اعلنت الرئيسة الصربية بالوكالة ناتاشا ميشيتش حال الطوارئ في صربيا بعد اغتيال رئيس الوزراء الصربي زوران جينجيتش (50 عاما) امس الاربعاء في بلغراد. وقالت ميشيتش متوجهة الى الصحافيين: بما ان اغتيال رئيس الوزراء زوران جينجيتش يشكل تهديدا لامن صربيا وحرية مواطنيها وحقوقهم وسير عمل هيئات الدولة، وبهدف اكتشاف مرتكبي الاعتداء واعتقالهم، قررت اعلان حال الطوارئ على اراضي صربيا. واوضحت ان حال الطوارئ سيبقى ساريا الى ان يتم اعتقال منفذي الاعتداء. واكدت ميشيتش ان الدولة ستستخدم كل الوسائل من اجل القاء القبض على منفذي الاغتيال، داعية المواطنين ومؤسسات الدولة الى الحفاظ على الهدوء. وقد توفي رئيس الوزراء الصربي متأثرا بجروح اصيب بها في اعتداء استهدفه أمس في بلغراد بحسب ما اعلنت الحكومة الصربية. واعلنت الحكومة الصربية في بيان ان قائدا سابقا في وحدة خاصة في الشرطة هو ميلوراد لوكوفيتش وراء الاعتداء. واكد مدير المركز الطبي الصربي فويكو ديوكيتش ان جيندجيتش اخضع لعملية جراحية ورفض التعليق على حالته الصحية. وافادت اذاعة بي 92 ان جينجيتش اصيب برصاصتين في الظهر والمعدة. وقالت الاذاعة ان الشرطة اعتقلت شخصين. وكان جينجيتش رئيسا للوزراء منذ يناير 2001 واكد مرارا انه تلقى تهديدات بالقتل. وفي نهاية فبراير الماضي نجا من محاولة اغتيال مموهة في حادث سير عندما قطعت شاحنة الطريق امام موكبه. ويعتبر زوران جينجيتش وراء ارسال مجرم الحرب الرئيس اليوغسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش الى محكمة الجزاء الدولية في لاهاي. وتجري محاكمة الرئيس اليوغوسلافي السابق منذ 12 فبراير 2002 امام محكمة الجزاء الدولية لمسؤوليته في النزاعات الثلاثة الكبرى التي مزقت كوسوفو وكرواتيا والبوسنة. وزوران جينجيتش هو زعيم براغماتي اثارت قراراته انتقادات حادة من قبل معارضيه. وعين على رأس الحكومة الصربية المنبثقة عن الانتخابات التشريعية في 23 ديسمبر 2000 في هذه الجمهورية التي اتحدت مع مونتينيغرو لتشكيل دولة واحدة. وجينجيتش من قدامى المعارضة الصربية واحد القادة الرئيسيين للمعارضة الديموقراطية الصربية التي خلعت سلوبودان ميلوشيفيتش وحملت فويسلاف كوشتونيتسا، خصمه السياسي الرئيسي اليوم، الى الرئاسة الفدرالية. غير ان جينجيتش ليس من الشخصيات الاكثر شعبية في صربيا. وقد تكون شعبيته الضعيفة ناتجة بحسب بعض المحللين عن تصرف اعتبر قليل الشجاعة خلال حملة القصف الجوي التي شنها الحلف الاطلسي عام 1999. وغادر جينجيتش آنذاك بلغراد الى مونتينيغرو معلنا انه مهدد شخصيا ومكث هناك حتى توقف الضربات. كما تراجعت شعبيته اكثر على اثر قرار نقل سلوبودان ميلوشيفيتش الى لاهاي في يونيو 2001، ومن ثم قرارات سياسية صعبة كثيرة تهدف الى تقويم الوضع الاقتصادي في البلاد ووضعه على سكة الاصلاحات.