بعد أن مضى عليها وقت طويل في الخدمة وبعد ان قدمت منافستها الرئيسية مرسيدس سيارتها الفئة أس، ارتأت بي أم دبليو الالمانية ان الوقت حان لإطلاق الجيل الجديد من كبيرتها الفئة 7. فهذه السيارة التي تواجدت جريدة "الحياة" في حفل اطلاقها في ميونيخ، معقل الشركة البافارية تتمتع بتصميم خارج عن المألوف تم من خلاله المحافظة على معالم الفئة 7 عبر اجيالها مع التركيز على شحنها بأفضل ما توصلت اليه تكنولوجيا بي أم دبليو الالمانية. ما أن يقع نظرك عزيزي القارئ على جديدة بي أم دبليو هذه حتى يعتريك احساس غريب هو مزيج من الدهشة والمفاجأة والاستغراب. فتصميم الفئة 7 الجديدة غريب فعلاً ويتطلب منك وقتاً للتأقلم معه إذ تذكر المصابيح الأمامية للفئة 7 بالتصاميم الكورية في وقت تبدو الواجهة الخلفية وكأنها تعود الى سيارة من حقبة الخمسينات. أما التصميم الجانبي، فيضم عناصر تصميمية متناقضة تجمع بين الشكل الطويل والقصير والتصميم العريض والمرتفع والزوايا الحادة والدائرية و... كلها تناقضات غريبة تم جمعها في قالب محبب يحتوي على كل المزايا التي طالما تحلت بها سيارات بي أم دبليو والتي توحي بقوة السيارة عبر حضور لافت جداً. وفي هذا السياق، لن ندخل في متاهات وصف الفئة 7 الجديدة تاركين الأمر للصور المرفقة ومفضلين في الوقت نفسه ان نركز على التجهيزات والابتكارات التقنية التي تحتوي عليها هذه السيارة التي سنقوم بتجربتها في شكل مفصل في عدد لاحق. مقصورة مبسطة وغنية كل من سبق له أن رأى لوحة قيادة سيارة بي أم دبليو الاختبارية زد 9 غراند توريزمو التي قدمت في معرض باريس 2000 سيتأكد ان بي أم دبليو اعتمدت مفهوم تصميم لوحة قيادة هذه السيارة لجديدتها الفئة 7. فهذه الأخيرة تعتمد مبدأ البساطة المتناهية إذ تضم تجويفاً للعدادات يحتوي على عدادين كبيرين للسرعة ولدوران المحرك مع مجموعة من المؤشرات الضوئية، اضافة الى كومبيوتر الرحلات. أما الكونسول الوسطي، فيضم مخرجين لمكيف الهواء يعلوهما تجويف يضم شاشة عرض تعمل بالكريستال السائل وتوفر المعلومات الخاصة بنظام التكييف وجهاز الاستماع الموسيقي اضافة الى جهاز الملاحة والهاتف النقال ونظام المساعدة من بي أم دبليو بي أم دبليو اسيست الذي يمكن عبره لسائق هذه السيارة ان يتصل بالانترنت وأن يتفقد بريده الالكتروني وان يدخل الى صفحات البورصة العالمية وغيرها. ويمكن لسائق الفئة الجديدة ان يستعمل هذه الشاشة التي تحمل تسمية "آي درايف" عبر مفتاح دائري تم تثبيته أمام مسند اليد الوسطى في المكان الذي يتواجد فيه عادة مقبض علبة التروس الذي انتقل الى يمين المقود. فعبر هذا المفتاح الدائري تواجد هذا المفتاح لأول مرة في زد 9 الاختبارية الذي يمكن تحريكه الى الأمام والخلف واليمين واليسار وفي شكل مائل، يمكن اختيار الوظائف الرئيسية لنظام آي درايف، في ما يمكن تحريكه بشكل دائري قبل الضغط عليه ليتمكن سائق الفئة 7 من اختيار الوظائف الثانوية لهذا النظام. أما مقبض علبة التروس الأوتوماتيكية، فقد انتقل كما ذكرنا الى يمين المقود حيث ثبتته بي أم دبليو على شكل مقبض صغير يمكن معه الاختيار بين وضعيات التوقف والرجوع الى الخلف والوقوف المرحلي والسير الى الأمام. كما يمكن استعمال علبة التروس كواحدة تعاقبية يمكن تبديل نسبها عبر أربعة مفاتيح مثبتة في الجزء العلوي من المقود يعمل المفتاحان المواجهان منها للسائق على نقل النسب نزولاً في ما تعمل تلك الموضوعة خلف المقود على نقل النسب صعوداً. وفي سياق الحديث عن المقود، نشير الى أن بي أم دبليو عملت على خفض عدد مفاتيح تشغيل أجهزة السيارة الى لحدود القصوى وجمعت معظم هذه المفاتيح في المقود وحوله