ترتدي الانتخابات النيابية التي نُظمت في ولاية سكسونيا المنخفضة في ألمانيا أمس، أهمية خاصة على رغم أن عدد الناخبين فيها لا يتجاوز ستة ملايين شخص. ولن يغيّر فوز فرع حزب الاتحاد المسيحي بزعامة المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، مع حليفه الصغير الحزب الليبرالي، ميزان القوى داخل مجلس اتحاد الولايات لمصلحتها، إذ إن التحالف يشكّل حكومة الولاية منذ عقد. صحيح أن فوز التحالف المسيحي - الليبرالي، بعد أشهر على تراجعه في استطلاعات الرأي أمام التحالف الاشتراكي - الأخضر، سيعني أن مرشح الحزب الاشتراكي الديموقراطي لمنصب المستشار في انتخابات الخريف المقبل، بيير شتاينبروك، أصبح عالة على حزبه الذي كان رأى فيه مرشحاً واعداً، وأن لا حظ له في مقارعة مركل على الحلبة الانتخابية الكبرى. لكن خسارة التحالف المسيحي - الليبرالي ستعني خسارة شخصية مباشرة لمركل التي وضعت ثقلها في المعركة، وصولاً إلى تشجيع قسم من مؤيدي حزبها للتصويت للحزب الليبرالي، لينال نسبة 5 في المئة التي تخوّله دخول برلمان الولاية، من أجل ضمان الحكم لخمس سنوات أخرى. يُضاف إلى ذلك أن خسارة الحزب الليبرالي ستعني إعطاء ضوء أخضر للانقلاب على رئيسه وزير الاقتصاد فيليب روسلر، في مؤتمر الحزب الذي سيُعقد الأسبوع المقبل، ما تعتبره المستشارة إضعافاً لها. ويرى مراقبون أن فوز التحالف الاشتراكي - الأخضر في الولاية سيعطي شتاينبروك وحزبه فرصة جديدة لالتقاط أنفاسه، وإعادة النظر في الاستراتيجية التي وضعها لمعركته الانتخابية لاستعادة الثقة الشعبية التي فقدها إلى حد كبير، بسبب نقاش حول مداخيله الجانبية. وعندها سيتوجب على مركل أن تراجع حساباتها مجدداً، وألا تطمئن إلى الاستطلاعات التي تمنحها تقدماً كبيراً عن غريمها الاشتراكي، خصوصاً أن تحالفه مع حزب الخضر أصبح أكثر من أي وقت مضى، بديلاً مقبولاً جداً من الناخبين الألمان. ومع أن المسيحيين والليبراليين في سكسونيا المنخفضة استعادوا أخيراً جزءاً كبيراً من الأصوات التي فقدوها سابقاً (حوالى 10 في المئة)، لكن أحد أهم الاستطلاعات الأخيرة التي نُشرت نتائجها الخميس الماضي، أظهر أن التحالف الحكومي سينال 44 في المئة في مقابل 46 في المئة للمعارضة. من هنا، يمكن القول إن انتخابات الولاية فتحت، في شكل غير رسمي، معركة الانتخابات النيابية المقررة أواخر أيلول (سبتمبر) المقبل.