جاغوار "أس تايب" اسم يعود الى العام 1963 تاريخ إطلاق الصانع البريطاني هذا الطراز للمرة الأولى والذي كان مميزاً بنظام تعليق خلفي مستقل وبفخامة قيادته ومتانته. والآن بعد حوالى 40 عاماً عادت جاغوار الى الواجهة من خلال دخولها سوق سيارات السيدان الفخمة مستخدمة الإسم نفسه. فمنذ تقديمها الجديد هذا الطراز تلقت جاغوار سلسلة من ردود الفعل المتفاوتة. البعض شدد على أنها ليست سوى سيارة فورد باهظة الثمن خصوصاً أن "أس تايب" تقوم على قاعدة لينكولن "أل أس" السيدان الرياضية، في وقت مدح فيه البعض أناقة المقصورة الداخلية والإرث التصميمي العريق وفخامة قيادتها. ربما كان لهذه الآراء بعض العلاقة مع الحقيقة لكن "أس تايب" تطورت لتتماشى مع تطلعات الهيبة البريطانية ورصانة مجموعة فورد التي تنتمي إليها. تحسينات على مستوى التطلعات عملياً عانت جاغوار "أس تايب" من بعض المشكلات البسيطة: اولاً: علبة التروس الأوتوماتيكية مع غياراتها القريبة الواحد من الآخر مما يزعج السائق خلال عملية تبديل السرعة ويوقعه في الخطأ وهذا أمر غير مقبول في سيارة تبلغ كلفتها حوالى 60 ألف دولار أميركي. ثانياً: المقصورة الداخلية تشبه الى حد بعيد مقصورة فورد توروس ولا تتناسب مع فخامة طرازات جاغوار. ثالثاً: الفساحة الداخلية ليست بالتي اعتدنا عليها في طرازات جاغوار، خصوصاً الأماكن المخصصة للأغراض الشخصية مثل النظارات ومحفظة النقود وغيرها. ومع اشتداد المنافسة في هذا القطاع، كانت جاغوار تستمع بجدية تامة الى زبائنها والى بعض الإختصاصيين وأحياناً لرجال الصحافة. وقامت بمعالجة هذه الأمور وغيرها لتقدم طراز "أس تايب" 2003 الذي تم إدخال بعض التحسينات على تصميمه الداخلي ليعبر حقيقة عن نظرة جاغوار، كذلك تم تحسين الكونسول الوسطي ليصبح أكثر فساحة وليتسع لأغراض مثل جهاز الخلوي، النظارات ومحفظة النقود إضافة الى علبة تروس جديدة كلياً. "أس تايب" متوافرة بموديلات عدة لكننا سنتناول في شكل خاص جوهرة هذه الموديلات "أس تايب أر". سر القوة في المحرك جاغوار تملك خبرة كبيرة في صناعة المحركات ومن البديهي أن تستعمل هذه الخبرة في طرازات "أر" لذلك جهزت "أس تايب أر" بمحرك من ثماني إسطوانات تبلغ سعته 4,2 ليتر وهو مزود بعامودي كامة في الرأس DOHC و32 صماماً وبنظام بخ إلكتروني للوقود متعدد النقاط وبنظام تبديل توقيت فتح الصمامات وزاوية فتحها، إضافة الى شاحن هواء "توربو". عند الضغط على دواسة الوقود تبدأ أوركسترا فريدة من نوعها بالعمل لتولد قوة 406 أحصنة عند سرعة دوران 6100 دورة في الدقيقة. وبذلك تتفوق "أس تايب أر" على منافساتها بي أم دبليو "أم 5" المزودة بمحرك بقوة 500 حصان لكنها أخف وزناً مما يجعلها أكثر سرعة، ومرسيدس فئة "أي 55 أيه أم جي" المزودة بمحرك بقوة 354 حصاناً، كذلك يولد هذا المحرك 55,2 كلغ - متر عند سرعة 3500 دورة في الدقيقة كحد أقصى لعزم الدوران. هذا المحرك متصل بعلبة تروس أوتوماتيكية جديدة ومتطورة من 6 سرعات "زد أف" وهي شبيهة بعلبة التروس المتوافرة في طراز الفئة السابعة من بي أم دبليو. عراقة وأناقة لافتة في التصميم تقاليد وعراقة جاغوار ظاهرة بوضوح في تصميم "أس تايب أر"، فطابع الفخامة لا يفارق أبداً الهيكل الخارجي المميز في مقدمته من خلال المصابيح الدائرية المتداخلة مع غطاء المحرك وشبكة التهوئة الخاصة التصميم بطراز "أر" فقط ومصابيح الضباب المدمجة بالصادم السفلي. الخطوط الجانبية رصينة وظاهرة تحافظ على الشكل الإنسيابي لهذه السيارة أما المؤخرة حيث نجد الحرف "أر" واسم جاغوار فلا تقل تميزاً. وهي تكمل روعة التصميم وإنسيابية "أس تايب أر". وفي شكل عام تمثل هذه السيارة صورة هر يستعد للإنقضاض وعضلاته ظاهرة ومفتولة. يبلغ طول "أس تايب أر" 4877 ملم وعرضها 1818 ملم وارتفاعها 1423 ملم في حين يبلغ طول قاعدة العجلات 2909 ملم الأمر الذي ينعكس على رحابة المقصورة الداخلية التي تتمتع بمواصفات الفخامة والأناقة، وهذا ما نلاحظه عند دخولنا هذه السيارة فلوحة القيادة التي أعيد تصميمها يغطيها الخشب في شكل واضح والمقاعد