تخيل نفسك على متن سفينة شراعية وسط بحر هادئ ثم بدأت الرياح تداعب الشراع بنعومة حتى انتفخ لتتابع السفينة طريقها بكل هدوء وطمأنينة. هذا هو برج العرب الذي يستحق عن جدارة لقب أعلى فندق في العالم، فعلى جزيرة إصطناعية يقف هذا التصميم الهندسي الرائع شامخاً بارتفاع 321 متراً لا ليكون مجرد فندق مرتفع، بل ليكون أيضاً مضرب الأمثال في الأبهة والفخامة ورفعة الشأن. وعلى شكل برج العرب وفخامته وإنطلاقاً من المبدأ نفسه إختارت الشركة البافارية العريقة "بي أم دبليو" وفي بادرة فريدة من نوعها دبي لإطلاق عالمي لسيارتها الجديدة الفئة السابعة طراز "أي" و"أل أي". فبعد النجاح الكبير الذي لقيه الجيل الجديد من طرازات الفئة السابعة من بي أم دبليو إثر اطلاقه في خريف العام 2001 في مدينة فيوجي الإيطالية والمميز بتصميمه الجريء وبنظام "آي درايف" او "أنا أقود" كشفت بي أم دبليو عن محرك ضخم يتكون من 12 اسطوانة سيتم تزويده لفئتين من طرازات 760 الأول "أي" ذات قاعدة عجلات عادية والثاني "أل أي" ذات قاعدة طويلة. قصة نجاح إسمها محركات 12 اسطوان القصة بدأت عام 1987 مع إطلاق "بي أم دبليو" مفاجأة تمثلت بإعادة إحياء محركات الأثني عشرية من خلال تقديم محرك بسعة 5 ليتر بقوة 300 حصان وعزم 450 نيوتن - متر. هذا الحدث لم يسبقها إليه سوى محرك "هورش أند مايباخ" الأسطوري. واليوم "بي أم دبليو" في الواجهة من جديد بتزويدها طرازات الفئة السابعة بمحرك من 12 اسطوانة في شكل V بسعة 5,972 ليتر، يولد قوة أقصاها 445 حصاناً عند دورانه بسرعة 6 آلاف دورة في الدقيقة. أما العزم التدويري فإنه يصل الى حده الأقصى البالغ 600 نيوتن - متر عند دوران المحرك بسرعة 3950 دورة في الدقيقة، كما يتوافر منه مقدار 500 نيوتن - متر بصورة متواصلة على كامل نطاق سرعات الدوران من 1500 الى 6 آلاف دورة في الدقيقة. يذكر ان هذا المحرك وللمرة الأولى في تاريخ المحركات يستخدم تقنية الحقن المباشر للوقود الذي يؤدي في شكل رئيسي الى تعزيز الطاقة والعزم التدويري الصادرين عن المحرك والإرتقاء بهما الى مستويات أعلى من قبل وذلك في سيارة إنتاج تجارية تباع في مختلف أسواق العالم. الى جانب الحقن المباشر للوقود يضيف محرك "بي أم دبليو" تقنية ثورية أخرى وهي "فالفترونيك" مهمتها التحكم إلكترونياً بحركة الصمامات، إذ تؤدي الى تحقيق اقتصاد كبير في استهلاك الوقود عند عمل المحرك بجهد جزئي مع العلم أنه ليس بحاجة الى تغيير الزيت الا بعد مرور 40 ألف كلم على إستعماله. وعلى صعيد نسبة استهلاك الوقود، فهي تبلغ حوالى 9,7 ليترات لكل 100 كلم على الطرقات السريعة في حين أنها لا تتجاوز 20,5 ليتر على الطرقات المزدحمة، ويبلغ معدلها الوسطي 13,6 ليتر لكل 100 كلم. ولتحقيق الإفادة المثلى من هذه القدرات فقد تم تزويد طرازي "أي" و "أل أي" بناقل أوتوماتيكي سداسي السرعات، مع طور ستيبترونيك وهو من طراز "زد أف 6 أتش بي 26" يهيئ للمحرك ظروفاً مثالية لتسخير قوته الهائلة وعزمه التدويري الفائق بسلاسة وكفاية. تناغم مثالي بين التصميم