لتسهيل استعمال السيارة ولزيادة تركيز السائق على القيادة. وهنا نذكر على سبيل المثال لا الحصر نظام تحويل برنامج عمل علبة التروس من العمل العادي الى الرياضي ونظام التحكم النشط بسرعة السيارة والذي يمكن عبره تحديد سرعة السيارة مسبقاً والذي يعمل في الوقت نفسه على التحكم بالمسافة بين الفئة 7 والسيارة التي تسير أمامها. محركان جديدان كلياً للفئة 7 الجديدة، قررت بي أم دبليو توفير محركين جديدين كلياً يتألف كلاهما من 8 اسطوانات على شكل 7 ويحتويان على تقنيات الشركة البافارية الحديثة شأن أنظمة التحكم الكامل بعمل المحرك وبجهاز السحب وبأعمدة الكامة بأي فانوس وبصمامات السحب فالف ترونيك وغيرها الأمر الذي يمكن المحركين المذكورين من التأقلم مع مختلف ظروف القيادة في شكل مثالي ولينتج عن هذه الاضافات التقنية مزيد من التوفير في استهلاك الوقود بنسبة بلغت 14 في المئة قابلها ارتفاع في التأدية بمعدل 14 في المئة أيضاً. ويعتمد نظام فالف ترونيك في عمله على نظام دبل فانوس الخاص ب بي أم دبليو، حيث يقوم بتوفير عدد لامتناه من معايير ضبط فتح واغلاق الصمامات. ويتم ذلك عبر محرك كهربائي موصول الى ذراع حلزونية تدور حول نفسها وتتصل بترس مسنن موصول من جهته السفلية الى عمود الكامة الذي يتحكم بعمل الصمامات. ولا يقف عمل فالف ترونيك عند حدود توفير القدرة اللازمة وحسب، بل يمكن المحرك من التعامل مع شتى أنواع الوقود البنزين التي تبدأ درجة الأوكتان فيها من 85 درجة، كما يمكن المحرك أيضاً من العمل بوقود يحتوي على الكبريت محركات البخاخ تتطلب وقوداً خالياً من الكبريت، وهو يسهم أيضاً في خفض استهلاك السيارة من الوقود بنسبة 10 في المئة. أما نظام "باي فانوس"، فيقوم بزيادة عزم الدوران عند دورات مخفوضة ومتوسطة للمحرك، كما يسهم في ايصال العادم الكيميائي الى درجة حرارة عمله بسرعة ما يخفض من نسبة التلوث الصادرة عن عمل المحرك حين يكون بارداً، اضافة الى انه يخفض من استهلاك الوقود ومن الضجيج الصادر عن عمل المحرك. وهنا لا بد من الإشارة الى ان المحركين الجديدين خضعا الى عملية خفض لاحتكاك القطع المتحركة بداخلهما. ومن ناحية أخرى، تمكن مهندسو الشركة البافارية من تعديل عمل المحركين بحيث تدنت نسبة اصداراتهما من الغازات السامة مقابل ارتفاع المدة الزمنية والمسافة التي تقطعها السيارة بين كل صيانتين دوريتين 40 ألف كلم قبل تبديل الزيت. وبالعودة الى قدرات المحركين، نشير الى انه يمكن للمحرك الأول الذي تزود به 735 آي والذي تبلغ سعته 3600 سم3 ان يولد قدرة 272 حصاناً تتوافر عند 6200 دورة في الدقيقة يرافقها عزم دوران تصل حدوده القصوى الى 360 نيوتن متر عند مستوى 3700 دورة في الدقيقة ما يمكن 735 آي من الانطلاق من الصفر الى سرعة 100 كلم/س في 7.5 ثانية والوصول الى سرعة قصوى تبلغ 250كلم/س محددة مسبقاً للاتفاق الكلامي بين شركات السيارات الالمانية والقاضي بتحديد السرعة القصوى ب250كلم/س. ومن ناحية أخرى، يتراوح استهلاك 735 آي بين 8.2 و15 ليتراً لكل 100 كلم تبعاً لنوعية وظروف القيادة. أما المحرك الثاني الذي توفره الشركة البافارية لطراز القمة أي لنسخة 745 آي، فتبلغ سعته 4389 سم3 وهو قادر على توفير قدرة قصوى تصل الى 333 حصاناً تتوافر عند 6100 دورة في الدقيقة تنخفض الى 3600 دورة في الدقيقة عندما يتعلق الأمر بعزم دوران هذا المحرك والبالغ 450 نيوتن متر. ومع 745 آي، يمكن الانطلاق من الى سرعة 100كلم/س ابتدأ من الصفر في 3،6 ثانية والوصول الى سرعة 250كلم/س ابتدأ من الصفر في 6.3 ثانية والوصول الى سرعة 250كلم/س كحد أقصى في وقت يتراوح الاستهلاك العام في حدود 10.9 ليتر