بدأت في ضاحية كارن الكينية القريبة من نيروبي امس ندوة تشارك فيها الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" لمناقشة قضايا المناطق المهمشة الثلاث جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق وابيي، وتستمر ثلاثة أيام بإشراف الحكومة الكينية وخبراء الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا ايغاد. وفي غضون ذلك، حض المبعوث الأميركي الخاص الى السودان جون دانفورث الرئيس عمر البشير وزعيم "الحركة الشعبية" جون قرنق على اجراء مزيد من الاتصالات واللقاءات للمساعدة في إقامة علاقة ترتكز الى الثقة. أعلنت مستشارية السلام السودانية في الخرطوم امس ان الحكومة امتنعت عن المشاركة في محادثات رسمية مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بدعوة من الوسيط الكيني الجنرال لازاراس سيمبويو، لمناقشة قضية "المناطق المهمشة" على اعتبار ان الأمر لم يتفق عليه بهذه الصورة، لكنها وافقت على مساهمة مشاركين وليس مفاوضين من طرفها. وانعقدت في ضاحية كارن الأربعاء جلسة افتتاحية في حضور وفد "الحركة الشعبية" وغياب الوفد الحكومي، وكلفت الخرطوم سفيرها في نيروبي علي النميري الذي وجه كلمة عكست موقفها، غير ان المبعوث الرئاسي الاميركي جون دانفورث وجه انتقاداً مبطناً الى الحكومة الخميس واعتبر مشاركتها بشخص واحد في المحادثات غير كافية. ثم عادت الحكومة وأرسلت الجمعة الأمين العام لمستشارية السلام علي حامد الأمين الى نيروبي، وانضم اليه ديبلوماسيون من السفارة السودانية في كينيا. وترى "الحركة الشعبية" ان مناقشة قضايا المناطق الثلاث جبال النوبة وجنوب النيل الأرزق وابيي مسألة جوهرية، من اجل اقرار اتفاق سلام نهائي باعتبار انها تدخل ضمن الترتيبات الأمنية التي ستناقش في جدول اعمال المحادثات الرسمية في مشاكوس لإنهاء الحرب الاهلية. وستعاود الأربعاء المقبل جولة المفاوضات الثالثة بين طرفي النزاع السوداني في ضاحية العاصمة الكينية لمناقشة اقتسام السلطة والثروة، والترتيبات الأمنية والعسكرية. واكد الطرفان مشاركتهما، لكن لا يتوقع استمرار الجولة الى نهايتها في منتصف شباط فبراير المقبل نسبة لاقتراب موسم الحج وعيد الأضحى. وتوقع وكيل وزارة الخارجية السوداني مطرف صديق اجراء تعديل في وفد حكومة بلاده المفاوض، مؤكداً ان المفاوضات ستستأنف من حيث انتهت الجولة الثانية في 18 تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وأشار الى ان المفاوضات ستقتصر على وفدي الحكومة و"الحركة الشعبية"، واستبعد حضور ممثلين عن التجمع المعارض. الى ذلك، يزور الرئيس عمر البشير نيروبي غداً لاجراء محادثات مع الرئيس الكيني الجديد مواي كيباكي تركز على تسريع عملية السلام، وتنشيط الدور الكيني في رعاية المفاوضات بتكليف من "ايغاد" وتعزيز العلاقات الثنائية. اقتراح دانفورث وفي نيروبي أ ف ب، دعا الموفد الاميركي للسلام في السودان الرئيس البشير وزعيم "الحركة الشعبية" الى اجراء مزيد من الاتصالات للتوصل الى وضع حد للحرب في الجنوب. وقال خلال مؤتمر صحافي عقده في نيروبي: "سيكون من المثمر جداً ان يجري البشير وقرنق المزيد من الاتصالات بينهما بغية اقامة علاقة متينة ترتكز الى الثقة وتسمح لهما بالبحث في المشاكل العالقة بينهما ... ان عملية السلام ستكسب الكثير وستشهد انطلاقة جديدة اذا حصل مزيد من الاتصالات بين الزعيمين". واثمرت المفاوضات التي بدأت مطلع صيف 2002 بين الخرطوم و"الحركة الشعبية" في مشاكوس كينيا بروتوكول تفاهم وقع في تموز يوليو الماضي، وينص على اجراء استفتاء على مصير الجنوب في نهاية حكم ذاتي يستمر ست سنوات. كما وقع الجانبان اتفاقاً لوقف النار في كانون الثاني يناير في سويسرا في نهاية مفاوضات رعتها الولاياتالمتحدة. وتم تجديد الاتفاق حتى حزيران يونيو 2003، لكن دانفورث اشار الى انتهاكات لوقف النار قام بها الطرفان. وقال "تحدثت الى الطرفين ووافقا على نشر قوة دولية لفرض احترام وقف النار". ولم يكن من الممكن اطلاق المفاوضات في التاريخ المحدد اساساً في 15 كانون الثاني، بسبب اعتراض الحكومة السودانية على ادراج مناطق النوبة وجنوب النيل الازرق وابيى بين المواضيع المطروحة خلال المفاوضات، معتبرة ان هذه المناطق الثلاث ليست جزءا من جنوب السودان، في حين اكد المتمردون ان سكان جبال النوبة وجنوب النيل الازرق كلفوهم تمثيلهم في المفاوضات.