} مع اس تايب الجديدة، سجلت جاكوار البريطانية عودة مجلية إلى ساحة سيارات السيدان العائلية المتوسطة والمترفة. وهذه الخطوة التي بدأت ثمارها الإيجابية تظهر ارتفاعاً ملحوظاً في المبيعات في مختلف الأسواق، أدت ب "الحياة" إلى تجربة هذه السيارة التي يبدو أنها ستكون بمثابة عمود أساس ستستند إليه جاكوار في مسيرتها الهادفة إلى استعادة أمجادها. تعتبر سيارات جاكوار من أعرق السيارات في العالم، إلا أن مشكلتها تمثلت خلال العقدين الماضيين في أنها تحمل طابعاً بريطانياً بحتاً حصر مبيعاتها في شكل رئيسي في بلادها. ومع مرور الأيام، دخلت جاكوار في مسيرة المتاعب المادية التي طاولت عدداً كبيراً من شركات صناعة السيارات، ليبدأ إنتاجها بالتناقص إلى درجة انحصر معها في القارة الأوروبية دون غيرها، إلى أن أصابت "حمى الإندماجات" عالم السيارات، فاشترت فورد الأميركية على الأثر جاكوار. وبعد انتقال ملكية جاكوار إلى العملاق الأميركي، توافرت الموازنات الكافية التي بدأت ثمارها بالظهور مع تجديد شبه متكامل لمجموعة طرازات اكس جاي، وتلاها مشروع بدأ قبل نحو ست سنوات كانت نتيجته إعادة إحياء طراز اس المعروف باسم اس تايب، وقد ارتفع معه عدد طرازات جاكوار المنتجة بكميات تجارية إلى ثلاثة، الأمر الذي انعكس إيجاباً على جاكوار وفتح لها الباب على مصراعيه لاستقطاب شرائح جديدة من المستهلكين، ضمت الجنس اللطيف وصغار السن والعائلات الصغيرة والأشخاص الذين يعتمدون نمط الحياة المتجدد، خصوصاً أن زبائن جاكوار كانوا محصورين بالطبقة الأرستقراطية الغنية. ومع البدء بإنتاج اس تايب الجديدة، ارتفعت مبيعات جاكوار إلى نحو 50 ألف سيارة خلال عام 1999 ويتوقع المسؤولون في الشركة البريطانية أن تصل إلى نحو 200 ألف مع حلول العام 2002 كلاسيكية بقالب عصري قبل إخضاع اس تايب للتجارب الفعلية، بدأ مهندسو جاكوار بحملة تجارب عبر أحدث برامج الكومبيوتر شملت كل ما يتعلق بالسيارة الجديدة. وانتهت إلى قرارات عدة، منها اعتماد الفولاذ المقوى في المناطق الحساسة من الهيكل والبنية التحتية وخفض عدد قطع المعدن الملحمة واستبدال لوائح معدن أحادية كبيرة الحجم بها، أسهمت في رفع مرونة الهيكل من دون التضحية بصلابته لضمان أفضل ديناميكية ممكنة لسيارة سيدان عائلية متوسطة تتمتع بعزل فاعل لارتجاجات الطريق. وانعكست هذه القرارات إيجابياً على مقومات السلامة في السيارة التي تحسنت قدراتها على امتصاص الصدمات الأمامية والخلفية والجانبية. وبالعودة إلى التصميم الخارجي للسيارة، يلاحظ تحليه بكلاسيكية عصرية. فتصميم الهيكل حافظ على العناصر التي تؤكد هوية السيارة، ولكن بعد وضعها في قالب متطور مرده إلى توجه شركات صناعة السيارات إلى إنتاج طرازات تتمتع بانسيابية مرتفعة من دون الابتعاد عن الكلاسيكية التي طالما ميزت سيارات جاكوار. فالخطوط الجانبية لأس تايب مثلاً، تذكر بخطوط الجيل الأسبق منها، كما في تصميم المصابيح الأمامية وفتحة التهوئة الأمامية الوسطى، وتصميم نافذتي البابين الخلفيين، وقد حافظت من خلالها جاكوار على العناصر التصميمية التي ميزت سياراتها بعد رسمها بطريقة دائرية ابتعد معها التصميم العام عن الخطوط الحادة والزوايا القاسية، واعتمد خطوطاً منسابةً تتخللها زوايا مستديرة طاولت كل أجزاء الشكل، باستثناء المؤخر الذي زود عاكس هواء مدمجاً بغطاء صندوق الأمتعة، وقد عملت جاكوار من خلاله على تأكيد الطابع الرياضي لسيارتها هذه ودعمته بعجلات معدن رياضية خفيفة الوزن مع إطارات عريضة بجوانب مخفوضة. شخصية مستقلة في إطار عمليات