لا يرى شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي في الحرب الاميركية المحتملة ضد العراق "حملة صليبية جديدة ضد المسلمين"، ساعياً إلى تجاوز أزمة بسبب عبارة وردت في بيان اصدره الاسبوع الماضي "مجمع البحوث الإسلامية" دعا المسلمين للجهاد للدفاع عن العراق، ووصف الحرب الاميركية المحتملة بأنها "غزوة صليبية جديدة". ونأى شيخ الازهر بنفسه من العبارة التي وردت في البيان نافياً في مقابلة مع "الحياة" أمس أن تكون العبارة وضعت في البيان عن عمد للاشارة الى حرب دينية مسيحية تستهدف الاسلام. ونوه بمواقف البابا يوحنا بولس الثاني والبابا شنوده الثالث من قضيتي فلسطينوالعراق، كما أشاد بجهود "دول مسيحية" مثل فرنسا والمانيا وروسيا "في العمل على منع وقوع الحرب ضد الشعب العراقي". وجاء الموقف الجديد لطنطاوي بعد قيام سفراء دول غربية بالاستفسار من الازهر عن دوافع الاشارة في بيان المجمع الى "الحروب الصليبية". كما التقى طنطاوي اول من امس وفداً مسيحياً ضم رئيس المجمع الأعلى للكنائس الانجيلية في اسكتلندا القس ماكدونالد ومسؤول العلاقات الخارجية في الشرق الاوسط للكنائس الانجيلية القس ريان الكسندر في رفقة رئيس الطائفة الانجيلية في مصر القس صفوت البياض وأبدى هؤلاء مخاوف من "الآثار السلبية لوصف الحرب الاميركية المحتملة ضد العراق بأنها غزوة صليبية"، واعتبروا أن ذلك التوصيف "يبث روح الكراهية بين المسلمين والمسيحيين على رغم رفض ابناء الديانتين لتلك الحرب". وأكد طنطاوي ل "الحياة" أن العبارة "لا تعني سوى أن الإسلام يرفض الحروب والعدوان باسم الأديان التي تدعو في حقيقتها الى التعاون على البر والتقوى والتنمية وفي كل ما ينفع البشر". وقال إن "اشعال الفتن والحروب باسم الدين أمر مرفوض الآن كما كان مرفوضاً في الماضي". وطالب طنطاوي النظام العراقي ب"تنفيذ قرارات مجلس الامن حتى لا يعطي الاميركيين مبرراً لشن الحرب"، وأكد ان الجهاد "سيكون فرض عين على المسلمين للدفاع على العراق"، لكنه شدد على التفرقة بين الجهاد والارهاب، وقال "الجهاد شرعه الله من أجل الدفاع عن الحقوق والنفس والمال والارض والعرض أما الارهاب فهو العدوان على الآمنين"، وتمنى على النظام العراقي "تفويت الفرصة على دعاة الحرب باستجابة قرارات الاممالمتحدة"، لافتاً الى أن مؤتمري القمة العربية في شرم الشيخ والاسلامية في الدوحة "افرزا قرارات ايجابية تتوافق مع رأي الازهر بإعلان رفض الحرب ضد العراق والسعي لدى القيادة العراقية كي تتعاون مع المفتشين وتبطل حجج الاميركيين لشن الحرب". وتابع: "مستحيل أن تكون عبارة الحروب الصليية حرباً من المسيحيين ضد الاسلام، نحن نبذل جهوداً لمنع شن الحرب على العراق ومعنا في الموقف نفسه دول مسيحية مثل فرنسا والمانيا، الكلمة وردت لمجرد تسجيل ما جرى في التاريخ عن الحروب الصليبية، والآن هناك دول مسيحية عدة تقف الى جانب قضايانا العربية والاسلامية ونحن معهم نقول للمسؤولين في العراق عليكم أن تتجاوبوا وتنفذوا قرارات الاممالمتحدة حتى نستطيع ان نمنع الحرب. وقرارات المسؤولين سواء في القمة العربية او الاسلامية تتضمن السعي لمنع شن الحرب على الشعب العراقي الذي تمزق جراء الحروب والحصار، والمسؤولون والحكام وغيرهم يطالبون النظام الحاكم في العراق بأن يتجاوب مع القرارات التي اصدرها مجلس الامن ويتعاون مع المفتشين الدوليين".