أعلن جاي جارنر رئيس الادارة المدنية للاحتلال الامريكي ان قيادة جماعية مؤقتة ستتشكل في العراق بحلول منتصف مايو الحالي . وأوضح جارنر في تصريح للصحفيين أمس الاثنين ان فريقا من نحوتسعة اعضاء يمثلون فصائل المعارضة العراقية المختلفة سيشكل الحكومة الانتقالية في العراق للمساعدة على اعادة اعمار البلاد خلال الاشهر القادمة. وقال "اعتقد انه سيكون هناك ... سبعة او ثمانية او تسعة مسؤولين يعملون معا لتشكيل قيادة" مضيفا انه لا يعلم بالضبط كيف ستعمل هذه القيادة الجماعية. وذكر جارنر اسماء الزعيمين الكرديين مسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني وجلال طالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني واحمد الجلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي واياد علاوي الذي يقود حركة الوفاق الوطني وعبد العزيز الحكيم شقيق رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق (مقره في ايران). واضاف ان المجموعة وسعت لتضم شخصية مسيحية وربما شخصية سنية اخرى. وتوقع جارنر الذي يقوم بزيارة مدتها يوم واحد لمدينة البصرة الجنوبية وصول الدبلوماسي الأمريكي باول بريمر الاسبوع القادم لتولي مهام العملية السياسية في الادارة الأمريكية لعراق ما بعد الحرب. واضاف "انه (بريمر) سيكون مهتما بشكل اكبر بالعملية السياسية. انني اقوم بكل شيء ولا اريد ان اقوم بكل شيء". واوضح "اننا بحاجة فعلا الى جهد حقيقي" على الجانب السياسي. واكد ان تعيين شخص مثل بريمر قد تم التخطيط له منذ مدة. واضاف "سأبقى لفترة من الوقت. لا بد ان تكون هناك مساعدة". وتحدث جارنر كذلك عن الجهود لاعادة الخدمات الاساسية للعراق وقال "ان مايو هو شهر هام لاعادة كافة الخدمات الاساسية او على الاقل ان يكون هناك احتمال جيد لاعادتها واعادة نظام تطبيق القانون" وذلك في رد على الانتقادات الحادة لبطء عملية اعادة الاعمار منذ سقوط بغداد في9 ابريل. واعرب جارنر عن خيبة امله لعدم تمكن الأمريكيين من بدء نظام بث موسع للتفزيون والاذاعة في العراق حتى الآن، واقر بذلك حين قال "لم نقم بعمل جيد اريد ان يشاهد الناس التلفزيون والبرامج التي يرغبون في مشاهدتها". وأعلن جارنر انه تم الافراج عن محمد محسن الزبيدي الذي عين نفسه رئيسا لبلدية بغداد واعتقلته القوات الأمريكية، وذلك بعد يومين من اعتقاله، واضاف "اعتقد انه اطلق سراحه بعد 48 ساعة". واعتقلت القوات الامريكية الزبيدي في 28 أبريل لممارسته سلطات يقول الامريكيون انه لا يملكها. وكان من المعتقد على نطاق واسع انه مازال محتجزا.وقال جارنر للصحفيين في بغداد قبل توجهه الى البصرة اذا تجاوز الحدود مرة أخرى فسيحتجز لفترة أطول بكثير. واتهم جارنر الزبيدي بسرقة سيارات ومصادرة ممتلكات أثناء ممارسته سلطات المنصب الذي أعلن أنه يتولاه. ويزعم الزبيدي انه منتخب من أناس يمثلون رجال الدين والاكاديميين والمسلمين شيعة وسنة والمسيحيين والكتاب والصحفيين رغم أنه لم يوضح كيف أو متى انتخب. وخلال الفوضى التي أعقبت الاطاحة بصدام حسين شكل الزبيدي لجانا تقوم بعمل الوزارات مما أثار بلبلة واسعة حول من المسؤول فعليا عن ادارة بغداد. وقالت القيادة المركزية ان الزبيدي بعث برسائل الى أفراد ومؤسسات في بغداد يطلب منهم فيها عدم العودة للعمل في محطات الطاقة والمياه وشبكات الصرف الصحي والبنوك الا بموافقته. وقالت انه فصل موظفين في قطاع الكهرباء وعين حلفاء له مكانهم. وقام جارنر أمس الاثنين بزيارة مدرسة ومستشفى ومصفاة نفط في البصرة كما أجرى محادثات مع احد شيوخ المدينة. وعلى صعيد آخر انتخب اهالى الموصل أمس مجلسا مؤقتا للمدينة فى خطوة لاعادة بناء الادارة المحلية.وانتخب اكثر من200 مندوب من الجماعات العرقية والدينية المختلفة اعضاء المجلس ثم اختاروابعد ذلك رئيس بلدية من بين قائمة من المرشحين. وقال الكولونيل جوزيف اندرسون ان المجلس يتالف من ثلاثة اكراد ومسيحى واشورى وتركمانى وسبعة عرب من داخل المدينة بالاضافة الى يزيدى ومسيحى وثلاثة مسلمين من قبائل خارج الموصل. وضم المجلس ايضا ضباطا كبارا سابقين وممثلين عن ثمانى جهات حكومية وهى الداخلية والصحة والتجارة والبنوك والتعليم والاشغال العامة والبلديات والوقود. وقد عززت القوات الامريكية تواجدها الامنى فى قاعة البلدية التى اختيرت لعملية الاقتراع. الممثل الامريكي للعراق زلماي خليل زادة الثالث من اليسار والى يساره الجلبي الزعيمان الكرديان من اليمين مسعود البرزاني وبجواره جلال الطالباني لدى مشاركتهما في الاجتماع