حذرت المفوضية الأوروبية من أن سعي تركيا إلى الانضمام إلى الاتحاد، قد يتضرر نتيجة لفشل المحادثات لإعادة توحيد قبرص. غير أن رئيس الوزراء التركي عبدالله غل أعرب عن اعتقاده أمس، بأن جهود الأممالمتحدة لتوحيد شطري الجزيرة، لم تنته تماماً. وأعلن أن تركيا لا تزال تسعى إلى التوصل إلى حل لمشكلة الجزيرة المقسمة. وجاء ذلك بعد إعلان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان فشل المحادثات بين زعيمي القبارصة الأتراك واليونانيين، ما يؤدي إلى انضمام الشطر اليوناني من الجزيرة وحده، إلى الاتحاد الأوروبي في 16 نيسان المقبل. فشلت محادثات السلام التي كان يفترض أن تؤدي إلى إعادة توحيد قبرص قبل انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، إذ فوت زعيما الجاليتين القبرصيتين اليونانية والتركية فرصة تاريخية لإنهاء تقسيم الجزيرة المستمر منذ ثلاثين عاماً. وبعد أكثر من 12 ساعة من المحادثات مع الوفدين في قصر السلام في لاهاي، اضطر أنان للإعلان أن "دنكطاش ليس مستعداً لاعطاء موافقته على عرض الخطة لاستفتاء"، وأن المحادثات وصلت إلى نهاية الطريق. وقال دنكطاش في مؤتمر صحافي إن "هذه الخطة غير مقبولة بالنسبة إلينا"، مشيراً إلى مسألة تجريد أكثر من مئة ألف من القبارصة الأتراك من ممتلكاتهم إذا طبقت. وفي المقابل، نسب القبارصة اليونانيون فشل المحادثات إلى موقف القبارصة الأتراك. وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة ألفارو دي سوتو وهو يتلو بياناً باسم الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي أنان: "بلغنا نهاية الطريق". وأضاف البيان: "من الواضح أنه لن يكون من الممكن التوصل إلى اتفاق كامل حول قبرص"، قبل أن توقع الحكومة القبرصية اليونانية في الجزيرة، المعترف بها دولياً، اتفاق انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي في 16 نيسان المقبل. وتعليقاً على الانضمام المرتقب للشطر اليوناني إلى الاتحاد الأوروبي، عبّر دنكطاش عن أسفه لأن "سيكون صعباً جداً على الاتحاد الاوروبي أن يرث نصف بلد بينما يفترض أن يستقبل بلداً كاملاً". الموقف الأوروبي وحذرت المفوضية الأوروبية تركيا من أن سعيها للانضمام إلى الاتحاد قد يتضرر نتيجة لفشل المحادثات لتوحيد قبرص. وقال الناطق باسم المفوضية جان كريستوف فيلوري للصحافيين أمس، إن الاتحاد الأوروبي سيمضي قدماً ويوقع معاهدة انضمام مع قبرص المقسمة التي تمثلها فقط الحكومة القبرصية اليونانية كما هو مقرر في 16 الشهر المقبل. وأضاف أنه إذا لم يُتوصل إلى تسوية سلمية حين تجتمع اللجنة التنفيذية للاتحاد في كانون الأول ديسمبر 2004 للبحث بشأن طلب تركيا البدء في محادثات الانضمام، سيكون من الصعب جداً التوصية ببدء المفاوضات مع أنقره. وأوضح: "إذا حل موعد التقرير في نهاية عام 2004 ولم يُتوصل بعد إلى تسوية بشأن قبرص، سنواجه موقفاً غريباً تقف فيه دولة مرشحة تركيا تطرق باب الاتحاد ولا تعترف بدولة عضو بيننا" في إشارة إلى قبرص اليونانية. تفاؤل تركي وعلى رغم أجواء التشاؤم التي خيمت على الملف القبرصي، أعرب رئيس الوزراء التركي عبد الله غل أمس، عن اعتقاده بأن جهود الأممالمتحدة لتوحيد شطري الجزيرة لم تنته تماماً. وأكد أن تركيا لا تزال تسعى للتوصل إلى حل لمشكلة الجزيرة المقسمة. وقال غُل أمام الصحافيين إن الأمين العام للأمم المتحدة قال "إنه لم يتوصل إلى اتفاق، لكنه لم يغلق الباب تماماً" لذا فإن "الجهود من أجل التوصل إلى حل دائم ستستمر".