هددت قوات الأمن الصربية باطلاق النار على كل من ينتهك اجراءات حال الطوارئ أو يقاوم اعتقاله. وعطلت السلطات الحريات العامة والسياسية والنقابية واوقفت كل النشاطات الجماهيرية، بما فيها الرياضية. وأصبحت المواجهات بين "الديموقراطيين" ومعارضيهم المتشددين متوقعة في أي وقت. راجع ص8 وتصاعد الصراع السياسي في صربيا، في وقت بدأت أطراف حكومية اتهام أنصار الرئيس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش وجهات قومية قريبة منهم بالعلاقة مع تنظيم "عصابة زيمونسكي كلان" أي "عشيرة زيمون" الذي جرى تحميله مسؤولية اغتيال رئيس الحكومة زوران جينجيتش. ويشير المراقبون إلى وجود رفض واسع لحال الطوارئ المشددة في انحاء صربيا. واتضح ذلك من مقاطعة نواب الحزب الراديكالي الصربي، وغيرهم من الأعضاء القوميين في البرلمان للجلسة الاستثنائية التي عقدت في بلغراد أمس. وأعلنت السلطات الأمنية اعتقال أكثر من 40 شخصاً منذ أول من أمس للاشتباه بعلاقتهم بالعصابة، لكنها اعترفت أنها لا تزال تجهل الجناة الذين نفذوا اغتيال جينجيتش. كما أنها لم تتمكن من القبض على أي من زعماء العصابة المتهمة بالمسؤولية على هذا الاغتيال وحوادث عدة أخرى. ووصل إلى بلغراد أمس المسؤولان الكبيران في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا وكريس باتن، اثر تزايد المخاوف الدولية من تردي الوضع بسرعة في صربيا، وتأثيراته الخطيرة على الاتحاد مع الجبل الأسود ومساعي الاستقرار في كوسوفو والبوسنة، خصوصاً أن الائتلاف الحاكم الذي يضم أكثر من 15 فئة سياسية متباينة ومتنافسة أخفق في اختيار خليفة لجينجيتش في رئاسة الحكومة، مما جعل الانتخابات ضرورية على رغم مؤشرات إلى فوز القوميين فيها.