خفض التكاليف، وبالتالي توفير سيارات بأسعار مقبولة، قررت جاكوار ألا تدخل في متاهات تصميم قاعدة عجلات جديدة لأس تايب وتامين الموازنة اللازمة لها، مفضلة استعارة قاعدة العجلات التي تعتمدها فورد الأميركية لسيارتها لينكولن ال اس والتي أثبتت جدارتها في كل الأسواق إلى حيث تصدر. وعلى رغم ذلك، تمكن قسم التصميم من الإبتعاد عن التشابه في الشكل الخارجي والداخلي، وهو يبدو عادة جلياً في السيارات التي تتشارك في قواعد العجلات. ويعود الفضل في ذلك إلى عاملين رئيسيين: أولهما جهد أقسام التصميم التابعة لجاكوار الهادف إلى بلوغ تصميم فريد وشخصية مستقلة. وثانيهما مرده إلى أن مشروع اس تايب الجديدة كان بدأ أصلاً قبل أن تضم فورد جاكوار إلى مجموعة الشركات التي تملكها. مترفة وآمنة أيضاً في خضم التطور التكنولوجي الذي يطاول صناعة السيارات، كان لا بد لجاكوار من أن تشحن سيارتها هذه بجديدها على هذا الصعيد. فوفرت أجهزة استماع موسيقي مع قارئ كاسيت واسطوانات مدمجة، وهاتفاً ومكيفاً إلكترونياً للهواء، تعمل بعد تلقي أوامر السائق شفهياً، وهي موصولة إلى كومبيوتر يمكنه التعرف إلى صوت السائق والتأقلم مع عدد من اللهجات البريطانية والأميركية، ويمكن تعديله للتأقلم مع لكنة السائق الخاصة. ومن ناحية أخرى، يمكن الحصول على اس تايب مع جهاز ملاحة متصل بالأقمار الاصطناعية مربوط إلى شاشة تعمل بالكريستال السائل توفر المعلومات بلغات عدة، إلا أن هذا النوع من الأجهزة لا يزال غير متوافر في أسواق الشرق الأوسط. أما جهاز الاستماع الموسيقي المرتبط بمحلل صوتي رقمي يعمل تلقائياً على توزيع الصوت تبعاً لعدد الركاب، فيتميز بقدرته البالغة 175 وات وباحتوائه قارئاً للأسطوانات المدمجة يمكنه استيعاب ست اسطوانات. وفي مقابل تجهيزات الرفاهية، لم تنس جاكوار عوامل السلامة. فزودت سيارتها هذه خمسة أحزمة أمان ذات ثلاث نقاط تثبيت لكل منها، مع قدرة شد تدريجي للجسم تبعاً لقوة الاصطدام، إضافةً إلى أربعة أكياس هواء أمامية وجانبية تعمل عبر مستشعرات تقيس قوة الاصطدام وتحدد هل تتطلب قوة الصدمة تشغيل أكياس الهواء أم لا. ويستخدم كيس الهواء الأمامي الخاص بالسائق مزيجاً يمكن إعادة تصنيعه من الهواء والهيدروجين. وفي هذا السياق نشير إلى أن نحو 80 في المئة من وزن اس تايب الإجمالي يرتكز على مواد قابلة لإعادة التصنيع. مقصورة مميزة وكما في التصميم الخارجي، تتحلى مقصورة الركاب ولوحة القيادة بشخصية مستقلة يغلب عليها طابع الترف الذي يبدو جلياً من خلال الجلد الفاخر والخشب المصقول اللذين يبطنان المقصورة. وتقوم لوحة القيادة على تجويف كبير يمتد حتى الكونسول الأوسط ويحتوي تجويفاً لعدادات السرعة ودوران المحرك ومستوى الوقود ودرجة حرارة المحرك، مع مؤشرات ضوئية توفر كل المعلومات التي يحتاج إليها السائق. أما الكونسول الأوسط، فاتخذ لنفسه شكل نصف دائرة ضمت جهازي الاستماع الموسيقي والتكييف الإلكتروني اللذين يمكن الوصول إلى مفاتيح تشغيلهما من دون الحاجة إلى رفع النظر عن الطريق، مثلما هي حال باقي المفاتيح التي نشرت حول تجويف العدادات ومقبض علبة التروس. ومن ناحية أخرى، لا يمكن إغفال وضعية القيادة التي يمكن وصفها بالمثالية في ظل إمكان تعديل وضعية المقعدين الأماميين كهربائياً في ثمانية اتجاهات، فضلاً عن أن جهاز المقود الذي زود مساعداً متغير القوة تبعاً لسرعة السيارة، يتحلى بقدرة تحرك كهربائية أفقية وعمودية. ثم أن المساحات المخصصة لركاب المقدم رحبة رحابة تلك المخصصة للقسم الخلفي من المقصورة، والذي يمكنه