تكيل الفرنسية كيتي التي تمارس الرقص الشرقي في القاهرة، اللعنات للاميركيين وتهديداتهم بالحرب على العراق، لما يلحقونه من ضرر بفنها وردع للمعجبين بها، والسياح عموماً. وتقول كيتي 29 سنة في المطعم الذي فتحه مدير اعمالها المصري محمد حديثا في حي الزمالك الراقي في القاهرة: "كنت انتظر مجيء 15 شابة من جزر لا ريونيون لدورة تدريب تستغرق اسبوعا. لم تأت منهن سوى اثنتين". وقالت الحسناء ذات العينين الخضراوين التي جاءت تحقق طموحها في عاصمة الرقص الشرقي، بعد رحلة سياحية الى مصر عام 1998: "لسن محترفات، بل مجرد تلميذات وكنت انتظر مجيء استاذتهن ايضاً، لكنهن يخشين المجيء الى دولة عربية". واضافت كيتي الحائزة على شهادة ماجستير في الكيمياء، والتي قررت التخلي عن الانابيب والتجارب، لتجعل هوايتها مهنة لها: "مع الازمة في العراق، كل شيء يتراجع. كانت هناك فلسطين، ثم 11 ايلول سبتمبر، والآن العراق، وهذا ينعكس على كل مهن الاستعراض والترفيه المرتبطة بالسياحة". وشكت من وجود "عدد اقل من النزلاء في الفنادق، كما ان الحفلات والسهرات تؤجل"، مشيرة الى انها غالباً ما يطلب منها الرقص في الأعراس والسهرات الخاصة. وتابعت المرأة المتحدرة من ارمانتيار شمال فرنسا، والتي مارست الرقص الحديث والرقص الكلاسيكي، قبل ان تتخصص في الرقص الشرقي: "البلد كله يبدو جامداً، والجميع ينتظر". وروت كيتي انها جاءت الى مصر عام 1998 في عطلة مع والدتها، كي تشاهد الراقصتين الشهيرتين فيفي عبده ودينا "لكنهما لم تكونا في مصر، وطلب مني صاحب أحد الفنادق أن أصور فيديو كليب لمغن مصري". وأضافت: "قمت مع والدتي برحلة في المتوسط نظمها مصريون، فأصبحت نجمة السفينة. وهكذا اكتسبت شهرتي، بكل بساطة". ثم عادت كيتي الى ليل في فرنسا، وهي مصابة ببعض الخيبة، بسبب "اشخاص ذوي مناصب رفيعة، يقدمون عروضاً لا تكون على الدوام نزيهة". لكن ولعها بالرقص حملها على العودة مجدداً الى مصر، في رحلة سياحية حالفها الحظ خلالها، وحصلت على عقد عمل في فندق "شيراتون القاهرة" الذي يتردد اليه كبار الأثرياء العرب. واعتبرت ان هناك "خمسة آلاف راقصة في القاهرة، عشر منهن فقط شهيرات"، ذاكرة الارجنتينية اسمهان والروسية نور و"بكل تواضع... الفرنسية كيتي". وسرعان ما تأقلمت كيتي مع تقاليد الرقص المحلية، وهي تقدم عرضها برفقة 12 موسيقياً ومغنياً، وتبدل ازياءها اكثر من مرة بين الرقصات، فتظهر في الثوب الصعيدي الجنوبي احياناً وفي ثوب بنات الاسكندرية احيانا اخرى، موضحة انه "الفستان الذي كانت ترتديه النساء اللواتي يقدمن الطعام الى البحارة". وتعتبر ان "الرقص الشرقي صورة عن انوثة المرأة، انه فن ورياضة وعلاج". وهي تحلم بأن تتمكن من احياء عرض موسيقي شرقي في اوروبا. لكنها تشكو من "أجواء التوتر والترقب" الناتجة عن التهديدات بحرب على العراق لا ترى لها نهاية.