لكل 100 كلم. أخيراً يبقى أن نشير الى ان توافر عزم الدوران الأقصى في هذين المحركين على دوران مخفوض يمكنهما من التحلي بمرونة تشغيل عالية تمكن السيارة من استعادة تسارعها في وقت قليل ومن دون الحاجة الى اعتماد نسبة مخفوضة لعلبة التروس. مزيد من التقنية المتطورة لزيادة ثبات الفئة 7 الجديدة، قررت بي أم دبليو ان تزودها تعليقاً مستقلاً ومتطوراً تم دعمه بنظام الكتروني لتعديل قساوة النبض وزيادة فاعليته في اكساب السيارة مزيداً من التماسك. وهذا النظام الذي يحمل تسمية إي دي سي - سي والمعروف في الفئتين 5 و7 الحاليتين تحت اسم إي دي سي يوفر في الفئة 7 الجديدة مجموعة لامتناهية من معايير ضبط عمل جهاز التعليق بحيث يؤمن للسيارة تماسكاً مثالياً في شتى ظروف القيادة. وهنا لا بد من الإشارة الى ان زيادة وسائل السلامة لم تقتصر على تزويد الفئة 7 الجديدة بكل ما توصلت اليه تقنية الشركة البافارية، بل تعداه الى هندسة تصميمها التي توفر سلامة قصوى لركابها عبر تأمين هيكل مقوى شأنه شأن البنية التحتية للسيارة التي تمتص واجهتيها الأمامية والخلفية الصدمات وتبعدها عن مقصورة القيادة التي تم دعم جوانبها أيضاً عبر تزويد الأبواب بعوارض معدن مائلة تسهم في الحماية من أخطار الاصطدامات الجانبية. كذلك تتوافر الفئة 7 الجديدة مع أحزمة أمان ثلاثية الارتباط للركاب الخمسة وبقدرة شد تدريجي ومرحلي تبعاً لقوة الصدمة ومع مجموعة كبيرة من مخدات الهواء منها الأمامية والأمامية الجانبية والخلفية الجانبية اضافة الى تلك المخصصة لحماية الأكتاف والرؤوس من خطر الحوادث الجانبية. وفي سياق الحديث عن الرؤوس، نشير الى ان الفئة 7 الجديدة ستتوافر أيضاً مع مساند رأس نشطة تعمل على امتصاص قوة الاصطدام وتمنع وصول تأثيراته السلبية الى رؤوس ورقبات شاغلي السيارة وبالتالي تسهم في حماية عواميدهم الفقرية. أما للسيارات المصدرة الى القارة الأميركية، فسوف توفر بي أم دبليو مخدات هواء لركب الجالسين في الأمام. [email protected] علبة تروس .... سداسية للفئة 7 الجديدة، وفرت بي أم دبليو علبة تروس أوتوماتيكية جديدة كلياً تم تطويرها بالتعاون مع شركة زد أف المتخصصة في ميدان علب التروس. وتتألف هذه العلبة التي تحمل تسمية زد أف 7 اتش بي 26، من ست نسب أمامية يمكن استعمالها كعلبة أوتوماتيكية أو كأخرى تعاقبية ستيبترونيك عبر مفاتيح مثبتة في المقود. ولا تعتبر هذه العلبة الأولى من نوعها لجهة اعتمادها ستة نسب أوتوماتيكية وحسب، بل تعتبر الأولى من نوعها أيضاً كونها تنقل النسب من دون وجود السلك الذي يربط بين المقبض وعلبة التروس الأمر الذي يفترض به ان يكسبها مزيداً من نعومة التشغيل كما يعمل على زيادة سلاسة وسرعة نقل النسب. وفي حال اعتماد العمل الأوتوماتيكي لهذه العلبة التي تعمل أيضاً ببرنامجي عمل عادي ورياضي يمكن الاختيار بينهما عبر مفتاح مثبت في المقود يتوجب على السائق أن: - يضغط على المقبض نزولاً لتعشيق الوضعية دي المخصصة للسير الى الأمام. - يضغط على المقبض صعوداً لتعشيق الوضعية آر المخصصة للرجوع الى الخلف. - يضغط على المقبض باتجاه اليسار لتعشيق الوضعية بي المخصصة للتوقف. - يضغط على المقبض صعوداً من الوضعية دي لتعشيق الوضعية إن أو ان يضعط على المقبض نزولاً من الوضعية آر لتعشيق الوضعية إن المخصصة للتوقف المرحلي. أما عند الانتقال الى التعشيق التعاقبي، فيمكن تبديل النسب عبر أربعة مفاتيح تم تثبيت اثنين منها في الجزء العلوي من المقود في مواجهة السائق يتم معهما تبديل النسب نزولاً فيما ثبت المفتاحان الباقيان في الجزء العلوي من المقود لجهة تجويف العدادات ويمكن معهما تبدل النسب صعوداً.