تركزت الزيارة المفاجئة للرئيس السوري بشار الأسد لطهران على تنسيق الجهود الايرانية - السورية لمواجهة تداعيات الحرب الاميركية المرتقبة في العراق في ظل قناعة مشتركة لدى الجانبين بأن الولاياتالمتحدة وضعت خططاً تتعدى العراق لتطاول اعادة ترتيب الأو ضاع الاقليمية، بما يضمن مصالحها وسط خشية من محاولة واشنطن فرض حل للقضية الفلسطينية يضمن فقط المصالح الاسرائيلية. وعقد الرئيسان الايراني محمد خاتمي والسوري بشار الأسد محادثات في مقر الرئاسة الايرانية استغرقت اكثر من ساعة وسط تكتم اعلامي شديد من الجانبين على فحوى المحادثات، الا ان المراقبين يرون انها تركزت على مستويات عدة منها دعم الجهود الرامية الى الحؤول دون وقوع الحرب الاميركية ضد العراق، وفي مقدمها الرفض الروسي - الألماني - الفرنسي والعربي والاسلامي، وكذلك تركيز الجهود على مواجهة الموقف أثناء وقوع الحرب وما بعدها. وتخشى كل من طهرانودمشق ازدياد الضغوط الاميركية عليهما في حال انتهت واشنطن من حربها على العراق، لكن الجانبين الايراني والسوري يدركان حجم نقاط القوة التي يمتلكانها نظراً الى النفوذ الايراني الكبير في الملف العراقي، وبالتحديد مع المعارضة، ونظراً للنفوذ السوري الكبير في ملف أزمة الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، اضافة الى امتلاك الجانبين علاقات تحالف استراتيجي مع "حزب الله" في لبنان. وجددت الخارجية الايرانية موقفها الرافض للحرب الاميركية على العراق، وأعلن الناطق باسمها حميد رضا آصفي ان الرئيس الايراني محمد خاتمي سيرسل مبعوثين الى عدد من الدول، كما سيقوم وزير الخارجية كمال خرازي بزيارة قريبة لكل من السعودية واليمن. وفي دمشق، أشاد السفير الايراني لدى دمشق حسين شيخ الاسلام بمواقف الرئيس الاسد التي وصفها ب"الفريدة" مؤكداً تطابق مواقف بلاده مع مواقف سورية، وداعياً العرب للسير على الطريق نفسه. واكد شيخ الاسلام في لقاء مع الاعلاميين ان بلاده لن تفتح حدودها للمعارضة العراقية للدخول الى العراق، وقال: "الحدود الايرانية العراقية لا يمكن ان تستخدم ضد العراق… يجب ان يتم التزام القوانين الايرانية، المعارضة لو دخلت العراق هذا شأنها لكن ليس من اراضينا. نحن لا نساعد اميركا". لافتاً الى وجود اتفاق ثنائي بين البلدين بهذا الخصوص يعود الى العام 1975. في الوقت نفسه حذّر وزير الدفاع السوري العماد مصطفى طلاس من النتائج "الكارثية" للحرب، مؤكداً ان الحرب على العراق ستتجاوز بنتائجها العراق الى المنطقة والعالم اجمع "لأنه في حال اقدام واشنطن على شن حربها بعيداً عن المظلة الدولية فهذا يعني توقيع صك زوال المنظمة الدولية وتقويض ميثاقها وانهاء العمل بقوانينها ونظام عملها الذي وُجد لحفظ الامن والسلام الدوليين".