سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الصحاف : قرار مجلس الأمن حبر على ورق ولن يطبق إلا ما تقرره الحكومة العراقية . بغداد ترفض إدارة أنان برنامج "النفط للغذاء" وروسيا لا تعتبر القرار الدولي "غطاء للحرب"
رفض العراق أمس قرار مجلس الأمن الذي كّلف بموجبه الأمين العام للمنظمة الدولية ادارة برنامج "النفط للغذاء". وقال وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف في مؤتمر صحافي عقده في بغداد "ان لا أحد سوى العراق يستطيع أن يدير هذا البرنامج"، وأضاف: "لقد حرفوا القرار" الأصلي الذي صدر أيام الأمين العام السابق للأمم المتحدة بطرس بطرس غالي "ويبقى تحريفهم حبراً على ورق ... ينطبق على القرار الجديد نفس الموقف: ما لا تقرره الحكومة العراقية لا يمكن أن يطبق". وشدد على أن "لا أحد يستطيع سوى العراق ان يدير العمل بهذا البرنامج هو الأمين العام عبارة عن واسطة ينفذ ما يتم الاتفاق عليه مع حكومة العراق ... هذا القرار الجديد ليس سوى هراء". وكان مجلس الأمن تبنى أول من أمس قراراً يسمح باستئناف المساعدات الانسانية للعراق من خلال برنامج "النفط للغذاء" يتولى بموجبه انان ادارة البرنامج لمدة 45 يوماً. ويعتمد أكثر من 60 في المئة من العراقيين على البرنامج مصدراً وحيداً للحصول على السلع الأساسية. وعلق العمل به في 18 آذار مارس الجاري قبيل شن الولاياتالمتحدة الحرب على بغداد. وأكدت روسيا على أن قرار مجلس الأمن لا يقدم غطاء للحرب على العراق، مشددة على وصف القوات الأميركية والبريطانية بأنها "قوات احتلال". ووصف بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية قرار المجلس بأنه "اجراء فني موقت" دفعت اليه ظروف الحرب، وشدد على انه لا يشكل تغييراً للبرنامج الانساني المعمول به في العراق منذ سبع سنوات. وأكدت الوزارة ان قرار مجلس الأمن "لا يشكل غطاء للعمليات الأميركية - البريطانية ولا يعطيها شرعية"، ولفتت الى أن القرار تضمن اشارة واضحة الى قوات الحلفاء بوصفها قوات احتلال وعليها حسب القانون الدولي ان تتحمل مسؤولياتها لحل المشكلات الانسانية الناجمة عن الاحتلال. وأضافت ان القرار نص بشكل واضح على ضرورة احترام وحدة وسلامة أراضي العراق وحق الشعب العراقي في تقرير مصيره بنفسه والتحكم بثروات بلده. من جهة أخرى، أعلنت المكسيك التي سترأس مجلس الأمن بدءاً من الاثنين المقبل ولمدة شهر، انها ستسعى الى إعادة الوحدة الى المجلس، بعد الخلافات العميقة التي ولدتها الحرب على العراق. وقال سفير المكسيك لدى الأممالمتحدة ادولفو اغويلار زينزار في حديث الى وكالة "اسوشيتدبرس" ان بلاده أكملت استعداداتها لتحمل مسؤولياتها داخل المجلس "في هذا الظرف العصيب"، مضيفاً: "ان هذا الشهر هو شهر حرج، لإيماننا بأن العمل يجب أن يكون من أجل مستقبل الدور المهم للمجلس، خصوصاً بعد انتهاء الحرب، وما سيتحمله من مسؤوليات انسانية لاحقاً". وفي عمان، أكدت منسقة وكالات الاممالمتحدة في الأردن كريستين ماكناب ان المساعدات الانسانية التي تقدمها الاممالمتحدة في مرحلة ما بعد الحرب ستنفذ من دون ضوء اخضر من مجلس الامن او من السلطات العسكرية. وقالت ماكناب التي تمثل ايضا برنامج الاممالمتحدة للتنمية خلال مؤتمر صحافي "ان تقديم اي مساعدة سيتم وفقاً للمعايير الدولية المرعية في عمليات الاغاثة الانسانية وهذا لن يتطلب اي اذن خاص من مجلس الأمن أو من سلطات عسكرية". وكانت الاممالمتحدة أطلقت أول من امس نداء للحصول على مساعدات عاجلة بقيمة 2،2 بليون دولار لتقديم مساعدة انسانية الى العراق.