اتسعت دائرة الاعتقالات في صربيا وشملت كبار موظفي الدولة والقضاء، فيما تصاعدت المشاحنات وتبادل الاتهامات بين مسؤولين حكوميين وقادة الأحزاب القومية من خلال المؤتمرات الصحافية ووسائل الإعلام. وأعلنت اجهزة الأمن امس، اعتقال نائب المدعي العام الصربي ميلان سارايليتش، إثر توافر معلومات عن علاقته بعصابة "زيمونسكي كلان" المتهمة باغتيال رئيس الحكومة زوران جينجيتش. وأضافت انه تم تفتيش مكتب سارايليتش ومنزله، ومصادرة مجموعة من الوثائق التي يجري التدقيق فيها. وتزامن ذلك مع بيان لوزارة العدل الصربية عن إحالة 35 حاكماً لمقاطعات محلية على التقاعد "من اجل تنظيف جهاز القضاء وجعله اميناً لمسؤولياته". وأشار البيان الى وجود لوائح إحالة على التقاعد اخرى "لتنقية جهاز العدل" تشمل المستويات القضائية المختلفة، من المحاكم الاعتيادية الى المحكمة العليا للدولة. ومن جهة اخرى، نفى بوريساف بيليفيتش رئيس "حزب الوحدة الصربية" ما روجه وزيرا الداخلية دوشان ميخايلوفيتش والإعلام سلوبودان اورليتش، عن وجود علاقة للحزب باغتيال جينجيتش. وطلب بيليفيتش من وزير الإعلام الاعتذار العلني لما بدر منه عبر وسائل الإعلام من تجن على "حزب الوحدة الصربية" الذي "تنطلق معارضته للحكومة من موقفه السياسي القومي الملتزم به". ويذكر ان زعيم ميليشيا "النمور الصربية" جيلكو راجناتوفيتش اركان الذي اغتيل قبل ثلاث سنوات، واعتقلت ارملته المغنية سفيتلانا تسيتسا لعلاقتها بعصابة "زيمونسكي كلان"، كان اسس "حزب الوحدة الصربية" عام 1993 كجناح سياسي للميليشيا التابعة له. وفي الوقت نفسه، اصدر "الحزب الراديكالي الصربي" بياناً، وصف الاتهامات الحكومية بعلاقته مع زعماء "زيمونسكي كلان" بأنها "لا تستطيع النيل من قوة الحزب ومكانته الجماهيرية، لأن هذه الاتهامات بعيدة بصورة قاطعة عن الواقع". واعترف وزير الداخلية ميخايلوفيتش ان الاعتقالات اخفقت حتى الآن في القبض على افراد "زيمونسكي كلان"، ذلك ان عدد المعتقلين المحسوبين على العصابة مباشرة، لا يتجاوز ال12 شخصاً، غالبيتهم من مهربي المخدرات. ويتردد في بلغراد ان مجموع عدد المعتقلين منذ اغتيال جينجيتش اصبح حوالى ألف شخص. وأصبحت كل تنقلات الوزراء وكبار مسؤولي الحكومة تتم بسيارات خاصة للشرطة، وذلك بعد انتشار معلومات بأن عصابة "زيمونسكي كلان" عازمة على اغتيالات جديدة. سخرية واعتادت الصحف الصربية نشر حكايات وحوادث تشير الى امور كثيرة يقوم بها اشخاص لخداع الشرطة والسخرية منهم ومن "أساليبهم القمعية ووسائلهم غير المجدية في ملاحقة عصابة زيمونسكي كلان". ومن هذه الحكايات، ان شخصاً يدعى ديمتري ايمونوفيتش 37 سنة من بلدة "غورنيي ميلانوفاتس" ابلغ الشرطة انه ميلوراد لوكوفيتش ليغيا زعيم "زيمونسكي كلان" فهرعت العشرات من سيارات الشرطة الى المنزل الذي اعطى عنوانه، فخرج إليهم مازحاً: "لقد ضحكت عليكم".