ترددت أنباء قوية في العاصمة الجزائرية عن احتجاز مجموعة تابعة لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال بقيادة حسان حطاب، اكثر من عشرين سائحاً أوروبياً فقدوا خلال تجوالهم في مناطق معزولة في الصحراء الكبرى جنوبالجزائر. وتعذر أمس، الاتصال بالمسؤولين لمعرفة صحة ما تردد وجديته أيضاً عن مساعٍ تقوم بها السلطات الأمنية لدى عائلات مسلحين من تنظيم حسان حطاب لتجنب تعرض السياح إلى أذى، علماً أن بعض عناصر التنظيم يقيم في الصحراء الكبرى. وكان الوفد الاجنبي الذي يضم 29 سائحاً، بينهم ثمانية نمسويين و15 ألمانياً وأربعة سويسريين وهولندي وسويدي، اختطف منذ منتصف شباط فبراير الماضي، وفقد النمسويون الاتصال مع ذويهم في 18 آذار مارس الماضي. وتؤكد مختلف المؤشرات في الصحراء، أن القوات الأمنية الجزائرية تعمل منذ أيام على فرضية العمل الإرهابي، وهي لذلك أحالت الملف على السلطات الأمنية و"خلية الأزمة" في وزارة الداخلية. وأفادت مصادر إعلامية مطلعة أن قوات الجيش الجزائري والدرك الوطني جندت أكثر من 1200 عنصر مسلح يقومون منذ أسابيع بعمليات تمشيط واسعة في مختلف المناطق الصحراوية باستعمال المروحيات، لكن لم يعثر على السياح الأجانب الذين كانوا خرجوا في نزهة من دون اصطحاب مرشد سياحي. الى ذلك، أكد مصدر في مديرية الأمن الوطني الجزائري أن السلطات "وضعت كل الإمكانات للعثور على السياح". وقبل يومين ذكرت وكالة "فرانس برس" أن مختصين من فرق مكافحة الإرهاب الألمانية وصلوا الى الجزائر برفقة مختصين في الشرطة الجنائية الألمانية، لتقديم المساعدات للسلطات الجزائرية، للعثور على الأجانب. وكانت "الحياة" حصلت على معلومات عن تزايد تحرك عناصر الجماعة السلفية للدعوة والقتال في منطقة الصحراء الكبرى، بعد نجاحها في مد الصلة مع نشطاء إسلاميين في كل من مالي والنيجر. وثمة مؤشرات الى مسؤولية مختار بن مختار الملقب "أبو العباس" و"الأعور" في اختفاء السياح الأجانب، لكن السلطات الجزائرية لا تملك وسائل عملية تمكنهم من السيطرة على الوضع، وهي تفضل التكتم عن حقيقة ما يحدث في الصحراء بعد فقدان مجموعة السياح، علماً أن الملف يتم تسييره في الوقت الراهن من أعلى السلطات الأمنية في البلاد. من جانب آخر، كان متوقعاً أن تغادر الصحراء الكبرى أمس، مجموعة من السياح الأوروبيين من بينهم سبعة نمساويين ونحو ثلاثين سائحاً ألمانياً وإيطالياً. وتم ترحيل هؤلاء من منطقة جانت جنوبالجزائر إلى ولاية تمنراست مساء اول من امس، تحت حماية عسكرية استثنائية وفرتها لهم فرق من الجيش والدرك الجزائري. ولم يخف مسؤولون في وكالات السياحة في تصريحات ل"الحياة" أمس، خيبة أملهم مما حدث للسياح الأوروبيين في الصحراء الكبرى. وأكد عدد من مسؤولي وكالات السياحة أنهم يشهدون "كارثة" بعد تشديد سلطات بعض العواصم الأوروبية مثل ألمانيا تحذيراتها للسياح الذين يقصدون الصحراء الجزائرية. كما أكد رئيس شركة خاصة للطيران تدعى "إيغل أزور" في تصريحات لصحيفة "الخبر" الجزائرية أن ما حدث للسياح الأجانب في الصحراء الكبرى تسبب في إلغاء عدد من الرحلات من أوروبا. مقتل سبعة بأعمال عنف على صعيد آخر ا ف ب أفاد عدد من الصحف الجزائرية أمس عن مقتل ستة إسلاميين مسلحين وعنصر في قوى الأمن الأربعاء الماضي في أعمال عنف نسبت إلى مجموعات مسلحة. وأوضحت الصحف أن قوات الأمن قتلت أربعة إسلاميين في عملية في منطقة عين صحراوي الجبلية والمغطاة بالأشجار بولاية الشلف 200 كلم غرب العاصمة. وذكرت صحيفة "الرأي" أن أحد العسكريين قتل. وكان قُتل 16 إسلامياً مسلحاً منذ بداية هذه العملية في الخامس من الشهر الجاري ضد معاقل "الجماعة الإسلامية المسلحة" والتي استخدم خلالها الجيش المدفعية الثقيلة وأرسل تعزيزات كبيرة. وقتل إسلاميان مسلحان في كمين نصبته قوات الأمن في مدخل غابة بقاس قرب القادرية في ولاية البويرة 120 كلم شرق العاصمة كما قالت الصحف. وقال المصدر إن أسلحة ضبطت خلال هذه العملية التي استهدفت أحد معاقل تنظيم حطاب. وجرح ستة عسكريين الثلثاء الماضي في انفجار قنبلة في جبل الأبيض قرب تبسة 630 كلم جنوب شرقي العاصمة. ووقع الانفجار عندما كانت دورية لقوات الأمن تقوم بعملية في هذه الجبال بحسب الصحف. وبذلك يرتفع عدد القتلى منذ بداية الشهر الجاري إلى أربعين شخصاً على الأقل من بينهم 34 إسلامياً مسلحاً وإلى 370 قتيلاً منذ مطلع السنة الجارية.