وصل الى الخرطوم أمس وفد أمني تونسي برئاسة قائد الشرطة التيجاني قطاط لاجراء محادثات أمنية مع المسؤولين في وزارة الداخلية السودانية تتناول، خصوصاً، تعزيز التعاون الأمني بين البلدين في مجالات عدة. وكانت الخرطوم استقبلت أخيراً وفداً أمنياً سورياً برئاسة مساعد وزير الداخلية السوري الذي أجرى محادثات مع السلطات الأمنية في السودان، واتفق الجانبان على تبادل المعلومات بين البلدين في مجال مكافحة الجريمة. من جهة أخرى، بدأ مبعوث "السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" ايغاد للسلام في السودان لازاراس سيمبويو محادثات في الخرطوم أمس مع مسؤولين في الحكومة السودانية تتعلق بدفع جهود السلام وحسم قضايا النزاع بين الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة العقيد جون قرنق. وقال سيمبويو في تصريحات صحافية أمس انه يزور الخرطوم بصفته مبعوثاً للرئيس الكيني، وانه عقد لقاءات أولية مع مستشار الرئيس السوداني رئيس مجلس الجنوب الدكتور رياك قاي. وأن المحادثات ركزت على موضوع "المناطق المهمشة" الثلاث جبال النوبة والانقسنا وابيي باعتبارها خارج البنود التي تناقشها المفاوضات في اطار "ايغاد" وخارج الجنوب السوداني جغرافياً استناداً الى حدود 1956. يذكر أن قرنق يعتبر "المناطق المهمشة" جزء من المفاوضات، خصوصاً أن ممثلين عنها فوضوا حركة التفاوض باسمها. واعتبر قاي فصل قضايا المناطق الثلاث عن القضية الرئيسية الجنوب خطوة كبيرة تدفع عملية السلام، وقال ان أي مطالبة من "الحركة الشعبية" لادخال المناطق الثلاث ضمن مفاوضات "ايغاد" يعني "نسف عملية السلام بكاملها، ولا يوجد أي مبرر للحركة بادخالها ضمن برنامج المفاوضات الرئيسية لأنها خارج مبادئ ايغاد المتفق عليها بين الحكومة والحركة عام 1994". ونفى المسؤول السوداني أي اتجاه للبحث في انضمام "التجمع الديموقراطي" المعارض الى مفاوضات السلام الجارية مع المبعوث الكيني سيمبويو خلال زيارته الحالية، وذلك في ضوء الاجتماع الذي عقد أخيراً في نيروبي مع وفد "التجمع" الذي يقوده رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي محمد عثمان الميرغني. الى ذلك اعترفت الحكومة السودانية بوجود فجوة غذائية في ولايات جنوب السودان وغربه بسبب تأخر سقوط الأمطار في كل دول منطقة القرن الافريقي. وقال وكيل الخارجية السودانية مطرف صديق ان الحكومة وضعت ترتيبات لتوزيع أغذية من المخزون الاستراتيجي لاغاثة هذه المناطق الى جانب صدور نداء لدعوة المنظمات والمانحين لتغطية الفجوة الغذائية. ورأى المسؤول الحكومي ان جنوب السودان هو الأكثر تأثراً بالفجوة التي ضربت دول القرن الافريقي، وأضاف: "ان مبعوث الأممالمتحدة للمساعدات الانسانية توم فرانكلين سيزور الخرطوم الاسبوع المقبل لاستكمال ما تم الاتفاق عليه في شأن تلبية الاحتياجات الانسانية العاجلة للسودان". وقال: "ان استجابة المانحين لنداء الأممالمتحدة لاغاثة المتضررين في السودان لهذه السنة كانت ضعيفة وأقل من العام الماضي. والأممالمتحدة لا تعمل عبر مواردها الذاتية وانما استناداً الى استجابة المجتمع الدولي والمانحين لنداءاتها".