تصاعدت حملة الاعتقالات ودهم المنازل في صربيا، فيما أفاد "الحزب الديموقراطي الصربي" بزعامة فويسلاف كوشتونيتسا انه يعارض تولي زوران جيفكوفيتش رئاسة الحكومة الصربية. وأعلنت أجهزة الأمن الصربية أمس، ان عدد الذين اعتقلتهم أصبح 318 شخصاً، بينهم 190 من بلغراد والبقية من أنحاء صربيا. وذكر وزير العدل الصربي فلادان باتيتش ان المعتقلين وضعوا في زنزانات إفرادية في سجون بلغراد والمدن القريبة منها، لمنعهم من الاتصال ببعضهم ومع الآخرين أو استلام أي مواد، كما لا يسمح لأحد بزيارتهم بما في ذلك اقرباؤهم والمحامون. وأوضح ان عصابة "زيمونسكي كلان" التي ينتمي اليها المعتقلون، قتلت أكثر من خمسين شخصاً، وتملك مراكز في الجبل الأسود وكوسوفو والبوسنة ومقدونيا وبلغاريا ورومانيا، اضافة الى علاقات تعاون مع أقوى تشكيلات المافيا في منطقة البلقان وأوروبا. وأشار تلفزيون بلغراد الى ان قوات كبيرة من الشرطة أحاطت صباح أمس، بمنزل المطربة الاباحية سفيتلانا تسيتسا أرملة زعيم الميليشيات الصربية جيلكو راجناتوفيتش اركان الذي اغتيل قبل ثلاث سنوات. وأضاف ان الشرطة اعتقلت حرس المنزل ومنعت الدخول اليه أو الخروج منه وبدأت بتفتيشه. وكانت الشرطة اعتقلت تسيتسا ساعات عدة أول من أمس، ثم أعادتها الى منزلها. وأبلغت مصادر معارضة "الحياة" في مكالمة هاتفية من بلغراد، ان العدد الحقيقي للمعتقلين يزيد حالياً على 500 شخص، لا يوجد بينهم سوى أقل من 20 من المحسوبين على عصابة "زيمونسكي كلان" في حين ان الآخرين هم من القوميين واليساريين المعارضين الذين دهمت بيوتهم ولا يزال الكثير منها محاصراً بالشرطة، في محاولة "لبث الذعر والقضاء على المعارضة". وأكدت المصادر نفسها ان زوران جيفكوفيتش، خليفة جينجيتش في زعامة "الحزب الديموقراطي" والمرشح لرئاسة الحكومة، يشرف شخصياً على الاعتقالات باعتباره "بدأ حياته العملية في أجهزة الأمن الشيوعية، كما لا تستبعد المعارضة مشاركة خبراء أميركيين في هذه الحملة العنيفة". ويتوقع ان يجتمع البرلمان الصربي اليوم لمناقشة تولي جيفكوفيتش رئاسة الحكومة وتعيين تشيدومير يوفانوفيتش نائباً له"، استناداً الى ترشيحهما من قبل مؤتمر "الحزب الديموقراطي" أول من أمس. وأعلن جيفكوفيتش ان حال الطوارئ ستستمر حتى نهاية نيسان أبريل المقبل على الأقل. الى ذلك، أكد دراغان مارشيتشانين نائب رئيس "الحزب الديموقراطي الصربي" الذي يتزعمه كوشتونيتسا، ان نواب الحزب سيقترعون ضد حكومة جيفكوفيتش، بناء على قرار اتخذه الحزب بمعارضة هذه الحكومة. وأشار الى ان الحزب سيواصل موقفه في الدعوة الى انتخابات رئاسية، اضافة الى انتخابات برلمانية مبكرة.