أعلنت مصادر رسمية في الجزائر أن ثمانية سياح أجانب فُقدوا خلال تجوالهم في الصحراء الكبرى أخيراً، ولم تذكر تفاصيل عن ظروف إختفائهم او هويتهم، لكنها أكدت أن السلطات تواصل البحث للعثور عليهم. ونقلت "وكالة الأنباء الجزائرية" الرسمية عن مصادر أمنية محلية إن اربعة من السياح يحملون الجنسية السويسرية، كانوا يتنقلون في سيارة مصممة لعبور الصحراء، فيما يحمل الاربعة الآخرون الجنسية الالمانية وكانوا يستقلون دراجات نارية. وانقطع الاتصال بالمجموعتين منذ 21 شباط فبراير الماضي. وفي المعلومات الأولية، وصلت مجموعة السياح السويسريين من ولاية ورقلة 800 كلم جنوب العاصمة في اتجاه ولاية إليزي على مسافة 1400 كلم جنوب الحدود الجزائرية - الليبية على محور بلغبور ووادي سمان. أما السياح الألمان فجاءوا إلى المنطقة انطلاقاً من مدينة جانت السياحية في ولاية إليزي التي تبعد عن عاصمة الولاية بضع مئات كيلومترات جنوباً في طريقهم إلى ولاية ورقلة عبر المحور الصحراوي نفسه والذي يسلكه عادة السياح برفقة مرشد يعرف المنطقة جيداً. ولم تحدد المصادر الأمنية أي فرضية ممكنة لإختفاء السياح بسبب الغموض الذي إكتنف تنقلاتهم في المنطقة، خصوصاً بسبب عدم وجود مرشد سياحي برفقتهم. ومعروف أن بعض الوفود السياحية تفضل المغامرة في الصحراء من دون الإعتماد على مرشد من المنطقة يعرف المسالك الصحراوية. ولا تستبعد بعض الأوساط أن يكون السياح سقطوا في فخ "أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال" في المنطقة مختاري بن مختار المدعو خالد أبو العباس او "الأعور"، وهو أحد قدامى "الأفغان الجزائريين" الذين شاركوا في الحرب الأفغانية قبل أن يلتحق منذ 1993 بالجماعة الإسلامية المسلحة حتى 1998 لدى اعلانه الولاء ل"أمير الجماعة السلفية" حسان حطاب. وعلى رغم فرض الحكومة الجزائرية حظراً على السكان عبور عدد من مناطق إنتاج النفط في ولايات ورقلة وإليزي، إلا أن عناصر التنظيم المسلح تمكنوا خلال الأعوام الماضية من تنفيذ سلسلة من الاعتداءات ضد رجال الجمارك وعمال شركة النفط الجزائرية "سونطراك". وكانت السلطات الفرنسية تدخلت العام 2001 لمنع إجراء سباق رالي السيارات باريس - داكار في الصحراء الجزائرية بسبب تهديدات وجهتها "الجماعة السلفية" للمتسابقين الأجانب. ولا يستبعد أن تكون الجماعة المسلحة عادت لتنفيذ تهديداتها.