الرياضية التصميم مكسوة مثل المقود بالجلد الفاخر ويتم التحكم بها كهربائياً وهي مزودة بنظام ذاكرة، كذلك جهزت "أس تايب أر" بمكيف هواء أوتوماتيكي عالي الفعالية، وبراديو كاسيت مع "سي دي" وعشرة مكبرات للصوت ذات نقاوة كبيرة، بمرايا ونوافذ جانبية يتم التحكم بها كهربائياً أيضاً، وبقفل مركزي مع نظام تحكم عن بعد، وماسحات زجاج تعمل أوتوماتيكياً عند تحسس المطر مثل المصابيح عند دخول أي نفق مظلم. كذلك نجد بعض التجهيزات المترفة والمتوافرة إضافياً مثل نظام الملاحة ونظام التنبيه السمعي الذي يساعد السائق على ركن سيارته في الأماكن المزدحمة بكل ثقة. تجهيزات السلامة والأداء المتفوق إستفادت جاغوار "أس تايب أر" من هيكل أكثر صلابة ومتانة وهي مزودة بأكياس هواء أمامية، جانبية وجانبية علوية، إضافة الى أحزمة مقاعد ثلاثية نقاط التثبيت مع نظام الإرتخاء التدريجي. كذلك زودت "أس تايب أر" بالجيل الحديث من نظام منع انغلاق المكابح "أي بي أس" وبنظام توزيع ضغط الكبح إلكترونياً "أيه بي دي" وبنظام تفعيل ضغط الكبح تلقائياً في الحالات الطارئة وبنظام التحكم الديناميكي بالثبات "دي أس سي" المتوافر حالياً وفي شكل أساسي في كافة طرازات "أس تايب". وهو يساعد السائق بالبقاء على الطريق ومنع أية عملية إنزلاق من خلال جمعه بين عمل المكابح والمقود ونظام التوجيه، فيقوم بتحليل المعلومات الواردة من أجهزة مراقبة خاصة لتحديد ما إذا كانت السيارة تنحرف عن مسارها ليقوم بعد ذلك بإطلاق عمل المكابح على كل عجلة لإعادة السيارة الى مسارها الطبيعي ويساعد هذا النظام السائق على تجنب فقدان السيطرة على السيارة بتخفيف إنزلاق العجلات الخلفية أوفرستير والأمامية أندرستير. كما أن السيارة مزودة بنظام تعليق متطور يتيح تبديلاً نشطاً ومستمراً لقساوة ممتصات الصدمات وذلك بحسب ظروف القيادة. فمن الجهة الأمامية يتألف جهاز التعليق من أذرع مثلثة مزدوجة، محور إضافي، قضيب مانع للإلتواء ونظام إدارة إلكتروني. أما من الجهة الخلفية فهو يتكون من أذرع مزدوجة مسحوبة، محور إضافي ونظام إدارة إلكتروني. كما شددت جاغوار على تفعيل نظام الكبح في "أس تايب أر" ليتماشى مع الأداء الرياضي للمحرك خصوصاً في حالات السرعة العالية والطارئة لذلك جهزت "أس تايب أر" بإسطوانات كبح أمامية مهوّاة مثل الخلفية وهي بقياس 330 ملم في الخلف في مقابل 365 ملم في الأمام. فخامة وتميّز أداء جاغوار "أس تايب أر" لافت للنظر فهي تبلغ سرعة من صفر الى مئة كلم في الساعة خلال 5,3 ثوان علماً أن السرعة القصوى والمحددة إلكترونياً تبلغ 250 كلم في الساعة. وعند الضغط على دواسة الوقود يستفيق مارد ضخم من نومه ويستفيق معه 406 أحصنة وبسهولة ومن دون أن أدري بلغت سرعة 220 كلم في الساعة لكن لا داعي للقلق، فالسيطرة على هذا المارد سهلة وممكنة من خلال جهاز كبح ذات فعالية عالية وعلى مختلف السرعات. من الأمور أيضاً التي تلفت النظر في "أس تايب أر" الهدوء الكامل داخل السيارة أثناء القيادة حتى على السرعات الكبيرة لدرجة أنك تشعر أن المحرك مطفأ وعليك تشغيله. وبفضل نظام التعليق المتطور، ظهرت "أس تايب أر" متماسكة وثابتة في المنعطفات التي كنت أجتازها بسرعة عالية من دون أي إحراج كذلك خلال عمليات التجاوز، لكنني كنت أحس ببعض الإرتجاجات الناجمة عن سوء تعبيد الطرقات لكن الأمر كان مقبولاً. في شكل عام الإنسجام كان تاماً بين كافة أجهزة السيارة، والدقة هي الصفة المناسبة التي يمكن إطلاقها على المناورات التي كنت أجريها يميناً وشمالاً، كذلك كان المقود سريع التجاوب ودقيقاً في نقل شعور الطريق. طراز "أس تايب" شكّل نقلة نوعية للشركة البريطانية التي من خلاله حققت أرقاماً لم تكن معتادة على تحقيقها الأمر الذي شجعها على رفع إنتاجها. ومع "أس تايب أر" دخلت جاغوار معترك منافسة ضارية مع طرازات معروفة لكن إرثها البريطاني العريق، قلبها النابض بالحيوية، تصميمها الرياضي الجريء وسعرها المنافس أمور ستمكنها من رفع مستوى التحدي والإستئثار بنسبة كبيرة من محبي وعشاق هذا النوع من السيارات. [email protected]