والابتكار دقة هندسية، أناقة، فخامة صفات من السهل ملاحظتها عند أول نظرة لطراز "760 أل أي" و"أي" ويبلغ طول الطراز الأول 5169 ملم والثاني 5029 ملم في حين يبلغ العرض 1902 ملم والإرتفاع 1492 ملم وحرص مهندسو الفئة السابعة على الحفاظ على هوية الشركة البافارية من خلال التصميم الخارجي آخذين في الاعتبار إعطاء السيارة الطابع الرياضي، الديناميكي والفخم وهذا واضح على المقدمة من خلال تصميم شبكة التهوئة المميز واعتماد مادة الكروم بجمالية فريدة في حين تنفرد الجوانب بأناقة خطوطها وشفراتها السفلية أما المؤخرة فهي تضمن الهيبة المطلوبة. وعند فتح الباب عبر جهاز التحكم عن بعد يتعرف الكومبيوتر على صاحب المفتاح ويقوم بتعديل وضعية المرايا والمقاعد والمقود بحسب البرنامج المحفوظ في الذاكرة ليبدأ السائق باكتشاف مزايا الفخامة والتطور فقاعدة العجلات التي تبلغ 3130 ملم في طراز "أل أي" و2990 ملم في طراز "أي" تؤمن فساحة المقصورة الداخلية المزينة بالخشب، الجلد الفاخر، الكروم والمواد العالية الجودة فالمقاعد فاخرة ومريحة جداً ومزودة بنظام هواء داخلي وبنظام تدليك أيضاً، ومكيف الهواء اوتوماتيكي وعالي الفاعلية، وماسحات الزجاج تعمل أوتوماتيكياً عند تحسس المطر، كذلك المصابيح عند دخول منطقة مظلمة. اما الابتكار الأبرز فيبقى نظام "آي درايف" او "أنا أقود" المبتكر وهو عبارة عن عتلة دائرية الشكل مثبتة في الوسط الى يمين السائق تمكنه من التحكم بأنظمة الملاحة، الهاتف، التكييف، الكومبيوتر المتصل بالإنترنت، جهاز الاستماع الموسيقي، التلفزيون والفيديو... طبعاً مع إمكان الاستغناء عن إستعمال هذا النظام من دون أي تأثير على عمل الأجهزة. كذلك يمكن للسائق التحكم بعدد كبير من الأجهزة والأنظمة من خلال الجيل الثاني من نظام التوجيه الصوتي المتطور جداً والذي يعمل بإعطاء الأوامر للسيارة من طريق التلفظ بها شفوياً. أنظمة متطورة لسيارة متطورة طراز 760 من بي أم دبليو مجهز بأنظمة تحول القيادة الى متعة حقيقية مثلاً نظام التعليق الأمامي يتكون من محور ثنائي المفاصل بدعائم نوابضية ذات قضبان اندفاعية، مصنوع من الألمنيوم مع خاصية معادلة القوى المستعرضة ومنع الانقضاض الأمامي، ومن الخلف محور تكاملي من الجيل الرابع، متعدد الأذرع، مصنوع من الألمنيوم، ذو مفعول فراغي ثلاثي الأبعاد، مضاد للإنقضاض مع تعليق يعمل بضغط الهواء مزود بخاصية التسوية الذاتية. كذلك جهزت هذه السيارة بمجموعة من أنظمة الثبات والتوازن: - نظام "دي أس سي" لحفظ الثبات ديناميكياً. - نظام "أي بي أس" لمنع إنغلاق المكابح. - نظام "أي بي في" و"سي بي دي" لتوزيع قوة الكبح إلكترونياً وللتحكم بالفرملة عند المنعطفات. - نظام "دي بي سي" للفرملة عند الطوارئ. - نظام "دي تي سي" لإقفال التروس التفاضلية إلكترونياً. - نظام "أي أس سي" لضبط التماسك أوتوماتيكياً. - نظام "دايناميك درايف" المضاد للتأرجح والذي يعتبر من أهم إنجازات "بي أم دبليو" في تقنيات التعليق المتطورة إذ يولد قوى معاكسة الغرض منها تحييد القوى الانحرافية التي