قرر وزراء نفط اوبك فى ختام اجتماعهم التشاورى الخميس الماضي خفض الانتاج الفعلى للدول الاعضاء فى المنظمة بمقدار مليونى برميل يوميا من حجم الانتاج الوسطي للدول الاعضاء خلال شهرى فبراير ومارس الماضيين. وبذلك تكون أوبك قد فاجأت الأسواق إذ أعلنت رفع سقف إنتاجها الرسمي إلى 25.4 مليون برميل اعتبارا من الأول من يونيو وتقليص المعروض بمقدار مليوني برميل يوميا، حيث يسهم هذا الاجراء في اضافة 900 ألف برميل إلى السقف الرسمي السابق. وقال وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي إن أوبك قد تقرر خفض الإنتاج عندما تجتمع في الدوحة في 11 من يونيو القادم . وقال مشاركون في الاجتماع إن قرار الخفض مبني على بيانات بأن متوسط الإنتاج في فبراير ومارس كان 27.4 مليون برميل يوميا. وكانت أوبك قد وافقت على زيادة المعروض لمنع ارتفاع الأسعار خلال الحرب الأميركية على العراق. وقالت مصادر ان الانتاج الجديد للدول الاعضاء سيكون بمقدار 25.4 مليون برميل يوميا اعتبارا من اول يونيو المقبل وسيتم توزيعها على الدول الاعضاء بحسب النسب المعتمدة لكل دولة. واكد عبيد الناصرى وزير النفط والثروة المعدنية الاماراتي ان قرار اوبك بتخفيض الانتاج مليونى برميل يوميا خطوة فى الاتجاه الصحيح لتحقيق التوازن بين العرض والطلب وانهاء الفائض من المعروض فى السوق النفطية والذى يشكل عاملا ضاغطا على اسعار النفط . واعرب الناصري عن امله فى التزام جميع الدول الاعضاء بهذا الاتفاق بما فيه مصلحة الجميع. واعرب عدد من الوزراء عن اعتقادهم بان القرار الذى اتخذته اوبك سيسهم فى استقرار الاسعار فى اطار النطاق السارى الذى يتراوح بين 22 و28 دولارا للبرميل. وأشار الوزراء فى تصريحات منفردة عقب انتهاء الاجتماع الى ان هذا الاتفاق سيسهم فى تحقيق التوازن بين العرض والطلب وينهى الفائض فى السوق النفطية. ولفتوا الى ان تنفيذ الاتفاق سيتم اعتبارا من اول يونيو المقبل باعتبار ان تعاقدات الدول الاعضاء لبيع النفط الخام خلال مايو المقبل قد تمت بالفعل. وأكد الوزراء ان هذا القرار الذى يعتبر (الحد الادنى) الذى توصلت اليه "اوبك" سيخضع للمراجعة عندما تجتمع المنظمة فى 11 يونيو المقبل فى الدوحة وذلك فى ضوء حجم عودة النفط العراقى للاسواق وانتهاء المشكلات فى امدادات النفط. ويقدر خبراء فى صناعة النفط ان يتمكن العراق من بدء ضخ النفط للاسواق العالمية بمعدل يتراوح بين مليون و 1.5 مليون برميل يوميا فى غضون عدة اسابيع. وكانت معظم دول "اوبك" تنتج بكامل طاقاتها الانتاجية للاستفادة من الاسعار المرتفعة فى الاسواق بسبب حالة عدم الاستقرار فى المنطقة التى كانت سائدة خلال الفترة الاخيرة والمضاربات فى الاسواق ولكن معظم الدول تشعر الآن بقلق كبير نتيجة تراجع اسعار النفط وبروز مؤشرات على تدهورها الى مستويات تصل الى ما دون 20 دولارا للبرميل اذا لم تتخذ دول "اوبك" سياسات انتاجية مدروسة. ويلفت المراقبون الى ان العراق الذى غاب عن نظام الحصص منذ 13 عاما كان حاضرا فى هذا الاجتماع رغم غياب ممثلين عنه وذلك بانتظار معرفة ممثلى العراق القادمين فى "اوبك" والسياسة النفطية التى سيتبعها العراق مستقبلا. واكد عبدالله العطية وزير الطاقة والصناعة القطرى رئيس منظمة اوبك اهمية الاتفاق الذى توصلت له المنظمة فى اجتماعها بخفض الانتاج فى تحقيق التوازن فى السوق البترولية ودعم اسعار النفط. وقال العطية ان الآراء كانت متفقة على وجود فائض فى السوق النفطى بمقدار مليونى برميل يوميا وان الاتفاق سيعمل على انهاء الفائض فى السوق النفطية. واوضح ان معدل الانتاج الجديد لاوبك والبالغ 25.4 مليون برميل يوميا سيتم انتاجه من قبل الدول الاعضاء فى اوبك (باستثناء العراق) وان الدول الاعضاء ستنتج كلا حسب نسبة حصتها. واضاف ان اوبك ستجرى مراجعة لهذا الاتفاق والاوضاع فى السوق البترولية عندما تجتمع فى 11 يونيو المقبل بالدوحة. وفي أول رد فعل للأسواق على قرار المنظمة هبط سعر الخام الأميركي إلى أدنى مستوياته في نحو خمسة أشهر إذ فقد 75 سنتا ليهبط إلى 25.90 دولار للبرميل. وهذا هو أقل سعر للخام منذ منتصف نوفمبر وفي غضون شهر فقد الخام نحو 30% من قيمته بسبب ضخ أوبك كميات هائلة خلال الحرب. المهندس علي النعيمي في تصريح للصحفيين