بغداد، باريس، واشنطن - "الحياة"، أ ف ب - اعتبرت بغداد ان القرار الذي يجري التداول به في مجلس الامن بشأن العراق والذي ينص على تعليق العقوبات "بمثابة اعلان حرب على العراق". وبعد إعلان الخارجية الاميركية ان قرار بغداد التوقف عن تصدير نفطها "لن يؤدي الى ازمة انسانية في الوقت الراهن" قللت وزارة الخارجية الفرنسية أمس من اهمية قرار بغداد. واستمر في غضون ذلك توزيع المواد الغذائية والادوية بشكل عادي في العراق. وكتبت صحيفة "العراق" الناطقة بلسان الحزبين الكرديين الحليفين لحزب البعث العربي الاشتراكي ان "العراق لا يمكن ان يقبل باستمرار الحصار" مضيفة ان "القرار المتخذ في مجلس الامن الدولي بأرقامه وتفاصيله يؤكد طبخته الاميركية الصهيونية ... وهو بالاساس بمثابة اعلان حرب على العراق". واضافت ان "القرار ولد ميتاً". ومن جهتها اعلنت صحيفة "الجمهورية" ان "كل دلالات ومؤشرات الوضع الراهن تؤكد ان ما يطبخ ليس اكثر من اعلان حرب جديدة تضاف الى صفحات المنازلة الكبرى في ام المعارك الخالدة". واضافت ان "ابرز مصادر اعلان الحرب في مشروع القرار انه يمنح لجنة "اونموفيك" للرقابة والتحقيق والتفتيش على اسلحة العراق صيغة مبهمة ومقاربة لتلك التي منحت للجنة الجواسيس اونسكوم" التي يرفض العراق رفضاً قاطعاً عودتها بعد انسحابها في كانون الاول ديسمبر 1998. وقللت وزارة الخارجية الفرنسية أمس من اهمية قرار العراق تعليق صادراته النفطية، واعتبرت الناطقة باسم وزارة الخارجية آن غازو سوكريه انه لن يترتب عليه سوى "القليل من العواقب العملية على صعيد الوضع الانساني". وقالت ان تمديد برنامج "النفط للغذاء" الذي اصدرته الاممالمتحدة "لا يشمل سوى مهلة محددة ب15 يوماً"، ومن جهة اخرى فان "المواد الغذائية التي تم شراؤها في المراحل السابقة ما زالت تسلم للعراق". وأشارت الى ان "الامين العام للامم المتحدة سيزود مجلس الامن مزيداً من المعلومات عن تأثير القرار 1275 على مبيعات النفط العراقي وتوزيع المواد الغذائية التي يشتريها العراق" في اطار برنامج "النفط للغذاء". وكان الناطق باسم الخارجية الاميركية جيمس روبين اعتبر أول من أمس ان قرار بغداد التوقف عن تصدير نفطها ورفضها تمديد برنامج "النفط للغذاء" لمدة 15 يوماً، "لن يؤدي الى ازمة انسانية في الوقت الراهن في العراق"، واضاف: "لن يكون لهذا القرار اثر في وقت قريب لأن هناك كميات من المنتجات الانسانية سبق وتم شراؤها وكميات اخرى هي في طريقها الى العراق". واتهم روبين نظام صدام حسين بأنه يريد "ان يسخر من المجتمع الدولي" وانه "اظهر مرة اخرى استهتاره وانعدام حرصه على الشعب العراقي". وقال ديبلوماسيون في بغداد ان توزيع المواد الغذائية والادوية استمر بشكل عادي في العراق ، وأوضحوا انهم لا يتوقعون ان يتوقف تدفق السلع الانسانية بعدما أوقف العراق تصدير النفط. وقال ديبلوماسي ان بغداد ستستأنف صادرات النفط على الفور اذا وافق مجلس الامن على اتفاق جديد مدته ستة شهور. وأعلن الناطق باسم مكتب البرنامج العراقي في الاممالمتحدة جون ميلز ان الصادرات من ميناء جيهان التركي كانت معلقة أمس، وان آخر شحنة من النفط العراقي من ميناء البكر العراقي ستسلم في ساعة مبكرة من اليوم لم تسلممس كما كان متوقعاً اصلاً.