تتعرض لها القضبان المانعة للتأرجح في الأمام والخلف وبالتالي إبطال اي مفعول قد يؤدي لتمايل هيكل السيارة ومقصورتها. - نظام "أي دي سي سي" لضبط المخمدات إلكترونياً والذي يعتبر بمثابة نظام ثان لضبط التعليق ويساهم في إعطاء الركاب مزيداً من الراحة في الأمام والخلف مطبقاً بذلك فلسفة واضحة وهي "توفير أقصى ما يمكن توفيره من الراحة وتوفير كل ما يلزم من الثبات". كذلك تتوافر بهذه السيارة مزايا إضافية: - مثبت السرعات التفاعلي الناشط "أي سي سي" وهو جيل متطور مما يعرف "كروز كونترول". - مكبح الوقوف الخاضع للتحكم الكهربائي. - خاصية الفتح اللاتدريجي للأبواب. - خاصية الإغلاق الأوتوماتيكي الملطف للأبواب. - نظام "بي دي سي" لقياس المسافات عند ركن السيارة. - نظام "تي بي سي" للتحكم بضغط الإطارات. وإضافة الى تجهيزات السلامة الناشطة التي تكلمنا عنها والتي تساهم في شكل كبير في تلافي الحوادث والظروف الحرجة ومنع حدوثها أصلاً تتمتع 760 بتجهيزات السلامة الكامنة فهي مجهزة بعشر وسائد هوائية: امامية، جانبية، علوية وجانبية علوية إضافة الى مساند رأس تفاعلية ناشطة وأحزمة أمان على جميع المقاعد من دون أن ننسى خاصية التشغيل والتعطيل للسلامة التي تعمل من طريق تعطيل تجهيزات ينتج عنها خطر ما، مثلاً عند إنتفاخ وسائد الأمان تقوم هذه الخاصية بتعطيل مضخة الوقود ثم تشغل أضوية التحذير وتفتح الأبواب وتبث نداء إستغاثة عبر هاتف السيارة مع تحديد إحداثيات الموقع في حال كانت السيارة مجهزة بنظام ملاحة. متعة فائقة ديناميكية، ثبات، هدوء، صفات تميز بي أم دبليو 760 التي ما إن تجربها حتى تقع في غرامها ومن التجربة الاولى. هذا العشق يبدأ مباشرة بعد الجلوس في مقعد السائق الذي يشعر بالسيطرة تماماً على الوضع، كذلك تمكنت من الإنطلاق من سرعة التوقف الى سرعة 100 كلم في الساعة خلال 5,6 ثواني فقط ولزيادة الأداء الرياضي يمكن التحكم بنسب علبة التروس الأوتوماتيكية يدوياً في شكل سلس وسريع من خلال مفاتيح مثبتة على المقود مما يجعل عملية التجاوز سهلة وخاطفة، كل هذا ونسبة الضجيج داخل السيارة تكاد تكون معدومة لدرجة أنني كنت أفتح النوافذ أحياناً عند التوقف للتأكد أن المحرك الذي يمتاز بهدوئه ما زال يعمل. وحتى عندما كنت أصل الى سرعة عالية تخطت 220 كلم في الساعة، علماً أن السرعة القصوى محددة إلكترونياً 250 كلم في الساعة. كان الهدوء سيد الموقف ولولا عداد السرعة لم أكن أعلم بأنني تخطيت السرعة المسموحة وإذا تفاجأت بذلك وأضطررت أن أستعمل المكابح كانت هذه الأخيرة جاهزة وذات فاعلية عالية. باختصار أبدعت الشركة البافارية بتقديم رائعة من روائعها الفذة ولم تتأخر بتزويد طراز 760 "أل أي" بأي من تجهيزاتها وأنظمتها المتطورة لتقدم بذلك سيارة تتميز بأدائها المميز والآمن الى أقصى الحدود، إضافة الى أناقة التصميم وجاذبية المقصورة الداخلية، كل هذه الأمور سيختبرها بعض المحظوظين الذين يملكون بعض الدولارات الإضافية في جيوبهم ستمكنهم من الاستمتاع بروعة قيادة هذا الطراز. [email protected]