كانت هناك منازعة خفيّة في عهد الرئيس فورد بين وزير الدّفاع دونالد رامسفيلد ومدير وكالة الاستخبارات المركزية CIA جورج بوش. فكان رامسفيلد يعتبر بوش خفيف الوزن، يُعنى بتربية الصّداقات المغرضة وبالعلاقات العامّة وباستطلاعات الرّأي أكثر مما يهتم بأمور السّياسة الجوهريّة. وقد وصفه بالمواطن الحاضر أبداً للخدمة عند الطّلب، ولكن من دون أن تكون لديه أهداف واضحة المعالم أو إدراك لأسباب رغبته في أي وظيفة توخّاها أو شغلها. ثمّ إنّ رامسفيلد اتّهم مدير الاستخبارات بوش بالتّواطؤ مع كيسينجر على كتمان ما أحرز الاتّحاد السوفياتيّ من تقدّم بالغ في ميدان التكنولوجيا العسكريّة، كما اتّهم كيسينجر بالسّعي إلى تعيين بوش مديراً للاستخبارات المركزيّة لكونه سَهْلَ الانقياد، قابلاً للاذعان. وأضاف رامسفيلد أنّ قلّة من المتنفّذين كانوا اخصاماً لبوش لأنه نأى بنفسه عن الخصومات السّياسيّة، ولم يتّخذ اي موقف غير شعبيّ على أساس التزام مبدأ أو عقيدة. واعتبر رامسفيلد أخيراً أنّ مثل هذه الاستراتيجيا، على رغم كونها مفيدة للتّرشّح للرّئاسة، لا تُكسب صاحبها في الحقيقة الأهليّة الضّروريّة لتولّي منصب إدارة دفّة الحكم. مقطع من الكتاب ص 273 - 274