طغى موضوع الامدادات النفطية على الاحداث الاقتصادية في الاسابيع الماضية في الشرق الاوسط، وسط تزايد احتمالات شن الحرب على العراق. الى ذلك اكدت منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) انها ستتحرك في حال حصول اي طارىء، لتأمين التوازن في السوق النفطية العالمية، فيما اعلن عبد الله العطية رئيس منظمة اوبك وزير الطاقة القطري في ابو ظبي أثناء مشاركته في مؤتمر الطاقة والبيئة ان السوق النفطية لا تعاني حاليا اى نقص في الامدادات. وقال ان اوبك بدأت منذ الاول من شباط الجاري تطبيق قرارها الذي اتخذته في 12 يناير الماضي بزيادة انتاجها الى 24.5 مليون برميل يوميا بهدف تعويض نقص صادرات فنزويلا، مشيرا الى وفرة محتملة في المعروض وانهيار للاسعار في الربع الثاني من العام .لكن التهديد بنشوب حرب في الشرق الاوسط التي تمد الاسواق العالمية بنحو 40 في المائة من معروض الخام العالمي والاضراب المستمر في فنزويلا منذ شهرين دفعا الاسعار لتتجاوز حاليا مستوى 30 دولارا للبرميل . ومن جانبه أكد المهندس علي النعيمى وزير البترول والثروة المعدنية في ابوظبي ايضا ان المملكة مستعدة لتلبية احتياجات السوق النفطية في حال اندلاع حرب في العراق بقيادة الولاياتالمتحدة. مشيرا الى ان المملكة تتمنى الا تقع الضربة المحتملة على العراق وفى حالة وقوعها ولاي سبب آخر فانها ملتزمة بتغطية احتياجات السوق حسب قدرتها الانتاجية.وأكد النعيمي على موقف المملكة الداعي الى ان سوق النفط لا تعاني اي نقص في امدادات النفط الخام وانها ستعمل على ضمان وفاء اوبك بسقف الانتاج الجديد البالغ 5ر24 مليون برميل في اليوم . واتفق النعيمي في الرأي مع العطية رئيس اوبك في دورتها الحالية على ان اسعار النفط العالمية حاليا مدفوعة صعودا بالتوتر السائد خشية نشوب حرب وليس نتيجة نقص حقيقي في المعروض. وقال النعيمي ان السعر لا يتناسب في الواقع مع العرض والطلب مشيرا الى ان اختبار ذلك يكمن في ان واحدا من العملاء لا يطلب امدادات وان جميع العملاء راضون .وفي محاولة لتهدئة المخاوف قال النعيمي ان المملكة مستعدة اذا دعت الضرورة لاستخدام طاقة الانتاج الفائضة لديها التي قدرها بما يتراوح بين مليوني برميل في اليوم و5ر2 مليون برميل في اليوم . واضاف ان المملكة اعلنت مرارا مسؤوليتها تجاه السوق وانها ستعمل على سد اي نقص ايا كان سببه قدر طاقتها، مشيرا الى ان اوبك مستعدة لتعويض اي نقص في الامدادات دون الحاجة للسحب من الاحتياطيات الاستراتيجية العالمية . واضاف انه بعد مباحثات مع الدول المستهلكة باتت هناك ثقة كافية في ان الدول المنتجة ستعوض اي نقص في المعروض دون الحاجة للسحب من الاحتياطيات الاستراتيجية ومن جهته قال عبيد الناصري وزير البترول والثروة المعدنية الاماراتي على هامش مؤتمر الطاقة والبيئة ان اوبك التي تواجه فائضا محدودا في قدرتها الانتاجية ستجد من الصعب سد النقص في الامدادات العراقية الذي سينتج عن اي حرب تقودها الولاياتالمتحدة ضد بغداد. واضاف الوزير الاماراتي ان بلاده وهي عضو في اوبك لديها قدرة على زيادة الانتاج لكنه ذكر ان هذه القدرة محدودة . وشارك الناصري نظراءه في اوبك مخاوفهم من زيادة محتملة في الانتاج في الربع الثاني من هذا العام لكنه قال ان اوبك ستتخذ خطوات لضبط الانتاج . ومضى يقول انه اذا كان هناك خطر من زيادة الانتاج فعلى وزراء النفط بدول اوبك ان يلتقوا وان يصححوا الموقف . وقال ان القلق يتركز بصورة خاصة على الربع الثاني من العام . من جهة اخرى قال عبد الحفيظ الزليطني وزير النفط الليبي ان منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) قد تخفض سقف انتاج النفط في مارس اذا كانت الاسعار تتراجع بسرعة مع استقرار الطلب على البترول . وقال الزليطني امام مؤتمر الطاقة والبيئة في ابوظبي انه اذا ظهرت في مارس اي علامات على استقرار الطلب وكانت الاسعار تتراجع بشدة فإن اوبك ستعمل على خفض الانتاج . وقال وزير النفط الليبي ان المعروض في سوق النفط جيد والمخزونات العالمية ترتفع تدريجيا فيما يمهد الساحة لحدوث هبوط حاد في الاسعار. واضاف ان الامدادات كافية مشيرا الى ان ارتفاع المخزون سيكون له بالتأكيد تأثير سلبي على الاسعار . وفي ايران، صوت مجلس الشورى (البرلمان) على زيادة الانتاج النفطي 600 الف برميل يوميا وزيادة تبلغ 100 مليون متر مكعب يوميا في انتاج الغاز من حقل فارس الجنوبي، حيث تهدف هذه الزيادة الى تصحيح الانتاج مع الزيادة المتوقعة على الطلب العالمي. وفي الدوحة، اتفقت 15 دولة منتجة للغاز بينها قطر ومصر، على ضرورة تعزيز تعاونها التقني وبحث آفاق التسويق التي توفرها الاسواق الآسيوية وذلك اثناء المنتدى الوزراي الثالث للدول المصدرة للغاز. وتملك الدول التي شاركت في هذا المنتدى اكثر من ثلثي احتياطات الغاز العالمية علي النعيمي : سوق النفط لاتعاني أي نقص في الامدادات عبدالله العطية - عبيد الناصر