دعت دول عربية الى قيام سلطة وطنية تمثّل الشعب العراقي، وإنهاء الاحتلال في أقرب وقت ممكن، في حين اعتبر مسؤول أميركي ان على دمشق وطهران "أخذ العبرة" بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين. ودعت المملكة العربية السعودية أمس الى فتح المجال أمام الشعب العراقي لإدارة شؤونه وإنهاء الإحتلال في أسرع وقت ممكن. وحذّر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل من ان استمرار الانفلات الأمني في المدن العراقية سيؤدي الى كارثة إنسانية. وقال ان المملكة مستعدة للتعاون مع الحكومة التي يختارها الشعب العراقي، لافتاً الى ان السعودية لا تبحث عن لعب دور في مستقبل العراق. وقلل من التهديدات التي وجهها مسؤولون أميركيون الى سورية، ووصفها بأنها "محدودة". في الوقت ذاته أكد الرئيس المصري حسني مبارك "ضرورة العمل وبأسرع ما يمكن ليتولى العراقيون شؤون الحكم والادارة في وطنهم"، معتبراً ان ذلك هو "الطريق السريع لتحقيق الاستقرار للشعب العراقي". ودعا ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة الى ان يقرر شعب العراق مصيره بنفسه، من دون تدخل خارجي، وحض على انهاء الحصار الاقتصادي المفروض على العراق و"اطلاق مشروع بناء العراق الجديد". في روما رويترز حذر جون بولتون، وكيل وزارة الخارجية الاميركية لشؤون الحد من التسلح، الدول التي اتهمتها واشنطن بالسعي الى امتلاك اسلحة دمار شامل، ومن بينها ايران وسورية وكوريا الشمالية، قائلاً ان عليها ان "تتعظ بعبرة العراق". وزاد في مؤتمر صحافي: "في ما يتعلق بقضية انتشار اسلحة الدمار الشامل في فترة ما بعد الحرب، نأمل بأن تتعظ انظمة بعبرة العراق، وهي ان السعي الى امتلاك هذه الاسلحة ليس في مصلحتها الوطنية". وخص بولتون بالذكر سورية وايرانوكوريا الشمالية، رداً على سؤال حول فترة ما بعد الحرب على العراق. وتؤكد ايران ان برنامجها النووي يقتصر على الاغراض السلمية في حين نفت سورية الاتهامات الاميركية بشحن معدات عسكرية الى بغداد. وسئل بولتون عن استطلاع للرأي اظهر ان نصف الاميركيين يؤيد عملاً عسكرياً ضد ايران اذا واصلت العمل لتطوير اسلحة نووية، بينما قال 42 في المئة ان الولاياتالمتحدة يجب ان تقوم بعمل ضد سورية اذا كانت تساعد العراق، فأجاب: "سورية مثال جيد وآمل بأن يدركوا ان عليهم التخلي عن برنامج الاسلحة الكيماوية وبرنامج الاسلحة البيولوجية اللذين يتابعونهما". وأضاف بولتون وهو من ابرز المتشددين في الادارة الاميركية: "انها فرصة رائعة لسورية لتتخلى عن مساعيها لامتلاك اسلحة الدمار الشامل وأن تبحث، كما الحال بالنسبة الى الحكومات الاخرى في المنطقة، عن امكانات جديدة في عملية السلام في الشرق الاوسط". وشدد على أولوية "القضاء سلماً على هذه البرامج" قائلاً ان هذا هو المبدأ الذي تهتدي به واشنطن في مواقفها من كوريا الشماليةوايران. وكان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد اتهم سورية نهاية آذار مارس بالسماح بنقل معدات عسكرية الى العراق عبر اراضيها. ورأى ان "سورية تطرح مشكلة لأنها تدعم الارهاب، وكذلك ايران لأنها تعمل لانتاج اسلحة نووية". أما وزير الخارجية الاميركي كولن باول فأكد أخيراً ان الولاياتالمتحدة لا تنوي مهاجمة ايران وسورية.