تفجّر خلاف جديد بين شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي و"مجمع البحوث الإسلامية" من جهة وبين "جبهة علماء الأزهر" التي تضم علماء معارضين لطنطاوي بسبب تراجع الفريق الأول عن وصف الحرب الأميركية ضد العراق بأنها "غزوة صليبية". وأصدرت الجبهة بياناً أمس أكدت فيه تأييدها بياناً كان المجمع أصدره الأسبوع الماضي دعا فيه المسلمين إلى الجهاد للدفاع عن العراق، واصفاً الحرب بأنها "غزوة صليبية". ورفض البيان ما جاء في حديث أدلى به طنطاوي إلى "الحياة" الاثنين الماضي وبياناً آخر أصدره المجمع أول من أمس تضمن تراجعاً عن وصف الحرب ب"أنها غزوة صليبية" بعدما أشاد بمواقف "دول مسيحية" بينها فرنسا وروسيا وألمانيا من قضيتي العراق وفلسطين. وقال الأمين العام للجبهة الدكتور العجمي الدمنهوري ل"الحياة" إنه يتشاور مع أعضاء الجبهة لإصدار بيان شامل عن الأحداث الحالية "التي تمثل عدواناً على الدين والأرض والعرض وانتهاكاً لكل الأعراف والمواثيق الدولية وخروجاً على ما تأمر به الأديان السماوية". وأضاف: "إن بريطانيا وقيادات الدول المحاربة خصوصاً بوش أعلن أن حربه ضد العالم الإسلامي هي حرب صليبية، وهذا ما يعبر عن مكنون نفسه حتى لو أعلن تراجعه بعد ذلك خداعاً للمسلمين". وأشار الدمنهوري إلى أن "الدول المعتدية تحركها مصالحها الاقتصادية وتحاول تلبية دعوات التيارات الدينية اليمينية المتطرفة في بلادها وهذا لا يعني أن الإسلام يحارب المسيحية أو أتباعها وإنما يرفض الحرب باسم الدين". ومعروف أن خلافات عنيفة تفجرت منذ سنوات بين "جبهة علماء الأزهر" وطنطاوي بسبب مواقف الأخير من بعض القضايا الفقهية والسياسية مثل فوائد المصارف والتعامل مع رجال الدين اليهود وتنظيم الأسرة. ووصل الخلاف إلى القضاء حيث لجأ كلا الطرفين إلى ساحات المحاكم التي قضت واحدة منها العام الماضي بالسجن لمدة سنة في حق الدكتور يحيى اسماعيل الأمين العام السابق للجبهة بدعوى أنه ارتكب جريمة القدح والذم في حق طنطاوي الذي كان فصله من العمل في جامعة الأزهر.