منذ سنتين، عندما تحولت ملكية شركة "ساب" السويدية إلى جنرال موتورز، بدأت الأسئلة تحوم حول مصيرها، وكيف سيكون مظهرها الجديد؟ وهل ستكون مثل بقية إنتاجات جنرال موتورز أم ستحافظ على هويتها مثلما فعلت فورد مع أستون مارتن ولاند روفر وجاغوار؟ والجواب كان أن سارت جنرال موتورز على خطى مواطنتها بأن استثمرت في بلد المنشأ، أي السويد، مبلغ 450 مليون دولار في مصنع "ترولهاتن"، كذلك حافظت على مهندسي "ساب" لكي تتمكن من نقل الشركة الى المرحلة التالية. تعد "ساب 9-3" التي شهدت تغييرات جذرية أول خطوة ضمن أضخم برنامج تطوير في تاريخ هذه الشركة السويدية التي أرست قواعد جديدة للمنافسة في قطاع سيارات السيدان، خصوصاً أنها تدرك جيداً أن منافساتها في هذا المجال لديها الخبرة الكبيرة، وأبرزها: لكزس أي أس 300، نيسان ايماج، هيونداي أكس جي 350، مرسيدس الفئة سي، بي أم دبليو الفئة الثالثة، أودي أي 4، أكورا 2،3 تي أل، وإنفينيتي جي 35. التصميم المتجدد عندما طُلب من اكهارد شفارتز رئيس مهندسي تصميم الهيكل أن يصمم "ساب" الجديدة، كان جوابه رسماً تخطيطياً لسائق مبتهج أثناء القيادة إلى اليمين. بُنيت "ساب 9-3" الجديدة وفق هندسة "أبسيلون" من جنرال موتورز، ويقوم هذا الطراز على قاعدة الجيل الجديد من أوبل فيكترا. ومقارنة بسابقتها، نجد أن "ساب 9-3" الجديدة أعرض بمقدار 55 ملم، وقاعدة العجلات أطول بنحو 71 ملم مع العلم أن طول السيارة بقي هو نفسه، أي 4630 ملم وارتفاعها 1466 ملم. كذلك طاول التغيير ملامح الشكل الخارجي فأصبحت بنية الهيكل أصلب وهو أفضل ما أنتجته "ساب" حتى الآن، وتم تطويره بالتنسيق مع قسم التصميم والسلامة التي يملك كل منها متطلباته الخاصة، وتتميز خطوطه بالديناميكية والسلاسة لإعطاء انطباع القوة والمتانة. كما يتمتع الهيكل بإنسيابية تبلغ 0,28 على مقياس سي أكس. كذلك يلفت تصميم المقدمة النظر بطابعه الهجومي مع الفتحات التي تضفي روعة على التصميم وتساهم في تهوية المحرك بطريقة أفضل، في حين تزيد المصابيح من فئة "بي كزينون" جمالية المقدمة التي تكتمل من خلال المؤخرة التي أعطاها فريق المهندسين عناية خاصة بما أن الهاتشباك أسطوري لدى "ساب" مثلما هي قصة الطيران. ونجح الفريق في مهمته، فطوَّر السيارة من طابع هاتشباك إلى طابع سيدان من دون أن تخسر من جاذبيتها وخطوطها المميزة. ويذكر أنه تم خفض خلوص السيارة نحو 10 ملم مقارنة بسابقتها، الأمر الذي عزز ثباتها. أما نظام التعليق فهو ماكفرسون مع ممتصات صدمات تعمل بضغط الغاز مع قضيب مانع للالتواء من الجهة الأمامية ومستقل مع 4 وصلات ونوابض حلزونية وممتصات صدمات تعمل بضغط الغاز أيضاً، إضافة إلى أذرع داخلية مصنوعة من مادة الألومنيوم ذات وزن أخف من الجهة الخلفية. ومن ناحية التصميم الداخلي، فإن قاعدة العجلات باتت أطول من الطراز السابق، أي 2675 ملم، الأمر الذي سمح بمساحة أكبر للمقصورة الداخلية، وتُرجم هذا الأمر على مستوى غرفة الأكتاف التي أصبحت أطول نحو 81 ملم من الجهة الأمامية و66 ملم من الجهة الخلفية حيث زادت مساحة غرفة الأقدام 38 ملم. تصميم "التابلوه" جاء مكملاً لطابع السيارة السيدان الرياضية حيث العدادات المميزة والسهلة القراءة، والمقود الذي يحتوي على الأنظمة التي يحتاج اليها السائق خلال القيادة ومستقبلاً أزرار تحكم بعلبة التروس مثل سيارات الفورمولا واحد. كذلك جُهزت "ساب" الجديدة بنظام الملاحة وبمكيف هواء يمكن فصل عمله بين جهة السائق والراكب الأمامي إضافة الى راديو كاسيت مع سي دي. كما