تفاقمت الأزمة السياسية بين تحالف الأحزاب الحاكمة في بلغراد، ما يهدد باضطرابات تؤدي الى تغييرات في الوضع القائم، فيما تصاعد القلق من مؤشرات تحركات جديدة لمسلحين ألبان في جنوب صربيا. اعلن رئيس الحكومة الصربية زوران جينجيتش امس، ان "الحزب الديموقراطي الصربي" بقيادة الرئيس اليوشغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا، ابلغ تحالف "الحركة الديموقراطية الصربية" الحاكم، مقاطعته لاجتماعاته "وهو ما يعني انسحابه من الحركة" التي اطاحت حكم الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش. ووصف المشكلة بأنها ناتجة عن اصرار قيادة "الحزب الديموقراطي الصربي" على فرض ما يناسبها على 17 حزباً آخر من اعضاء التحالف وهو "ما لا يمكن القبول به ابداً". وأشار جينجيتش الى أن اعضاء الحركة "سيحاولون معالجة الوضع الناجم عن انسحاب الحزب الديموقراطي الصربي بأقل ما يمكن من خسائر". وإلى ذلك، أفاد نائب رئيس "الحزب الديموقراطي الصربي" غوران بولاتيش، ان الوضع داخل "الحركة الديموقراطية الصربية" اصبح مأسوياً. وأشار الى انه "إذا اراد التحالف البقاء، فعليه اولاً إجراء حملة تطهير، للتخلص من الذين تسللوا الى صفوفه امثال فلادان باتيتش وزير العدل الصربي، ورئيس الحزب الديموقراطي المسيحي الصربي الذين يتشبثون بالبقاء في السلطة على اكتاف غيرهم، واكتساب ما في امكانهم منها، لأنهم يعلمون انهم إذا فقدوها لن يعودوا إليها ابداً". وتردد في بلغراد ان وزير الداخلية الصربي دوشان ميخائيلوفيتش، قدم استقالته وانقطع عن الدوام في مكتبه منذ ايام عدة، اثر الانتقادات الشديدة التي تعرض لها بسبب دوره في تسليم الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش الى محكمة لاهاي. وشهدت بلغراد تجمعاً لحزب "حركة التجديد الصربية" التي يتزعمها فوك دراشكوفيتش، طالب بإجراء انتخابات مبكرة "ليقرر الشعب موقفه من الأوضاع الراهنة في البلاد". وأشارت استطلاعات الرأي في صربيا، الى ان اي انتخابات مقبلة ستلحق هزيمة بفريق جينجيتش، وتسفر عن فوز كبير للقوميين الذين يمثلهم الرئيس كوشتونيتسا والراديكاليين وأنصار الرئيس السابق ميلوشيفيتش. وعلى صعيد آخر، قام رئيس الحكومة الصربية جينجيتش، بجولة تفقدية للوضع في بلديات جنوب صربيا حيث التقى الشرطة شبه العسكرية الجندرمة وبحث مع قائدها الجنرال غوران رادوسافليفيتش "المشكلات الراهنة في المنطقة". كما التقى جينجيتش مع الألباني المعتدل رضا حليمي رئيس بلدية بريشيفو في شأن "الوقوف على مطالب الألبان من سكان المنطقة". وكانت منطقة جنوب صربيا، المحاذية لكوسوفو ومقدونيا، والمضطربة منذ نحو سنتين، شهدت انفجارات عدة الشهر الماضي، حمّلت الجهات الأمنية الصربية مسؤوليتها لمتشددين ألبان "يعملون من اجل اقامة ألبانيا الكبرى". كما حذرت الحكومة المقدونية، من خلال المعلومات الموجودة لديها، من ان مجموعات مسلحة ألبانية "تتهيأ للقيام بأعمال ارهابية في مقدونياوجنوب صربيا وكوسوفو".