توجه النيجيريون الى مراكز الاقتراع أمس للإدلاء بأصواتهم في اول انتخابات مدنية منذ 20 عاماً، وتعد اكبر انتخابات في افريقيا. وأخّرت العواصف الممطرة في لاغوس وأبوجا بدء الاقتراع في اهم مدينتين في البلاد. وبعد نحو ساعة من الموعد المقرر لبدء العملية الانتخابية كانت المراكز الانتخابية ما زالت مغلقة في مناطق كثيرة من العاصمة التجارية لاغوس. وفي العاصمة ابوجا عرقلت الامطار توصيل الصناديق الانتخابية وأوراق الاقتراع. ويتنافس في هذه الانتخابات 30 حزباً على 360 مقعداً في مجلس النواب و109 مقاعد في مجلس الشيوخ . وترجح توقعات كثيرة كفة حزب الشعب الديموقراطي الحاكم بزعامة الرئيس النيجيري اولوسيغون اوباسانجو للفوز ولكن بعض المراقبين يقولون ان الصورة السياسية تغيرت في شكل كبير منذ عام 1999 عندما سمح العسكريون لثلاثة احزاب فقط بخوض الانتخابات. وأعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات انها مصممة على انهاء فشل نيجيريا منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1960 في نقل السلطة في شكل ناجح من حكومة منتخبة الى حكومة اخرى. وكانت آخر انتخابات جرت عام 1991 وأشرف عليها الجيش، وانتخابات أمس هي احد اختبارين تواجههما الديموقراطية الحديثة العهد. وتفتح مراكز الاقتراع ابوابها امام الاختبار الثاني السبت المقبل في انتخابات الرئاسة وحكام الولايات البالغ عددها 36. ويبلغ عدد الناخبين المسجلين اكثر من 60 مليوناً يدلون بأصواتهم في 120 الف مركز اقتراع، ما يجعلها اكبر انتخابات في افريقيا. ويخوض الرئيس اولوسيغون اوباسانجو المعركة الانتخابية الاسبوع المقبل وينافسه 19 مرشحاً. ويأمل النيجيريون والمراقبون الدوليون في ان تعزز الانتخابات ما يصفه النيجيريون ب"التجربة الديموقراطية". غير ان هناك مؤشرات بعكس ذلك. فالعنف السياسي ألقى بظلاله على فترة الاستعداد للانتخابات، ويسود التوتر نحو ست مناطق يخشى اندلاع اضطرابات فيها يوم الانتخابات. ولم تسر الاستعدادات التقنية ايضاً على ما يرام، ما اثار احتمال وقوع عمليات تزوير على نطاق واسع ومشاهد غضب امام مراكز الاقتراع. ولم يتم توزيع الملايين من بطاقات الناخبين في الوقت المحدد، وأقر بعض المسؤولين بأنهم سيتبعون نظاماً عشوائياً في توزيع البطاقات. كما دعت مجموعة انفصالية تطالب بدولة مستقلة لشعب ايغبو في جنوب البلاد، الى مقاطعة الانتخابات.