استيعاب ثلاثة ركاب من أصحاب القامات الطويلة. وسيتمكن هؤلاء من الشعور بالراحة بسبب المساحات الكبيرة المخصصة لأقدامهم وأكتافهم ورؤوسهم، إضافة إلى أن مقعدهم يتميز، كما المقاعد الأمامية، براحة جلوس متقدمة تنسي الركاب عناء الرحلات الطويلة. ويضم طراز القمة من هذه السيارة لائحة كبيرة من التجهيزات القياسية، من مثل أجهزة التحكم بالتماسك ومنع غلق المكابح والملاحة والهاتف، إضافةً إلى عجلات معدن رياضية وجهاز إنذار ضد السرقة وماسحات زجاج تعمل تلقائياً بمجرد هطل المطر ومساعد لركن السيارة مع فتحة سقف كهربائية وزجاج ومرايا كهربائية وغيرها. محركان في تصرفها ما أن بدأ مهندسو جاكوار العمل على اس تايب الجديدة، حتى وضعوا أمامهم هدفاً يتمثل بالتغلب على بي ام دبليو فئة 5. وهو لم يكن ليتحقق لولا اعتماد محرك الأسطوانات الثمانية على شكل 7 الذي تبلغ سعته 4 ليترات. فهذا المحرك الذي زود أربعة صمامات لكل أسطوانة تعمل عبر أربع أعمدة كامة يتم التحكم بتوقيت عملها إلكترونياً مع جهاز بخاخ إلكتروني، يوفر قوة 281 حصاناً عند 6100 دورة في الدقيقة، مع عزم دوران يصل حده الأقصى إلى 8،39 م كلغ عند مستوى 4300 دورة في الدقيقة يمكن معها لأس تايب أن تنطلق من الصفر إلى سرعة 100 كلم/س في 1،7 ثانية مع علبة التروس الأوتوماتيكية التي تقوم على خمس نسب أمامية متزامنة لا يتوافر طراز القمة بعلبة تروس يدوية، ويمكنها بلوغ سرعة قصوى 240 كلم/س. أما المحرك الثاني المتوافر لأس تايب، فجديد كلياً ويقوم على مبدأ الأسطوانات الست على شكل 7، سعة 3 ليترات، وقد دعمت بتقنية الصمامات المتعددة وأعمدة الكامة المصنوعة من الألومنيوم والتي رفعت قوة المحرك إلى 240 حصاناً يستخرج حدها الأقصى عند 6800 دورة في الدقيقة، تتناقص إلى 4500 عندما يتعلق الأمر بعزم دورانه البالغ 6،30 م كلغ والذي يستخرج نحو 90 في المائة منه عند دوران متدن يبلغ 2500 دورة في الدقيقة. ومع هذا المحرك، يمكن اس تايب أن تنطلق إلى سرعة 100 كلم/س في 6،7 ثانية وأن تصل إلى سرعة قصوى تبلغ 234 كلم/س مع علبة التروس اليدوية ذات النسب الخمس الأمامية. ومع علبة التروس الأوتوماتيكية، يرتفع الوقت الذي تتطلبه اس تايب للوصول إلى سرعة 100 كلم/س بمعدل 4،1 ثانية ليبلغ 5،8 ثانية. وقد جهزت جاكوار علبة التروس الأوتوماتيكية بنظام إلكتروني يعمل على دراسة أسلوب قيادة كل سائق ويبرمج عملية نقل النسب على هذا الأساس. تعليقة إلكترونية مع انتقال قوة المحركين إلى العجلات الخلفية وارتكاز معظم الوزن على المقدم، كان لا بد لجاكوار من أن تولي التماسك عناية فائقة. فإلى أجهزة التحكم بالتماسك ومنع غلق المكابح، زودت السيارة تعليقاً مستقلاً قوامه الشعب المزدوجة في المقدم والمؤخر مع استعمال مكثف للألومنيوم. أما السبب في اعتماد هذا النظام دون غيره من أنظمة التعليق، فيعود إلى أن هذا النوع من أجهزة التعليق أثبت جدارته مع طرازات اكس جاي، إضافةً إلى كونه يجمع مقومات الراحة وميزات التماسك في تعليق واحد لا يوفر أولوية للراحة على حساب التماسك أو العكس، خصوصاً في ظل توافر نظام التعليق النشط إضافياً الذي يوفر نوعيتي نبض تعليق لمصاصات الصدمات، تبعاً لأسلوب القيادة ونوع الطريق الذي تسلكه السيارة. وعلى لائحة التجهيزات الإضافية، وضعت جاكوار أنظمة مساعدة للسائق، مثل جهاز التحكم بتوازن مؤخر السيارة، وهو يعمل بالتناغم مع جهازي التحكم بالتماسك ومنع غلق المكابح التي تعتمد مبدأ الأسطوانات القرصية المهواة في الأمام والخلف والتي تختفي خلف عجلات معدن بقياس 16 إنشاً.