إن المتأمل، في كتاب الله تعالى، في مصطلح "المال" الذي تقوم عليه حركة الحياة، قد ذكر مع الانسان محور الحركة والبناء في تعبيد كل الوجود لله العلي القدير. لكنه عز وجل قدم المال على الولد في كل الآيات التي جمعت بينهما، كقول تعالى: "المال والبنون زينة الحياة الدنيا"، وقوله: "يوم لا ينفع مال ولا بنون"، وقوله: "أيحسبون انما نمدهم من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات". وذلك لأهمية دور المال في حياة البشرية. فالمالك للمال قائد لركب المجتمع. وبناء على هذا المفهوم تريد اميركا أن تمسك بكل مفاتيح المال، بأنواعها المختلفة، في الشرق والغرب على حد سواء، وعلى وجه الخصوص: كنوز المجتمع العربي والاسلامي. ولكي تحافظ الادارة الاميركية الصهيونية على المقدرات المالية الضخمة لمصلحة اطفال، وأهل العراق، من الاستبداد الصدامي، قررت منع الدواء والغذاء، لسنوات خلت، عن ابنائنا في بغداد. ولأن ارحام النساء العراقيات حلقة متصلة بنساء وبنات القادة الربانيين، كصلاح الدين الايوبي، خرقت اميركا كل الاعراف الدولية والمفاهيم الانسانية، وقررت من جديد ضرب العراق، على رغم استجابته كل شروط الأممالمتحدة، والسماح الكامل للمفتشين الدوليين بالاطمئنان الى خلو الارض العراقية من اسلحة نووية وجرثومية. ويا ترى، هل حال الاستقواء الاستبدادية هذه تأكيد لنبوءة النبي صلى الله عليه وسلم حيث اخبرنا عن محاصرة العراق الاقتصادية والغذائية في الحديث الذي رواه مسلم عن ابي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "منعت العراق درهمها وقفيزها" قال النووي، 676ه، القفيز: مكيال معروف لأهل العراق، بيّنه الازهري، 370ه، بقوله: هو ثمانية مكاكيك والمكوك صاع ونصف، اي: القفيز اثنا عشر صاعاً. وتتسابق اوروبا مع الدول الغربية على تقديم كل مراسيم الطاعة لضرب العراق علهم، مجتمعين مع اميركا او فرادى، يفوزون بالنصيب الاكبر من الذهب الاسود الذي سيكشف عنه عما قريب، قدر الوقت الذي يحتاجه الرجل للكشف عن رأسه. وعندئذ يُبقي الأميركان لنا رأس العراق اصلع، بعد اجتثاث شعر رجاله بسحب الغذاء الجاري في حويصلات الارض العراقية التي تحوي في دقائق مجاريها الباطنية البترول الخام. فعلى كل من يقول: ربي الله، في الداخل العراقي والخارج، عدم الاستجابة لنداء الفتنة الاميركي الى شق صفوفنا، بحجة تنحية صدام. وإلا ساهمنا بجلب البليات الدائمة على الشعب البريء، من اذكاء اوار الحسد المذهبي والقومي والعرقي، الى آلام القتل ومآسي الدمار من اجل الفوز بكنز السلطة، او دينار الدنيا، او الذهب الاسود. أعاذ الله الأمة من هذا الوصف، وجعل صحفها بأيمانها. بيروت - محمد خير فرج