اتهمت السلطات الصربية اطرافاً قومية متشددة بالعلاقة مع العصابة المسؤولة عن اغتيال رئىس الحكومة المغدور زوران جينجيتش، فيما ازداد عدد المعتقلين الذين غالبيتهم من السياسيين وتصاعد استياء المواطنين من اجراءات حال الطوارئ وعم خوفهم مما يخفيه المستقبل لبلغراد. واعتبر وزير الداخلية الصربي دوشان ميخايلوفيتش ان زعيم "الحزب الراديكالي الصربي" فويسلاف شيشيلي الذي سلم نفسه الى محكمة لاهاي الشهر الماضي "كان على علاقة سواء مباشرة او غير مباشرة مع عصابة زيمونسكي كلان". وأضاف في مؤتمر صحافي في بلغراد، أن شيشيلي صرح قبل مغادرته الى لاهاي ان صربيا ستشهد سفك دماء في الربيع "وهذا احد الادلة على توافر معلومات لديه عن خطط هذه العصابة وقربه منها". أرملة "أركان" وفي شأن المغنية سفيتلانا تسيتسا ارملة جيلكو راجناتوفيتش اركان، ذكر ميخايلوفيتش "انها اعتقلت بسبب صداقتها مع زعماء "زيمونسكي كلان"، اذ تملك الاجهزة الامنية صوراً تجمعها معهم في مطاعم، وبعد اكمال التحقيقات معها ستحال قضيتها الى المحكمة". وأشار الى ان المعلومات تؤكد ان عصابة "زيمونسكي كلان" متورطة في اكثر من 50 جريمة قتل، "ولم يكن في الامكان مواجهة العصابة بعد اطاحة الرئىس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش، بسبب تعاون الاجهزة الامنية معها". واعترف ميخايلوفيتش بأن الشرطة المكلفة بتوفير الحماية لجينجيتش "لم تقم بواجبها كما ينبغي"، مبدياً استعداده لمناقشة مسؤوليته الشخصية في ذلك ومسألة استقالته مستقبلاً، "لأن الاولوية حالياً يجب ان تكون لاعتقال الجناة وصيانة سلامة البلاد". وأكد ان القضاء على تشكيلات المافيا ليس سهلاً ذلك "ان المعلومات تشير الى وجود 36 تنظيماً للجريمة المنظمة في صربيا، بينها 13 في بلغراد وحدها". ووصف قيادي في الحزب الراديكالي الصربي اتهامات ميخايلوفيتش لشيشيلي بأنها "هذيان ناتج عن المأزق الصعب والمزايدات داخل الحكومة والاتهامات المتبادلة بين اعضائها". وأضاف في اتصال هاتفي مع "الحياة" من بلغراد "ان ميخايلوفيتش غير قادر في ادعائه على اخفاء الحقائق المعروفة لدى المواطنين عن علاقة زيمونسكي كلان وعصابات اجرامية اخرى، مع اشخاص في قمة السلطة الحالية، وان شيشيلي كان كشف هذا في تصريحاته المستندة الى معلومات وأدلة مؤكدة لديه". وأعرب القيادي الراديكالي عن استغرابه لأن الحكومة "لم تتجرأ على مواجهة شيشيلي بأي رد حين كان في بلغراد، لادراكها انه سيفضح بالأسماء والأفعال انها سلطات مافيا". تململ في بلغراد ويخيم على بلغراد وضع غير طبيعي، بسبب استمرار الانتشار المكثف للشرطة في انحاء المدينة وممارساتها التي لم يتعود عليها السكان، وخصوصاً ان بين هؤلاء الشرطة الكثير من مرتدي الاقنعة الذين يثيرون الرعب لدى المواطنين. وخفضت حركة السيارات الخاصة في الشوارع خلال النهار، بينما اصبحت معدومة تقريباً في الليل بسبب الحواجز الامنية وطلب الاوراق الثبوتية والهويات الشخصية. وإزاء تواصل عمليات الدهم التي ذكر رئىس الحكومة الجديد زوران جيفكوفيتش انها اسفرت عن اعتقال اكثر من 750 شخصاً، وما اسفر عنها من مواجهات واطلاق نار، اصبح المواطنون الذين لا اشغال ضرورية لهم يلازمون منازلهم بانتظار ما يخفيه المستقبل من مفاجآت خطيرة. واستناداً الى اجراءات حال الطوارئ، اغلقت السلطات الكثير من وسائل الاعلام المعارضة، بينها صحيفة "ناسيونال" ومجلة "ايدينتيت" الصادرتان في بلغراد، وتلفزيون "مارش" في مدينة فالييفو، ومنعت دخول صحيفة "دان" المعارضة في الجبل الأسود الى صربيا. الاتحاد الاوروبي وأكد الاتحاد الاوروبي دعمه لبلغراد سياسياً ومادياً في كفاحها ضد تنظيمات المافيا. كمااعلن وزير الخارجية اليوناني جورج باباندريو الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي، بعد اجتماعه مع وزير خارجية اتحاد صربيا والجبل الاسود غوران سفيلانوفيتش في جنيف، ان بلغراد ستدخل سريعاً في عضوية المجلس الاوروبي. وأضاف باباندريو، ان اجراءات سيتخذها الاتحاد الاوروبي لضمان اقتراب اتحاد صربيا والجبل الأسود منه.