يناقش المسؤولون في الإدارة الأميركية التكاليف المتوقعة للحرب على العراق، وكيفية توفيرها في ظل إعلان عدد من الحلفاء معارضتهم الحرب، وامتناعهم عن المساهمة في تكاليفها، على رغم الحديث عن احتمال أن تستعمل الإدارة بعد الحرب احتياط العراق النفطي لتغطية تكاليف الحملة. وأفادت صحيفة "واشنطن تايمز" أن المسؤولين الأميركيين يواجهون حيرة بالغة ازاء توفير الموازنة المطلوبة للحرب، بسبب امتناع دول مؤثرة عن المساهمة في حملة الرئيس جورج بوش لإسقاط الرئيس صدام حسين. وأعلنت اليابان قبل أيام عدم استعدادها للمساهمة في الحرب، على رغم تأييدها الموقف الأميركي - البريطاني، في حين كانت ساهمت عام 1991 بدفع 10 بلايين دولار من تكاليف حرب تحرير الكويت. ويقدر الخبراء الأميركيون تكاليف الحرب المقبلة ب18 - 85 بليون دولار، ويعتقدون أنها قد ترتفع بضع عشرات البلايين لو ذهب بوش إلى الحرب بلا موافقة من الأممالمتحدة. ونقلت "واشنطن تايمز" عن ستيفن كوزياك، أحد الخبراء الأميركيين في مجال وضع الموازنات للقضايا الاستراتيجية: "لم أسمع عن أي دولة تطوعت للمشاركة في تكاليف الحرب المقبلة، مثلما جرى في 1991"، مشيراً إلى أن الإدارة كانت "أمّنت تكاليف حرب تحرير الكويت قبل بدئها"، علماً أن الولاياتالمتحدة ساهمت من موازنتها في تلك الحرب بسبعة بلايين دولار فقط، فيما دفع الحلفاء 54 بليون دولار. ووفقاً لدراسة أعدها مجلس العلاقات الخارجية، تحتاج صناعة النفط العراقي لثلاث سنوات من أجل تغطية دين مقداره خمسة بلايين دولار، بناء على معدلات الانتاج التي كان العراق يتمتع بها قبل غزوه الكويت عام 1990. ويخشى المسؤولون الأميركيون فتح باب الاعتماد على احتياط النفط العراقي، لأن طابوراً طويلاً من الدائنين ينتظر الحصول على حصته، إذ أن الدين الخارجي المترتب على العراق يبلغ 300 بليون دولار، يتعطش أصحابها لاستردادها في أقرب فرصة. إلى ذلك، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" ان ادارة بوش طلبت من خمس شركات هندسية اميركية على الأقل، من بينها وحدة تابعة لشركة "هاليبرتون"، التقدم بعطاءات للفوز بعقود إعادة إعمار العراق بعد الحرب، وهي تعاقدات قد تصل قيمتها الى 900 مليون دولار. وأشارت الصحيفة إلى أن الشركات الخمس المتنافسة قدمت أو تستعد لتقديم عروض، بعدما ارسلت وكالة التنمية الدولية الأميركية طلباً تفصيلياً تدعو المنافسين المحتملين إلى تقديم عطاءات. ووفقاً للصحيفة، فإن خطة إعادة بناء العراق ستتطلب من المقاولين تنفيذ مشاريع مختلفة، منها إعادة فتح نصف "الطرق والجسور المهمة اقتصادياً" على الاقل، أي ما مجموعه 2400 كيلومتر، وكذلك ترميم آلاف من المدارس. وذكرت ان الشركات الخمس المتخصصة في البنية الأساسية الهندسية هي "بكتل غروب" و"فلور كورب"، و"كيلوغ براون اند روت" التابعة ل"هاليبيرتون" والتي تتخذ من هيوستن مقراً لها، و"لويس بيرغر غروب" و"بارسونز كورب". وأوضح مصدر في وزارة الدفاع الاميركية ان "كيلوغ براون" فازت بعقد للاشراف على عمليات مكافحة الحرائق في حقول النفط بالعراق بعد الغزو. وكان نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني يعمل مديراً تنفيذياً ل"هاليبيرتون" بين عامي 1995.