غداً، وقال إن الوفد مؤلف من نظيره الأمير سعود الفيصل ووزيري المال والتجارة. وأشار الى أن زيارة المبعوث العراقي التي كانت مقررة للقاهرة لم تلغ، ولكن الموعد لم يُحدد بعد. وأوضح أنه التقى أمس السفير الاميركي في مصر ديفيد وولش بناء على طلب السفير، فيما وصف المختص في ملف الشرق الاوسط في مجلس العلاقات الخارجية الاميركي هنري سيغمان الذي التقاه امس ايضاً، بأنه صديق قديم. وعن الاجتماع الوزاري المقترح من قبل أنقرة قال انه ما زال قيد المشاورات. موضحاً أن هذا الاجتماع الذي وافقت عليه مصر قد يكون على مستوى وزراء الخارجية وأن مكانه لم يحدد بعد. ووصف الاجتماع بأنه فرصة أخرى للجهود من أجل تسوية المشكلة العراقية سلمياً. واشنطن تريد إجازة لصدام وعلق السفير وولش بعد اجتماعه مع ماهر على الاجتماع الاقليمي الخاص عن الأزمة العراقية وقال: "ان الأمر يتعلق أساساً بالدول المعنية". مؤكداً ترحيب الولاياتالمتحدة بأي جهد "يبعث برسالة واضحة للنظام العراقي" بضرورة أن "يفي بمسؤولياته ويلتزم تنفيذ القرارات ذات الصلة في شكل تام". وزاد: "ان أفضل شيء يفعله الرئيس العراقي صدام للجميع هو أن يبتعد ويأخذ اجازة طويلة للغاية". وتساءل وولش عما اذا كان ذلك ممكناً أو محتملاً، وأكد أن تغيير نظام الحكم في العراق سيكون أمراً محل ترحيب من جانب الولاياتالمتحدة. مبارك والقذافي وكان الرئيس حسني مبارك والزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أ ف ب بحثا السبت في طرابلس التهديدات بالحرب ضد العراق والنزاع الاسرائيلي الفلسطيني. وجاءت زيارة مبارك في وقت سلم فيه نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز العقيد القذافي رسالة من الرئيس صدام حسين، قبل أن يتوجه الى دمشق.