يمكن التحكم بالمقاعد التي تؤمن راحة الجلوس وثبات الأجسام، والنوافذ كهربائياً ومثلها المرايا الجانبية التي تعود بعد طيها الى وضعيتها السابقة أوتوماتيكياً. كذلك جهزت"9-3" الجديدة بنظام تنبيه سمعي يقوم برصد العوائق غير المرئية وينبه السائق الى وجودها. أما أبرز ما يمكن ملاحظته من الداخل والذي تنفرد به "ساب" بسياراتها فهو عملية تشغيل المحرك التي تتم بطريقة "ساب" المعروفة في الكونسول الوسطي والذي يشكل المكبح اليدوي جزءاً منه، إضافة الى نظام التسلية والمعلومات "إنفوتاينمت" الذي يتيح للسائق إجراء مكالماته من السيارة او حتى من خارجها بواسطة نظام "البلوتوث"، إضافة الى تسلم بريده الالكتروني وإرساله وكأنه في مكتبه. محرك جديد ونشيط تم اعتماد الألومنيوم في صناعة محرك "ساب 9-3" الجديدة للحصول على الطاقة المطلوبة وعلى وزن أخف بنحو 15 كلغ، وهو يتكون من 4 إسطوانات سعة 2 ليتر ومتوافر بثلاثة طرازات: - الأول يولد قوة 150 حصاناً عند سرعة دوران 5500 دورة في الدقيقة ويبلغ الحد الأقصى لعزم دورانه 24.4 كلغ.م عند سرعة 2000 دورة في الدقيقة. - الثاني يولد قوة 175حصاناً عند سرعة دوران 5500 دورة في الدقيقة ويبلغ الحد الأقصى لعزم دورانه 27 كلغ.م عند سرعة 2500 دورة في الدقيقة. - الثالث يولد قوة 210 أحصنة عند سرعة دوران 5500 دورة في الدقيقة ويبلغ الحد الأقصى لعزم دورانه 30.6 كلغ.م عند سرعة 2500 دورة في الدقيقة. وتتميز هذه المحركات بهدوئها وبسلاستها وهي مزودة بشواحن هواء "توربو" بقوة 0.5 و0.7 و0.85 بار على التوالي، وتعتمد نظام إدارة إلكترونياً بإسم تريونيك 8 وهو من إنتاجها. محرك "ساب 9-3" موصول بعلبة تروس أوتوماتيكية جديدة من خمس سرعات تتأقلم في شكل سريع مع ظروف القيادة وطريقتها في حين يتيح نظام "سانسوترونيك" للسائق إمكان تعشيق السرعات يدوياً وفي شكل متتال. كذلك تتوافر "9-3" الجديدة بعلبة تروس يدوية من 6 سرعات. اسطورة الأمان والسلامة من المنتظر أن تكون "ساب 9-3" الجديدة إحدى أفضل السيارات على صعيد السلامة في العالم وهي تشمل نطاقين : - الأول، سلامة الاصطدامات أو السلامة الراكدة باسيف: تتميز "9-3" بصلابة هيكلها من خلال قضبان فولاذية تحيط بالمقصورة إضافة إلى ألواح قابلة للالتواء بهدف امتصاص قوة الاصطدام وتخفيف وطأته عن الركاب والمشاة، كما زودت المقصورة بأكياس هواء أمامية وجانبية علوية ومساند رأس ذكية ونشطة SAHR تتفاعل مع حركة العنق، وبأحزمة أمان ثلاثية التثبيت تشد وترتخي تدريجياً. - الثاني، سلامة القيادة أو السلامة الكامنة أكتيف: "ساب" مزودة بأحدث الأنظمة التي تلعب دوراً فاعلاً في تأمين قيادة آمنة أبرزها نظام منع انغلاق المكابح ABS، نظام التحكم بالجر TCS، نظام توزيع قوة الكبح إلكترونياً على العجلات EBD، نظام التحكم بالكبح على المنعطفات CBC، نظام الثبات الإلكتروني ESP ونظام التحكم الالكتروني بالتماسك. باختصار تلخص قيادة "ساب 9-3" الجديدة جملة من المميزات. فعلى صعيد التصميم الخارجي نجحت "ساب" بالانتقال من طابع الهاتشباك إلى السيدان بنجاح وبتصميم لافت، كذلك على صعيد المقصورة الداخلية التي ما إن تدخلها حتى تشعر سريعاً بالطابع الرياضي الأنيق والفخم لهذه السيارة. أما من جهة المحرك المزود جهاز التوربو، فإنه يزيد من متعة القيادة، كذلك الاحساس بالأمان والسلامة اللذين يحتلان أهمية بالغة عند "ساب". وتتميز هذه السيارة بأدائها الرياضي وتماسكها الرائع على المنعطفات الذي سيسحر بالتأكيد عشاق هذه الفئة من السيارات.